كشفت دراسة طبية حديثة عن تطور مراحل التخدير وعواقب تأثيره على الصحة العامة، مما يسبب العديد من المشاكل العقلية وفقا لما نشرته مجلة فوربس الطبية.
وصل البشر إلى الكلوروفورم بعد طريق طويل استعمل خلاله الأطباء وسائل مختلفة للتخدير بما في ذلك ضربة على الرأس تفقد الوعي، أو بتناول الكحول وفي الأزمنة القديمة استخدمت هذه الأساليب لتخفيف آلام المرضى وكانت تستعمل في جميع الحالات من دون النظر إلى مدى صحة المريض وقدرته على التحمل.
وكان المعالجون والأطباء قبل إجراء أي تدخل جراحي يضربون المريض بعصا على رأسه كي يفقد الوعي ويتسنى إجراء العملية الجراحية من دون صراخ وهذا النوع من التخدير بضرب الرأس كان يتولاه أشخاص مدربون بشكل خاص حتى لا يؤدي مثل هذا الضرب على الرأس إلى وفاة المريض أو فقدانه العقل وفي العصور الوسطى جرى استعمال عقاقير تحتوي على الكحول في عمليات التدخل الجراحي التخدير بالكحول لم يفقد المرضى الوعي تماما لكنه جعل آلامهم أخف قليلا.
لاحقا حتى القرن الثامن عشر تم إجراء معظم العمليات الجراحية من دون تخدير تماما ما أدى إلى عواقب مأساوية تمثلت في صدمات مرجعة تسببت في وفيات متكررة، علاوة على ذلك كان من يقوم بالعمليات الجراحية يضطرون إلى الإسراع في عملهم مدفوعين بإشفاقهم على معاناة المرضى ما تسبب في حدوث مضاعفات خطيرة وإلى أخطاء بسبب التسرع.
ويقول الخبراء إن الكلوروفورم على الرغم من أن استعماله في التخدير توقف بسبب سميته العالية ونطاق عمله المنخفض إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية اكتشافه في ذلك الحين.
والتخدير السائد الآن تعرفت عليه البشرية في القرن العشرين وجرت دراسة جميع الخيارات المستخدمة سابقا بدقة كبيرة، وبناء على ذلك جرى ابتكار واكتشاف مستحضرات طبية خاصة بالتخدير بمختلف أنواعه مثل البروكايين ونوفوكائين وليدوكائين هذه المستحضرات العصرية المستخدمة في التخدير فعالة وهي في نفس الوقت آمنة.