الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

ماجد كامل يكتب: الإنسان في كتابات البابا تواضروس الثاني بقلم ماجد كامل

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تميزت كتابات قداسة البابا تواضروس الثاني – أطال الله حياته ومتعه بالصحة والعافية – بالاهتمام بالإنسان  من كل النواحي ؛ ولا عجب في ذلك الاهتمام ؛ فقداسته  أصلا صيدلي ومن هنا فلقد تعلم أهمية الاهتمام بصحة الإنسان ؛ فضلا عن أنه مثقف موسوعي  ( يمكنك مراجعة  مقالة العطاء الثقافي والتعليمي لقداسة البابا تواضرس  لكاتب هذه السطور)  ؛ ومن يتتبع كتابات قداسته نجده يهتم كثيرا بأهم ما يميز الإنسان وهو العقل ؛ ولقد قال في ذلك " أن العقل الذي ميزنا به الله هو عطية ونعمة وهبة من الله لك أيها الإنسان فقد اعطاك الله العقل بمثابة نور وأيضا أعطاه لك حتي تنميه وتجعله متسع بالمعرفة ؛ وهو أيضا زينة وجمال الإنسان ؛ فمن الممكن أن نصف شخصا فنقول فلان عاقل  ...... وأغلبنا درس مثل العذاري الحكيمات والجاهلات؛ وشتان بين الأثنين...... كذلك العقل ميزان به كل مواقف  حياتك ؛ لذلك العقل المنفتح لا يتعلم من الأشخاص فقط بل يتعلم من الطبيعة والأشياء أيضا ( يمكن مراجعة النص بالكامل في:- عايدة نصيف يوب ؛ قراءة في عقل البابا تواضروس الثاني ؛ صفحة 74 ).
ولقد أكد قداسته خمس صفات للعقل المنفتح هي:- 
1-عقل عملي دائما.
2-عقل  محاور.
3-عقل  مهموم بإصلاح مجتمعه. 
4-عقل واقعي. 
5-عقل مبدع. 
6-عقل يفكر في المستقبل.
 وأهم ما ينمي العقل عند قداسة البابا هو القراءة والمعرفة ؛ ولقد أولي قداسته المكتبة اهتماما كبيرا جدا؛  لذلك السبب  أهتم  بتطوير مكتبة معهد الدراسات القبطية اهتماما كبيرا ؛ كما أهتم كذلك بإنشاء المكتبة البابوية  في يوم 29 نوفمبر 2019  ( ماجد كامل:- العطاء التعليمي والثقافي لقداسة البابا تواضروس الثاني ؛ موقع الاقباط المتحدون ؛ الأربعاء 18 نوفمبر 2020 ).
 وحول  أهمية المعرفة والقراءة قال قداسته " إن القراءة لها تأثيرا كبيرا علي حياة الإنسان وشخصيته ؛ فهي تغرس في الإنسان مباديء وقيم عديدة ؛ وتنمي العقل ؛ فعقل الإنسان  بلا شك إذا اعتاد علي القراءة توسعت آفاقه وتفتحت مداركه  ؛ بينما الإنسان الذي لا يقرأ عقله متبلد ومداركه مقفولة محصورة بوجهة نظر معينة أو معلومة خاطئة  غير صحيحة ؛ وبالتالي فأن القراءة  هي وسيلة لإنعاش العقل وتجديده باستمرار وعلي الإنسان أن يحرص علي أن يبقي عقله  بابا مفنوحا لقراءة كل  ما هو جديد من المعلومات والأفكار ؛ ومن ثم تحليها وغربلتها لكي تنضج عنده الفكرة والمعلومة الصحيحة " ( عايدة نصيف:- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 77 و78 ). 
 ويقدم قداسة البابا نماذج من كتابات وأقوال القديسين   ؛ فيذكر قول ماراسحق السرياني   (   640- 700) " أقرأ عن التدبير الإلهي وتشبع من  كتب معلمي الكنيسة لأنها تقود الفكر إلي تمييز الترتيب في  خلائق الله وأعماله  ؛  وتعطيه القوة ؛ وببراعاتها تهيئه لاكتساب البديهة المنيرة وتقوده في الطهاة نحو فهم خليقة الله " ( عايدة نصيف:- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 80 ). 
