الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

شغف التكنولوجيا في يد شاب.. كيف أبدع أنطونيوس ماجد في مساعدة ذوي الإعاقة

0
0
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية، ظهر شاب في الـ15 من عمره ليكون مصدر إلهام للكثيرين، ويثبت أن العمر ليس عائقًا أمام الابتكار، يدعى أنطونيوس ماجد، الذي بدأ شغفه بالتكنولوجيا والإلكترونيات في سن مبكرة، استطاع أن يبتكر نظارة للمكفوفين تساعدهم في التنقل وتجنب العقبات، ليكون بذلك واحدًا من أبرز الوجوه الشابة التي تساهم في تطوير تقنيات تهدف إلى تحسين حياة ذوي الإعاقة.

منذ طفولته، كان أنطونيوس شخصًا فضوليًا، يسعى دائمًا للبحث عن حلول للتحديات اليومية التي يراها حوله، كان له شغف خاص بالتكنولوجيا، ولكن الانطلاقة الحقيقية كانت عندما اكتشف عالم الـ"Arduino"، وهو نظام مفتوح المصدر يستخدم في بناء الدوائر الإلكترونية البسيطة من هنا بدأ أنطونيوس في التفكير في حلول مبتكرة يمكن أن تُسهم في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.

نظارة ذكية لمساعدة المكفوفين

وابتكر أنطونيوس أول جهاز له، وهو عبارة عن نظارة تستخدم مستشعرات لقياس المسافات وتنبيه المستخدمين إلى وجود عقبات أمامهم، إما عبر إشارات صوتية أو اهتزازات. كان هذا الجهاز بمثابة خطوة كبيرة نحو تحقيق حلمه في استخدام التكنولوجيا لتحسين حياة المكفوفين، وكان رد الفعل على ابتكاره إيجابيًا، حيث لقي تشجيعًا من عائلته ومعلميه، الذين اعتبروا اختراعه مثالًا حيًا على كيف يمكن للشباب أن يحدثوا فرقًا حقيقيًا في المجتمع.

ولم يقتصر طموح أنطونيوس عند هذا الحد فبعد نجاح جهازه الأول، قرر أن يطور فكرته ويضيف إليها تقنيات أكثر تقدمًا، و بدأ في دمج الذكاء الاصطناعي وأنظمة تحديد المواقع، مما سمح بتطوير نظارة أكثر دقة في مساعدة المكفوفين على التنقل في بيئات أكثر تعقيدًا، حيث تطور مشروعه ليصبح نموذجًا قابلًا للتوسع، يمكن أن يُحدث فارقًا في حياة آلاف الأشخاص حول العالم.

من نظارة إلى طرف صناعي: خطوة نحو الأمل

لم يتوقف أنطونيوس عند ابتكار نظارة للمكفوفين، بل قرر المضي قدمًا في مسيرته الابتكارية عبر تطوير طرف صناعي باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد. كان هذا المشروع تحديًا كبيرًا، حيث قرر دمج خبراته في الـ Arduino مع تقنيات الطباعة لتصميم طرف صناعي يتفاعل مع الإشارات العصبية، مما يحاكي حركة الأطراف الطبيعية. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، أصر أنطونيوس على المضي قدمًا، إلى أن أطلق على الطرف الصناعي اسم "الأمل"، وهو مصنوع من مواد خفيفة الوزن وسهل الاستخدام، مع إمكانيات تعديل لتلبية احتياجات كل فرد.

قدم أنطونيوس اختراعه للمستشفى المحلي لتجربته مع المرضى الذين فقدوا أطرافهم، حيث لقي استحسانًا كبيرًا وحقق صدى إيجابيًا، خاصة أن الطرف الصناعي أعاد للمستخدمين إحساس القدرة على الحركة والمشاركة الفعّالة في المجتمع.

لم يتوقف أنطونيوس عند الابتكار الشخصي، بل يسعى دائمًا لنقل تجربته ومعرفته للأجيال القادمة. من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية، يهدف إلى تحفيز الأطفال والشباب على اكتشاف إمكانياتهم الكامنة وتعلم البرمجة وتصميم الإلكترونيات. يعتقد أنطونيوس أن التكنولوجيا ليست حكرًا على المبدعين فقط، بل هي أداة يستطيع الجميع إتقانها واستخدامها لإحداث تغييرات إيجابية في حياتهم وحياة الآخرين.

مستقبل واعد

أنطونيوس لا يكتفي بما حققه حتى الآن، بل يواصل السعي لتطوير حلول تكنولوجية جديدة لخدمة المجتمع، مثل تصميم أجهزة تواصل متطورة لذوي الاحتياجات الخاصة، يرى أن التكنولوجيا يجب أن تكون في متناول الجميع، وأنها وسيلة فعّالة لتيسير الحياة اليومية للعديد من الأشخاص.

وتسعى مشاريع أنطونيوس المستقبلية إلى تحقيق تأثير واسع النطاق، حيث يطمح إلى أن تتحول أفكاره إلى منتجات يمكن استخدامها على نطاق واسع، وتسهم في تغيير حياة الأفراد بشكل ملموس. يظل حلمه أن يرى يومًا ما أفكاره تصبح واقعًا يعزز من حقوق ذوي الإعاقة، ويُحسن من نوعية حياتهم.

رحلة أنطونيوس ماجد هي رحلة شاب لا يعرف المستحيل، يسعى ليترك بصمة تكنولوجية يمكن أن تغيّر حياة الآخرين من خلال إيمانه العميق بأن التكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة للتغيير الاجتماعي، يثبت أن الطموح والإرادة هما مفتاح النجاح. فمع كل خطوة يخطوها، يقترب أكثر من هدفه الكبير في تحسين المجتمع وتغيير حياة الأفراد الذين هم في أمس الحاجة إلى الابتكار.