يشهد مؤتمر قيادة الكنيسة الآسيوية المنعقد في هونغ كونغ تحت شعار " الأمل من أجل كنيسة مزدهرة"، مشاركة قادة من ثلاث دول آسيوية، هي ميانمار وفلسطين وتايوان، حيث رووا قصصًا ملهمة حول كفاحهم المستمر لبناء كنائس قوية ومرنة، على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهونها في بلدانهم.
تحدث القس مارتن لال ثانغليانا، رئيس الكنيسة اللوثرية في ميانمار، ممثلاً للطائفة اللوثرية في جنوب شرق آسيا، عن التحديات التي تعترض مسيرة الكنيسة في بلاده، وأشار إلى عدم الاستقرار السياسي المستمر وفترات الحكم العسكري الطويلة، فضلاً عن القيود المفروضة على الحريات المدنية والنشاطات الدينية، وفي دولة ذات أغلبية بوذية، يعاني المسيحيون الذين ينتمون إلى أقليات عرقية من تحديات إضافية تشمل الفقر، التمييز، نقص التعليم، وفرص العمل المحدودة.
وشدد القس ثانغليانا على التفاني الكبير والانتماء القوي إلى عائلة الكنيسة، مما يسهم في تعزيز الشراكات وتوفير صوت قوي لقضايا الكنيسة على الصعيدين المحلي والدولي.
وفي نفس السياق تحدثت القسيسة سالي عازار والقس رودني سعيد من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن وفلسطين عن الصعوبات اليومية التي يواجهها المسيحيون الفلسطينيون.
وأشارا إلى أن المسيحيين في فلسطين يعانون من أعباء جسدية وروحية جراء عقود من الاحتلال والصراع المستمر، ورغم التحديات التي تفاقمت منذ بداية الصراع الحالي في غزة.
وأكّد القسيسان، استمرار الكنيسة في تنفيذ برامجها الخدمية المتنوعة، مثل أنشطة الشباب، والعدالة بين الجنسين، والمركز البيئي، فضلاً عن دعم المجتمعات المحلية من خلال الصلاة والمساعدة في الأرض المقدسة.
أما الأسقف تيموثي لي ين بان من الكنيسة اللوثرية لجمهورية الصين في تايوان، فقد تحدث عن التحديات التي تواجه الكنيسة في مجتمع ذي أغلبية بوذية وطاوية، وفي ظل انخفاض معدل الخصوبة والشيخوخة السريعة للسكان، بالإضافة إلى تشريع زواج المثليين في تايوان.
أكّد الأسقف "لي" أن الكنيسة تسعى جاهدًا للبقاء وفية لقيمها المسيحية، بينما تقدم الأمل لمجتمعات متنوعة، ورغم قلة عدد التجمعات الدينية والقساوسة، تواصل الكنيسة تنظيم الأنشطة الشبابية، والندوات لكبار السن، والعمل التبشيري، إلى جانب البرامج البيئية.
في سياق متصل ايضا قدم القس الدكتور سيفين كيت، مدير اللاهوت والرسالة والعدالة في الاتحاد اللوثري العالمي، استراتيجية جديدة للاتحاد تهدف إلى تعزيز التعاون بين الكنائس في آسيا، وشدد على ضرورة تكيف هذه الاستراتيجية مع الظروف المحلية والإقليمية، مما يعزز فعالية العمل الكنسي في مواجهة التحديات المستمرة.
من جانبها، تحدثت ماريا إيمونين، مديرة الخدمة العالمية في الاتحاد اللوثري العالمي، عن الجهود الإنسانية والتنموية التي يعدّها الاتحاد جزءًا أساسيًا من رسالته منذ تأسيسه.
وأكدت أهمية دعم الكنائس في آسيا لهذه الأنشطة الإنسانية، معربة عن فخرها بالأعمال الشماسية التي تُنفذ باسم الكنائس الأعضاء وتقدم الدعم للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم، إن هذه القصص المُلهمة من ميانمار وفلسطين وتايوان تجسد التحديات اليومية التي تواجهها الكنائس في مناطق مختلفة من آسيا، وتؤكد على التفاني العميق من أجل الاستمرار في الشهادة للإيمان المسيحي وتقديم الأمل والعدالة في مجتمعاتهم، مهما كانت الظروف.