ويؤكد قداسته أن القراءة تساعد الناس عند وقوفها في الصلاة ؛ فبالقراءة تستنير النفس في الصلاة ؛ وينصح قداسته بضرورة القراءة فيقول "إن القراءة تبعد الفكر عن التوافه ؛ فالمرء الذي لا يعرف سوي الحفلات والنوادي والمقاهي تكون شخصيته سطحية ؛ وأحاديثه بلا نفع وتضر  ؛ وعلي العكس الرجل الذي يقرأ ويدرس ويثقف نفسه ؛ هو قادر أن يزيد غيره علما ومعرفة " ( عايدة نصيف:- نفس المرجع السابق ؛صفحة 81 و82 ). 
وفي محاضرة هامة لقداسته  القاها قداسته في جامعة حلوان  في 1 اكتوبر 2019  بعنوان  " محركات الحياة " ؛ حيث  ذكر قداسته  أربعة محركات للحياة هي:- 
1-المعرفة. 
2-البحث عن النفس. 
3-الإهتمام بالجمال. 
4-أهمية المحبة. 
( لمزيد من  التفصيل راجع:- مينا  أشرف:-  هذه هي محركات الحياة ؛ موقع مبتدأ ؛ 1 أكتوبر 2019 ).
ولقد أهتم قداسة البابا تواضروس اهتماما كبيرا بقضية " الجمال " من خلال كتابة موسوعة ضخمة عن الكتاب المقدس بعنوان " الفنون الكتابية: الكتاب المقدس أعظم وثيقة جمالية " وهو  كتاب موسوعي صخم يقع  في حوالي 382 صفحة ؛ ويلخص قداسته نظرته للكتاب المقدس في المقدمة إذ يقول عنه " يعتبر الكتاب المقدس وثيقة جمالية بالمقام الأول ؛ إذ نجد فيه كل أشكال الجمال ومستوياته والتذوق الإنساني لكل الفنون " ( عايدة نصيف:- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 29 و30 ). 
ويعرض الكاتب الصحفي " مايكل جرجس " للكتاب  من خلال مقال له في جريدة وطني نشر في جريدة وطني بتاريخ 2 ديسمبر 2019 ؛ أن قداسة البابا أثبت في  هذا الكتاب أن الكتاب المقدس يحتوي علي معظم الفنون الأدبية فهو يحتوي علي:- 
1-الفن الشعري الغنائي مثل أسفار  أيوب والمزامير. 
2-الفن التشريعيمثل أسفار ( الخروج – اللاويين – العدد – التثنية  ). 
3-الحكم والأمثال مثل ( سفر الجامعة – رسالة يعقوب ).
4-القصص مثل ( قصة يوسف الصديق – قصة راعوث – قصة حزقيا الملك ). 
5-النبوات مثل كل أسفار الأنبياء الكبار والصغار.  
6-الرؤي:- مثل سفري دانيال والرؤيا. 
7-الرسائل مثل ( رسائل القديس بولس الرسول – الرسائل الجامعة ). 
وتقدم الدكتورة عايدة تحليلا فلسفيا للكتاب  ؛ إذ يقول قداسته مستندا علي قول القديس والفيلسوف أوغسطينوسAugustine of Hippo  (   354- 430 م تقريبا   ) " إن الجمال يقوم في الوحدة في المختلفات والتناسب العددي والانسجام بين الأشياء"  ( عايدة نصيف  :- نفس المرجع السابق ؛ صفحتي 142 و143 ). 
كما أقتبس قداسته  قولا للفيلسوف توما الأكويني Thomas Aquinas ( 1225- 1274 )  قال فيه " الجميل هو ذلك الذي لدي رؤيته يسر ؛ وإنه ليسر لمحض كونه موضوعا للتأمل سواء عن طريق الحواس أو داخل الذهن ذاته ".  ( صفحة 143 من نفس الكتاب ). 
