الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إيلون ماسك يحكم العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 خطواته تعتبر قفزات وقفزاته  تعتبر نقلات وطفرات ثابتة دقيقة ناجحة بصورة مرعبة تدعو للدهشة والتعجب وبالنسبة لى تدعو للقلق والخوف، منذ سنوات وأنا أتابع هذا الرجل عن كثب وأدقق في تحركاته وتصريحاته وقلت أكثر من مرة هناك شخصان على الأرض لا تتجاهلوا تصريحاتهما أبدًا ودققوا في كل حرف يقولانه (إيلون ماسك) و(بيل جيتس) ولنا حديث لاحق عن الشخص الآخر ولكن الآن محور الحديث هو العبقري المخيف-من وجهة نظري- إيلون ماسك الذي أعتبره شخصية نادرة على كافة المستويات والأصعدة ولا أبالغ في ذلك ولا أضخم فيه ولكننى أطرح مخاوفي عن طريق شرح حقيقته ومايملكه فعليا وما يستطيع فعله فأعتبره حرفيا الوحيد الذي قام بثورات وطفرات ونقلات علمية مرعبة علي مدار السنوات الماضية وللسنوات المقبلة فكل ما يقوم به ويفعله ينقل العالم لحقبة جديدة وعالم جديد لا نلبث أن ندخله فنتفاجأ به ينقلنا إلى عالم آخر جديد ومن لا يدرك ذلك فهو يسبح في الجهل وينعم فيه.

  إيلون ماسك يبلغ من العمر ٥٤ عامًا ويتربع علي عرش أغنى رجل في العالم بثروة تصل إلى ٢٤٠مليار دولار ويتربع في الصدارة براتب سنوي يبلغ 1.4 مليار دولار من ضمن أعلى 9 مديرين تنفيذيين أجرًا في أمريكا. فلسفته في الحياة: (إن الأشياء العظيمة لا تحدث تلقائيا) ومن آرائه "أعتقد أن قيمة التعليم الجامعي زائدة إلى حد ما يقضي الكثير من الناس أربع سنوات، ويتراكمون طنًا من الديون وغالبًا ما لايكون لديهم مهارات مفيدة يمكنهم تطبيقها بعد ذلك، وأكن الكثير من الإحترام للأشخاص الذين يعملون بأيديهم ونحن بحاجة إلى كهربائيين وسباكين ونجارين وهذا أهم بكثير من وجود تخصصات تدريجية في العلوم السياسية.أعتقد أنه يجب ألا يكون لدينا هذه الفكرة أنه لكي تكون ناجحًا تحتاج إلى شهادة جامعية أربع سنوات".

ولكى نتعرف عليه أكثر نتناول جزء من بعض ما يملكه

هو رئيس شركة (تسلا) ومنصة(إكس تويتر سابقا) و(سبيس إكس)، ولد في بريتوريا بجنوب أفريقيا وظهرت موهبته في ريادة الأعمال مبكرا وكانت طفولته صعبة للغاية وقد تأثر بطلاق والديه وكان دائما يتعرض للتنمر وعانى مع متلازمة طيف التوحد (إسبرجر) وأول ما جاءته الفرصة إنتقل إلي كندا ومنها الى أمريكا ودرس الإقتصاد والفيزياء في جامعة بنسلفانيا وأسس شركتين ناشئتين بمجال التكنولوجيا في التسعينات واستثمر ثروته في (سبيس إكس) وإقتحم عالم الفضاء والريبوتات  واستحوذ على أكثر من 50% من الأقمار الصناعية في الفضاء ويخطط لإطلاق 42000 قمر صناعي آخر، وانشأ شركة (تسلا) وإقتحم عالم السيارات واستحوذ علي تويتر (إكس) حاليا في ٢٠٢٢ مقابل 44 مليار دولار والتى تعتبر أكبر منصة مؤثرة ويقود الآن إنترنت الفضاء عبر نظام (ستارلينك) وأعلن في يناير الماضي نجاح شركته (نيورالينك) في زراعة أول شريحة في أدمغة البشر

ومن المعجزات العلمية التى أعلن عنها في مجال تطوير مركبات (ستارشيب) للسفر الفضائي إنه استطاع إنزال معززات دفع في نقطة محددة والقدرة أن يلتقطها بأذرع ميكانيكية ويضعها مرة أخرى على قاعدة الإطلاق والتى تعتبر معجزة مذهلة بكل ما تحمله الكلمة، وفي معرض (تسلا)الأخير ظهرت ريبوتات وسط الجمهور تتحدث معهم وتناقشهم وأعلن إنه بحلول عام 2040 سيكون هناك ما لايقل عن عشرة مليارات روبوت بهيئة بشرية، سعر الروبوت الواحد سيتراوح بين 20 إلى 25 ألف دولار، وبعدها بأيام قام بالإعلان عن سيارة بمحرك يعمل بالماء تحت إسم (محرك مياة تسلا الجديد) مؤكدا أنه سيتغلب على جميع السيارات وينقل التكنولوجيا المستدامة إلى المستوى التالي في كيفية إعادة تشكيل هذا المحرك الثوري في صناعة السيارات، مما يقدم بديلا نظيفا وفعالا للوقود والبطاريات الكهربائية التقليدية.

