الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مرسي يعلن الحرب على مصر!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكرت صحيفة “,”نازرت“,” الإثيوبية أن محمد مرسي الذي “,”يعمل“,” رئيسًا لجمهورية مصر العربية قد تلقى رشوة قدرها “,”مليار“,” دولار أي سبعة مليارات جنيه مصري وعدة ملايين “,”فكة“,” ليوافق على بناء سد “,”النهضة“,” الإثيوبى أو على الأقل لضمان عدم التصعيد ضد بنائه، والمصيبة أن الصحيفة “,”تتحدى“,”مرسي أن يكذب الخبر.
ورغم مرور عدة أيام على نشر هذا الخبر القنبلة فإن الصمت التام الذى يرين على مؤسسة الرئاسة “,”مخيف“,” لأن عدم الرد يعني الكثير، والرهان على أن الصحيفة مكتوبة باللغة الأمهرية وهي اللغة الرسمية فى إثيوبيا التى لا يعرفها المصريون، هو رهان غبي، لأن العالم كما تنبأ “,”مارشال ماكلاهون“,” خبير الاتصال العالمي أصبح بالفعل قرية صغيرة، وأن الصحف والمجلات تتم قراءتها وتصفحها في التو واللحظة التي تصدر فيها بفضل الإنترنت والفضائيات ووسائل الاتصال الأكثر تقدمًا، وبذلك فإن قراءة صحيفة إثيوبية يومية ليست معجزة كما أن افتراض أن مرسي فعل ذلك الفعل المشين يظل قائمًا طالما لم ينفِ ذلك، ولم يخرج على المصريين بخطاب عاجل ليرد أولًا على على هذه التهمة البشعة وليحدثنا ثانيًا عن كيفية مواجهته للمشروع الإثيوبي الذي لا نرفض حق إثيوبيا في توليد الطاقة الكهربية من حيث المبدأ، حيث لا تصل الكهرباء حاليًا إلا لـ 17 % فقط من سكان هذه الدولة التي يزيد تعدادها على الـ 90 مليون نسمة، ولكن بمبدأ “,”لا ضرر ولا ضرار“,”، أي أن يكون هناك توافق بين دول المنبع ودولتي المصب، فالنيل ينبع أولًا من منطقة البحيرات العظمى في وسط أفريقيا، وأبعد مصدر له يوجد في جنوب رواندا، ويجري من شمال تنزانيا إلى بحيرة فيكتوريا، إلى أوغندا ثم جنوب السودان، في حين أن النيل الأزرق يبدأ في بحيرة تانا في إثيوبيا ثم يجري إلى السودان من الجنوب الشرقي ثم يجتمع النهران بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم ومنه إلى مصر وإجمالي طول النهر6650 كم 4132 ميلًا، ويغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم مربع، ويمر مساره بعشر دول أفريقية يطلق عليها دول حوض النيل هي – على الترتيب - تنزانيا، بوروندي، الكونغو الديمقراطية، رواندا، كينيا، أوغندا، إثيوبيا، جنوب السودان، السودان، وأخيرًا مصر.
ولأن “,”قضية المياه“,” مسألة حياة أو موت، وأي مساس بحصص الدول التى يمر فيها “,”أطول أنهار العالم“,” يعتبر إعلان حرب من الدولة المعتدية على الدولة المتضررة، وإذا كان مرسي قد فعل ما أشارت إليه الصحيفة الإثيوبية فإنه يكون قد أعلن بنفسه الحرب على مصر وعلى مستقبل أجيالها القادمة، ويؤكد “,”بما لا يدع مجالًا للشك“,” – كما يقول التعبير الأدبي الرصين – أنه لا يؤمن بمصر الجمهورية ولكن بمصر “,”الولاية “,” فى دولة الخلافة التي يسعى فكر الإخوان المريض إلى إحيائها تحت “,”اللواء“,” العثماني، وهي الفكرة التي ربما تكون “,”تولدت“,” في خيالاتهم المحرومة بعد مشاهدة المسلسل التركي “,”حريم السلطان“,”، وشاهدوا كيف تخدم السلطان عشرات الجواري من العمل العادى حتى “,”العمل الجنسي“,”، وليس كما يدعون إعادة الخلافة كقوة كبرى ومؤثرة فى عالم اليوم لأن الأمر لو كان كذلك فإنه يؤكد أننا أمام “,”مراهقين سياسيًا“,” لا يعرفون تفاصيل الواقع ولا استشرافات المستقبل، وبالضرورة لا يعرفون دروس الماضي، والتي أكدت مظاهرات عاصمة الخلافة إسلامبول الشهيرة بإسطنبول منذ أيام على تأكيد رفضها لأسلمة الدولة حيث أجواء “,”التكايا والسبايا والبخور“,”، كما يفهم الإخوان فى مصر وتركيا وسوريا وتونس.
فإذا كان المندوب الرئاسي لدولة الخلافة فى مصر محمد مرسي قد تصرف بالمفهوم الواسع للخلافة في مسألة السد فهو لا يصلح لمصر رئيسًا وعليه الرحيل والإنزواء والتلاشى، أما إذا “,”تصرف“,” تحت ضغط الرشوة البالغة مليار دولار، فإنه يكون قد أعلن الحرب على حاضر مصر ومستقبلها ويجوز وجوبًا إعلان الحرب عليه وتنحيته من رئاسة الجمهورية لأنه لم يحافظ على سلامة أراضيها ولم يرع مصالح الشعب رعاية كاملة.
ويظل الفيصل فى كل هذا ماقالته صحيفة “,”نازرت“,” الإثيوبية.. فإما التكذيب الفورى وإما.. الحرب!