ويؤكد قداسته في تعريفه للفن ؛ أنه هو  أحدي وسائل الإتصال بين الناس ؛ كما أن الإنسان ينقل  أفكاره إلي الآخرين عن طريق الكلام ؛ فإنه أيضا يستطيع أن  ينقل عواطفه عن طريق الفنون مثل الحركات والأنغام والخطوط والألفاظ والأصوات والألوان ( صفحة 144 ). 
ويقتبس قداسته تعريف للفن من  خلال قول مأثور للفليلسوف الإنجليزي هربرت ريد Hrbert Read ( 1893- 1968 ) حيث قال " الفن هو محاولة لابتكار أشكال أشكال سارة  ؛ وهذه الأشكال تقوم بإشباع إحساسنا بالجمال ويحدث الإشباع خاصة عندما نكون قادرين  علي تذوق الوحدة والتآلف الخاص بالعلاقات الشكلية بين إدراكتنا الحسية "  كما يستشهد أيضا بقول الفنان الأسباني بابلو بيكاسو Pablo Picasso (1881- 1973 ) حيث قال " كل إنسان يولد فنان ولكن المشكلة كيف نحفظه فنانا " ( عايدة نصيف:- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 146 ). 
( لعل أكثر ما أبهرني  أنا شخصيا هي الثقافة الموسوعية لقداسته ؛ إذ نجده يقتبس كتابات وأقوال لأوغسطيينوس وتوما الأكويني وهربرت ريد وبابلو بيكاسو ؛ ولا عجب فلقد ذكر قداسته  أنه منذ فجر شبابه كان يهتم كثيرا بقراءة مقالات وكتب الفيلسوف الكبير الدكتور زكي نجيب محمود(1905- 1993 )  ؛ وعندما نقرأ  لقداستته "مختارات من حلو الكلام " ؛ نجده يقتبس  كتابات وأقوال  لسقراط وافلاطون وطه حسين وعباس محمود العقاد  والفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل  والأديب الإيرلندي برنارد شو ؛ كما يقتبس قداسته  أمثالا من الشعوب الفرنسية والماليزية والأمريكية والصينية....... الخ ؛ ولعل هذه النقطة تستحق ان يفرد لها مقالا مستقلا أرجو  أن تتاح لي الفرصة للكتابة عنه بالتفصيل )  . 
ثم يقدم قداسته بتعريف الفن  له  هو بقوله " الفنان هو الشخص الذي يمارس عملا لا غاية له سوي إثارة اللذة الجمالية وانتزاع الإعجاب وإشباع  الحس الجمالي عن طريق كمال الإداء  ..... والفن يحتاج أن تظل العاطفة القوية جياشة ؛ وإن هدف الفنان هو  إنتاج شيء ما يتصف بالجمال ( عايدة نصيف:- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 148 ). 
ومن خلال إيمان قداسته بقيمة الجمال والفن ؛ أهتم قداسته بأهمية " التجديد والإبتكار " ولكنه يضع مجموعة من الفواعد والمباديء تحكم هذا التجديد هي:- 
1- اتجديد يجب  أن يكون من الداخل أولا ؛ عن طريق التوبة وتقويم السلوك بما يتماشي مع القيم والمباديء المسيحية. 
2- المسبحية تؤمن بالجمال والفن والنظرة الراقية:- فالفن هو الذي يحول الأرض الخربة إلي أرض مقدسة ؛ خربة بمعني Empty أي لا يوجد فيها شيء..... مقدسة بمعني Holy ؛ فلو  أخذت اول حرف من هاتين الكلمتين ووضعت كلمة Art بينهما أصبحت Earth ؛ لذلك فالجمال في يد الإنسان مع قدرة الخالق. 
3- المسيحية تحترم الجسد وتقدسه ؛ ولهذا السبب أهتمت الكنيسة بتدشين 
أعضاء الجسد بالميرون ؛ كما أن المسيحية لا تؤمن بتعذيب الجسد ولا حرقه. 
4- المسيحية تقدس الحرية المنضبطة ؛ فنهر النيل له ضفتان ؛ فلو  أزلت الضفتان ماذا يحدث ؟. ( راجع المقال بالكامل في:- البابا تواضروس الثاني:- المقالات الافتتاحية ؛ صفحتي 126 و127 )    . 