ولنقترب أكثر من شخصيته كى نندهش فعندما تحدث ساخرا كيف إشتري منصة تويتر وقام بتغيير الإسم إلى (إكس) وما سبب التسمية وكيف أصبحت أكبر منصة مؤثرة قائلا: "عندما انفصلت عن صديقتي السابقة (آمبر هيرد)-التى شاهدناها في محاكمة جونى ديب بعد ارتباطها به-، قدمت لها فاتورة بكل شيء فعلته من أجلها، وقد سددت كل شيء بالكامل، أنا بخيل جدًا مع النساء، (آمبر هيرد) كانت تحب إنفاق الأموال بلا مبالاة طالما كانت أموالي، حتى أنها تبرعت بأموال للجمعيات الخيرية لتحصل على سمعة جيدة ولكن ما لم تكن تعرفه هو أنني رجل أعمال وحتى مشاعري لا تتداخل مع أعمالي، وثّقت كل ما أنفقته عليها، أعني كل قرش، لم أقم بشراء تويتر لأسباب سياسية أو تجارية، بل إشتريته لأجل(آمبر)، كنت أريد أن أهديها إياه كهدية لما يسمونه عيد الحب، لكنها انفصلت عني قبل عيد الحب، عندما وجدت حبيبًا جديدًا على تويتر، وبعد أن انفصلت عني، حظرتها من تويتر وأعدت تسميته إلى  ( X )ثم وظفت حبيبها الجديد في شركتي تسلا، وبعد فترة انفصل عنها لأنه لم يكن يريد خيانة رئيسه، ثم قدمت لها إيصالًا بكل فلس أنفقته خلال علاقتنا، وقد سددت المبلغ بالكامل، لأنني قبل أن نبدأ علاقتنا جعلتها توقع على وثيقة بأن تسدد أموالي إذا لم نبقَ معًا، أنا بخيل جدًا مع النساء، وأعتقد أن هذا هو سبب بقائي أعزب.

وأعتقد ذلك يحلل جانبا من شخصيته إنه يعلم أين يضع أمواله ولا يصرف للبذخ والتفاخر وإنما لتحقيق أهدافه ولا يترك مجالا للخطأ ومن يخطئ في حقه يدفع الثمن باهظا ورغم إنه عندما استحوذ على(X)  قام بتقليص عدد كبير جدا من موظفي الشركة الا أنها حققت نجاح كبير وتطورات مذهلة، ومؤخرا كان له دور ضخم في مساعدة ترامب في العودة للبيت الأبيض وتبرع لحملة ترامب الإنتخابية بمبالغ وصل مجموعها لأكثر من 130 مليون دولار، وبمجرد فوز ترامب بالانتخابات ربح إيلون ٢٠ مليار دولار زيادة فى أسهم شركاته، وأهمهم شركة (تسلا)، وقد أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب ممازحا إيلون (لا يمكننى التخلص منه) وإنه سيقود وزارة  تم استحداثها له خصيصًا في إدارته الثانية "وزارة كفاءة الحكومة" وقال في بيان: "إن ايلون سيمهد الطريق لإدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الباهظة، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية". وبعدها مباشرة اعلن إيلون عبر منشور علي منصة "إكس" عن  دعوته للإنضمام إلى وزارة كفاءة الحكومة الجديدة التي سيتولى قيادتها، قائلا: "نحن بحاجة إلى ثوريين ذوي ذكاء عالٍ في حكومة صغيرة، مستعدين للعمل أكثر من 80 ساعة في الأسبوع مجانًا لخفض التكاليف غير الضرورية".وأضاف: "إذا كنت مهتمًا، أرسل سيرتك الذاتية عبر رسالة مباشرة إلى هذا الحساب، وسيتم مراجعة أفضل 1% من المتقدمين".

-وبالتالي في اعتقادي بعد التنصيب الرسمي في ٢٠يناير ٢٠٢٥ سيعمل إيلون على تغيير جذري في كل شيء مع تخفيضات في الإنفاق وتقليل الإهدار وإعادة الهيكلة للوكالات المتضخمة وحل نظام البيروقراطية.

والسؤال المطروح هل إيلون يمكنه الترشح لرئاسة أمريكا؟ دعونا نجيب من ناحية المؤهلات القانونية للمرشح يجب أن يكون مولودًا في الولايات المتحدة ولا يقل عمره عن ٣٥ سنة ومقيم بأمريكا ١٤ سنة متتالية وفي حالة إيلون فهو مولود في جنوب أفريقيا وحصل على الجنسية الأمريكية في٢٠٠٢ ويحمل الجنسية الكندية فلا يمكنه الترشح للرئاسة بناء على الدستور الأمريكي ولكنه يمكنه شغل جميع المناصب بإستثناء الرئيس ونائبه .

ومن وجهة نظري أن تولى إيلون تلك الوزارة أخطر بكثير من توليه الرئاسة والتى يتولاها شخص لا يتكلم إلا بالمال سيحارب البيروقراطية أى أنه يحق له أن يطلع على كل الملفات المالية والميزانيات والإنفاق بما فيها داخليا وخارجيا وإنفاق وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والبنتاجون والبيت الأبيض ووكالة ناسا(التى تعمل في نفس مجال شركتيه الفضائيتين) وبذلك أصبح لترامب العين المراقبة في كل المفاصل لأكبر دولة، وبذلك يصل إيلون بالإضافة لما يملكه من أكبر قاعدة بيانات ومعلومات  وأموال في العالم  بأن يدخل تحت مظلة أصحاب القرار الشرعي والرسمي عالميا ويرتدى زى القوة والنفوذ والقرار  الرسمي 

فالتخوف ليس أن يكون ذات يوم رئيسا لأمريكا.. القلق الحقيقي أن يكون المهيمن الأول والأخطر في العالم بأكمله وبالتالى يحكم العالم.