لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّ "في ضوء البشارة بميلاد المسيح وهو حدث قسّم التّاريخ إلى إثنين: نهاية العهد القديم وبداية العهد الجديد، نتطلّع إلى واقعنا المؤلم: حرب بالأسلحة القتّالة، قتل مدنيّين وأطفال ونساء عزّل، دمار منازل ومؤسّسات لا يقدّر ثمنها، مليون ونصف المليون من النّازحين من دون مأوى".
وأشار، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في كنيسة السّيدة في الصّرح البطريركي في بكركي، إلى أنّ "فوق ذلك، دولة من دون رئيس منذ سنتين كاملتين، بشكل مقصود ومتعمّد، ومجلس نيابيّ فاقد هيئته التّشريعيّة، لكونه أصبح هيئةً ناخبةً لا تنتخب منذ سنتين، ومجلس وزراء لتصريف الأعمال منذ أكثر من سنتين، وفاقد كامل الصّلاحيّات ومنقسم على ذاته".
وتساءل الراعي: "لماذا كلّ هذا الخراب على مستوى الشّعب والمؤسّسات والدّولة؟ من يفاوض وقف إطلاق النّار، وباسم من، ولصالح من؟ وهي أولى صلاحيّات رئيس الجمهوريّة المغيّب قصدًا"، مشدّدًا على أنّه "ما لم ينتخب المجلس النّيابي رئيسًا للجمهوريّة، لن يتمتّع مجلس النّواب والحكومة بصلاحيّاتهما، ويبقى كلّ عملهما منقوصًا وغير ميثاقيّ".
وأكّد أنّ "البشارة لمريم بشرى سارّة لجميع النّاس والشّعوب، ولا يمكن عيش تاريخ البشر، من دون تاريخ الخلاص. فالله هو سيّد التّاريخ وحده، وهو الّذي يلهم السّلام بين الشّعوب على تنوّعهم، ويلهم روح التّضامن والمحبّة تجاه النّازحين، ويدعو إلى إذكاء روح الوحدة الوطنيّة بين أبناء الوطن الواحد".