ولعل  من أحب الألقاب التي أطلقت علي قداسته هي لقب " بابا المحبة ". ولقد عبر قداسته عن هذه المحبة من خلال كثير من المواقف العملية ؛يكفي أن نذكر منها صبره وطول اناته علي بعض المواقع التي قامت  بمهاجمة قداسته ؛ وكان يردد دائما " التجاهل هو أفضل رد ". وفي محاضرة جميلة لقداسته بعنوان " مركزية المحبة " قال فيها "  نشكر الله من الموضوعات المهمة التي نتذكرها موضوع مركزية المحبة ؛ عندما نزور مدنا كثيرة نجد منطقة  تسمي المدينة أي أهم جزء في المدينة كلها وكلمة  المركز أي كيف تكون  لحياة الإنسان مركز  كلنا نعلم أن البرجل عندما يرسم دائرة منبضطة فالسؤال اليوم ما هو مركز حياتك ؛  ثم لخص قداسته مركزية المحبة في: محبة الله من كل القلب والفكر والقدرة – تحب قريبك كنفسك " ( ريم مختار:- مركزية المحبة..... العظة الأسبوعية لقداسة البابا تواضروس الثاني ؛  موقع البوابة القبطية ؛ 4 نوفمبر 2020).

أما كيف نكتشف محبة الله  ؟! ؛ يجيب قداسته علي هذا السؤال بأن الصلاة هي الطريقة الوحيدة  لاكتشاف محبة الله  هي الصلاة  ... فكلما تقابلت معه في الصلاة كلما تعتعت بمحبة المسيح الشخصية لك ؛ ومحبة الله لنا هي ( محبة باحثة عنك – محبة تفتقدك برسائل – محبة متأنية – محبة مشجعة – محبة مؤثرة – محبة دائمة ) ( لمزيد من التفصيل يمكنك الرجوع إلي:- عايدة نصيف أيوب ؛ نفس المرجع السابق ؛ الصفحات من 162- 170 ). 
وفي مقالة هامة لقداسته بعنوان "  المحبة الأخوية "  يقتبس قداسته قول الشيخ الروحاني "عندما نتحدث عن المحبة ؛ اخلع نعليك لأنك تتحدث عن الله " ومن اقول القديس أغسطينوس " إن المحبة هي العلامة الوحيدة التي تميز أولاد الله ".ومن سمات المحبة الحقيقة كما حددها قداسته:- 
1-الاحتمال بطول أناة ولطف. 
2-امتصاص الأخطاء للآخرين وعدم التربص بهم.

3-عدم انتظار مقابل من المحبة تشبها بقول القديس يوحنا ذهبي الفم "لا  تنتظر أن يحبك  الآخر ؛ بل أقفز بمحبتك نحو الآخر " ( راجع نص المقالة بالكامل في:- المقالات الافتاحية ؛ مرجع سبق ذكره ؛ صفحتي 98 و99 )  .
وفي الاحتفال الذي أقيم بمشيخة الأزهر بمناسبة  احتفال بيت العائلة بمرور 10 سنوات  في يوم 8 نوفمبر 2021 ؛ أقترح قداسته خمسة محاور أساسية تهدف إلي التوعية وبناء الإنسان ؛  أما المحاور الخمسة فهي  :- 
1-محبة الله:- كيف نغرسها في القلب. 
2-محبة الطبيعة:- كيفية الحفاظ عليها.
3-محبة الآخر:- بغض النظر عن كينونة هذا الآخر. أي محبته بصفته إنسان. 
4-محبة الوطن:- الأرض التي نحيا عليها. 
5-محبة الأبدية:- التي يجب  أن  نسعي إليها. 

( لمزيد من التفصيل راجع:- صفحة المتحدث بأسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؛ الأثتين 8 نوفمبر 2021 ).
