الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

عطشان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك قاعدة في اللغة العربية (بحسب ما كان وبحسب ما يكون)، فعندما تذهب إلى قرية من القرى يعطونك فنجان القهوة قائلين “,”اتفضل الفاضي“,”، وعندما يأخذونه فارغًا يقولون “,”هات المليان“,”، وعلى ذلك وبحسب هذه القاعدة وبحسب ما سيكون “,”أنا عطشان“,”، ولا أعرف لماذا دائمًا أربط بين النكسات الكبرى وتفرغ المخابرات وأمن الدولة للشعب وتسجيل مكالماته والزج به في السجون بدلًا من وضع أعين على ما يُحاك من مؤامرات في الدول الأجنبية، ونكسة 67 خير شاهد، وبحسب كتاب “,”أمين هويدى“,” الذي شغل مناصب مهمة في الدولة مثل مدير المخابرات ووزير الحربية ووزير الأوقاف لم نكن نعلم عن قوة إسرائيل أي شيء بل قال في كتابه عن النكسة إننا كنا نعتقد أن الطيران الإسرائيلي لا يستطيع الوصول إلى عمق مطاراتنا الحربية، ولذلك فكل نكسة وكل كارثة يسبقها تفرغ المخابرات وأمن الدولة لحبس النشطاء السياسيين والمعارضين وتلفيق التهم بالباطل والأبطل (هذه ليست في اللغة العربية ولكنها تصف الحال)، وفى كارثة سد النهضة (بين نهضتين وميه عشقتهم عينيه) وقعنا ما بين أن النهضة إرادة شعب وأن سد النهضة إرادة إثيوبيا أي بين المطرقة والسندان، واذكر الناس جميعًا وأنا منهم أن السادات كان له فرع من المخابرات في إثيوبيا، والذي دمر كل معدات هذا السد، وقال مقولته الشهيرة: “,”بدل ما نموت من العطش، نموت هناك“,” كتهديد سافر“,”يا ناوي على سد نهري يا ناوي على موتي“,”، وقبله جمال عبد الناصر الذي استطاع بنفوذه في كل أفريقيا أن يوقف مشروع هذا السد لأن رصيد مصر من الوقوف مع حركات التحرير ومعاملة الأفارقة بندية وليس بالاستعلاء الذي عاملهم به مبارك.
أما الآراء التي تقول ببعث البعثات الفنية والشعراء والأدباء فهذا قرار متأخر لا يقدم ولا يؤخر، وكما قال صديقي العزيز “,”محمد العزيزي“,” بوزارة الزراعة “,”التفاوض يجب أن يكون من منطلق القوة“,”، ومنطلق القوة يعني أن يكون الجيش مستعدًا للحرب على اثيوبيا بل لأى احتمال، وان نعرض على اثيوبيا شراء اللحوم وبعث خبراء الزراعة والكهرباء والتغلغل في المشروع وكأنه مشروعنا، ونفاوض على ماء الخزان في 15 سنة بدلًا من 3 سنوات فإذا وفقنا في جعلها عشرة نكون قد تجنبنا حدة الآثار السلبية، ولكن أيضًا يجب أن نبحث مع السودان في الاستفادة من النيل الأبيض وتقسيمه بين مصر والسودان، وكلنا يعلم أن عبد الناصر أسس شركة النصر للاستيراد والتصدير في معظم الدول الأفريقية كغطاء للمخابرات، وذلك حتى لا تفوتنا شاردة ولا واردة مما قد يضر بمصر أو مصالحها، ولأن هذا العصر انتهى ويجب استعمال أساليب أخرى لا مجال لذكرها لكن العلم المسبق كالوقاية التي هي خير من العلاج، ولأن مصر انشغلت بالانقسام وخطف الجنود والمذابح المستمرة للمدنيين والجنود فلقد وجدت إثيوبيا ومن ورائها فرصة لبناء السد في اللحظات التي ينشغل فيها المصريون ما بين “,”تمرد“,” و“,”تجرد“,”، وإذا كانت وحدة المصريين وراء هذا الملف الخطير هي سند للحكومة فلا نظن أن الحكومة ستكون سندًا للشعب لأن هذا الملف كان في يد رئيس الوزراء عندما كان مديرًا لمكتب وزير الري ثم وزيرًا للري والموارد المائية ثم رئيسًا للوزراء، وأظن أنه لم يلتفت بجدية إلى هذا الملف على اعتبار أننا في اللحظات المناسبة ستتدخل الإرادة الالهية ولن يتوفى المصريون جوعًا وعطشًا، ولو أنه قرأ التاريخ، وبالذات كتاب “,”شدات مصر“,” والذي أفرد فيه “,”المقريزي“,” فصلًا كاملًا لشدة “,”المستنصر بالله“,” التي أكل فيها المصريون القطط والكلاب والحمير وبعضهم البعض والعياذ بالله، ولأن الدكتور مرسي متفقه في الدين فيجب عليه أن يفتينا هل أكل القطط والكلاب والحمير حلال أم حرام، فإذا كان حلالًا فعلى بركة الله “,”سيري يا إثيوبيا“,” في سد النهضة ونسير نحن في “,”سد الحنك“,”، أما إذا كان حرامًا فعليه أن يتصرف بما يتطلبه الموقف.