ومن القيم الهامة التي لاحظها الجميع في قداسة البابا ؛ هي احترامه للوقت والزمن ؛ وفي هذا الإطار كتب قداسته محاضرة  هامة بعنوان " مفتقدين الوقت " أكد فيه  قداسته  الزمن هو العطية الفريدة الي يمنحها الله لجميع البشر بالقدر المتساوي ؛ فجميع البشر يومهم 24 ساعة  ؛ ومن  خلال النظرة الفاحصة للزمن ؛ نجده ينقسم إلي:- 
1-زمن ينقضي ؛ وهو شيخوخة وموت وزوال. 
2-زمن يبق:- وهو مستقبل فيه أمل ورجاء. 
وعلاقة الإنسان بالزمن تتركز في ثلاثة أفعال رئيسة هي ( يتذكر – يتاسف -  يحلم ) وهكذا تتشكل عند الإنسان ثلاث خبرات هي ( خبرة الزمن – خبرة المكان بمعني أن يلتفت الإنسان إلي كل شيء حوله فيراه جميلا -  – خبرة الكيان أو حضور الآخر في حياتي ). ويلخص قداسته المحاضرة كلها في هذه الخاتمة الجامعة المانعة ( صديقي:- تعلم من ماضيك – افرح في حاضرك – ترج كل  مستقبلك ). ( يمكنكم مراجعة النص الكامل للمحاضرة في:- قداسة البابا تواضروس الثاني ؛ مرجع  سبق ذكره ؛ الصفحات من 104- 106 ). وفي مختارات من حلو الكلام كتب قداسته " لا تهدر الوقت وتترك قلبك فارغا أو عاريا  ". وقال  أيضا " الآن هو الوقت لكي تختار الرب ؛ فالغد ربما يكون متأخرا جدا ". (  نفس المرجع السابق ؛ صفحة 107 ).

أما عن مفهوم الأبوة في كتابات قداسته ؛ فلعل أجمل وصف له عندما سأله مذيع أحد القنوات التلفزيونية عن أحب لقب  إلي قلبه ؛ رد وقال " بابا ".  ولقد طالب قداسته الآباء الكهنة في عظة هامة له القاها في سيمنار مجمع كهنة المعادي في 4 فبراير 2020 ؛ قدم بعض النصائح الهامة للكهنة يمكن تلخيصها فيما يلي:- 
1-تنظيم الوقت بطريقة صحيحة ؛ بحيث تعطي وقتا لأسرتك ووقتا للاستماع  إلي الآخر ؛ ووقت  للقراءة والمعرفة ؛ ووقت للصلاة ؛ ووقت للراحة ( راجع نص المحاضرة بالكامل في:- كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في سيمنار مجمع كهنة إيبارشية المعادي ؛ الثلاثاء 4 فبراير 2020 ).
وفي عظة لقداسته ألقاها بمناسبة سيامة وتجليس عدد من الأساقفة الجدد في 7 مارس 2021 ؛  قام بتقديم سبعة أوجه لمعني الأبوة ؛ وهذه السبعة الأوجه هي:- 

1-أبوة رعوية  :- فالأب وظيفته الأولي هي الرعاية لكل إنسان في محيط خدمته والمسئولية المكلف بها. 
2-الأبوة التعليمية:- والتعليم لا يكون من الكتب فقط ؛ بل من عمق الاختبارات الروحية الحية. 
3-الأبوة التدبيرية:- سواء كان هذا التدبير ماليا أو إداريا أو روحيا. بحيث لا تكون لا مبذرا ولا شحيحا. 
4-الابوة المتضعة:- فمفهوم الخدمة  هي أن ينزل الإنساان  في خدمته إلي درجة خدمة غسل الأرجل.
5-الأبوة المحبة:- التي لها القلب الواسع لكل أحد ؛ بحيث يقابل كل واحد ببشاشة وهو مبتسم. 
6-الأبوة الساترة:-  فالأب يجب أن يكون ساترا ؛ يستر علي الضعف والزلل لكل إنسان. 
7-الأبوة الحامية:-  فدور الأب الأسقف ان يحمي كل أحد ؛ خصوصا القطاعات الضعيفة مثل الأرامل والأيتام والذين ليس لهم   أحد يذكرهم  ( مصطفي رحومة:- البابا يشرح 7 أوجه لأبوة الأسقف ؛ جريدة الوطن ؛ الأحد 7 مارس 2021 ).
أما عن أهمية الرحمة والشفقة في كتابات قداسته ؛  ففي عظة جميلة لقداسته في تأمل حول " اشفقت علنا وعضدتنا  " يقول قدسته فيها " الشفقة تعني الرحمة والرأفة والتعزية وتعني الاحساس بالآخرين مثل أمنا العذراء في موقف عرس قانا الجليل عندما شعرت بالمأزق الذي فيه أهل العرس...... ونحن في الكنيسة في صلاة الأجبية نصلي في مقدمة كل صلاة " أرحمني يا الله كعظيم رحمتك ؛ وأعمال السيد المسيح له المجد كلها رحمة ولقد تمثلت في معجزات – أمثال – مقابلات  . أما عن  الوسيلة التي يحصل بها الإنسان علي الرحمة يلخصها قداسته في ( التوبة عن الخطايا – التسامح مع المسيئين – عمل الرحمة مع المحتاج ) ( راجع النص الكامل للعظة في:- ميرنا ماجد:- ننشر نص العظة الأسبوعية للبابا تواضروس الثاني ؛ موقع البوابة ؛الخميس 22 أغسطس 2019 ). 
ومن خلال اهتمام قداسته بالإنسان ؛ أهتم بأهم مرحلة في  حياة الإنسان ؛ وهي " مرحلة الشباب " ففي مقال جميل لقداسته بعنوان " الشباب... الآن " أكد قداسته أن العالم تغير نتيجة ثلاثة ثورات كبري هي ( الذرة Atom – الجينات وجزئيات الحياة D NA – الكمبيوتر Computer ). ونتيجة لذلك واجه الشباب قوتين كبيرتين هي ( العولمة – التفكك  ).
 أما عن وسائل المقاومة التي قدمها قداسته فهي:- 
1-إشباع الحاجات الإنسانية وعلي رأسها الحاجة إلي الحب والإحترام والتقدير. 
2-التواصل مع الشباب فرديا.
3-التعليم بالحوار وليس بالتلقين.
4-العمل علي إجابة الأسئلة الحياتية ( من أنا ؟ - ما هو إيماني ؟ - ما هي الحياة ؟ ). 
5-التفاعل الايجابي مع المجتمع حتي نكون بحق ( ملح الأرض – نور العالم – سفراء للمسيح ).
والمواجهة تكون ( بلا سلبية – بلا فردية – بلا تشاؤم ).
( راجع النص الكامل للمقالة في:- المقالات الافتتاحية ؛  الصفحات من 228- 231 )  . 
وحول معني الوفاء ؛  القي قداسته محاضرة قيمة بتاريخ 10 نوفمبر 2021  حول هذا المعني ؛ ؛ وهذه المحاضرة ضمن سلسلة محاضرات بعنوان "دروس في الحكمة " بداها بداية من الأسبوع الاول من شهر سبتمبر ؛ وهي عبارة عن سلسلة تأملات في المزمور رقم  37 ؛  وهذه هي المحاضرة الحادية عشر من السلسلة ؛  ومما  جاء في هذه المحاضرة عن سمات الأنسان الوفي:- 
1-يخدم الآخرين " " الشرير يستقرض ولا يفي ؛  أما  الصديق فيترأف ويعطي " (مز 37:- 21 – 42 (
2-شخص مبارك يشجع كل من حوله " لان المباركين منه يرثون الارض والملعونين منه يقطعون " ( عدد 23 ).
3-شخص مفرح للآخرين " من قبل الرب تثبت خطوات الغنسان وفي طريقه يسر ( عدد 23 ).
4-شخص سند ومعين لكل من حوله " إذا سقط لا ينطرح ؛ لأن الرب مسند يده " ( عدد 24 ).
5-شخص عفيف تسكن الكلمة المقدسة في قلبه." فم الصديق يلهج بالحكمة ؛ ولسانه ينطق  بالحق. شريعة  إلهه في قلبه "( عدد 30 و31 ).
6-شخص ثابت لا تتقلقل خطواته " لا تتقلقل خطواته ( عدد 31 ).

 

ماجد كامل