دائما ما تكون بذرة الشك هي أشبه بالقنبلة داخل عش الزوجية الذي كان شاهدا يوما ما على أوقات السعادة والدفء بين الزوجين، فيقع الزوج فريسة لظنه السيء دون سبب أو دليل ملموس سوي هوس داخله يدفعه للشك في رفيقة دربه.
الشك القاتل
فيقرر الانتقام لشرفه الذي لم يمسسه أحد ولكن خيل له ذلك، فتتحول الحياة بين الزوجين لكابوس ينتهي بجريمة دموية داخل المنزل الذي تحول لمسرح جريمة فيه الزوجة ضحية لوسواس زوجها ويتحول الأخير لسجين تنتظره طبلية عشماوي.
سلك وعصا خشبية
هناك في مركز أبو النمرس جنوب محافظة الجيزة سلم "خالد" السائق الأربعيني، نفسه لشيطانه الذي نزغ في قلبه وعقله الشك تجاه زوجته "مني" التي قاربت على عامها الرابع والثلاثين، دون دليل ضدها، حتي ظن بها الخيانة وهي حامل في شهرها السابع، فقرر الانتقام وأحضر سلكا وعصا خشبية وقيد زوجته وظل يضرب فيها بالعصا.
ضرب حتي الموت
وطالبها إياها بالاعتراف بخيانتها، ولكن المسكينة ظلت تقسم له بعدم خيانتها له وأن جنينها الذي تحمله داخل أحشائها هو طفله من صلبه، ولكن هوس الزوج حال بينه وبين بصيرته فظل يعتدي عليها بالضرب حتي فارقت الحياة.
قتلها وأبلغ الشرطة
جلس الزوج بجوار الجثة دون أن تذرف عينه دمعة وأشعل سيجارة وأمسك هاتفه وطلب النجدة، ويخبرهم بجريمته "أنا قتلت مراتي وابني"، الصدمة لم تكن كافية بل انعدام شعور الندم هو الأمر الذي بات واضحا على سائق أبو النمرس.
فبرغم عظمة جرمه إلا أنه كان شيطانه أقوي وخيل له أنه قام بما يجب فعله، دقائق معدودة جلسها القاتل بجوار جثة زوجته منتظرا وصول الشرطة التي جاءت لتري المشهد المؤلم.
ولكن هيهات أن يعود رجل سلب عقله عن فعلته أو يشعر بالذنب، وتحول المسكن الذي كان شاهدا علي لحظات سعادة بين الزوجين إلي مسرح جريمة دموية سلبت فيه حياة الزوجة وجنينها قبل أن يري النور.
تفاصيل تلك الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات مباحث مركز شرطة أبو النمرس بمديرية أمن الجيزة، كانت بتلقي المقدم مصطفى المهدي رئيس وحدة المباحث، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها تلقيها بلاغا من سائق يدعي قيامه بقتل زوجته الحامل بدائرة المركز.
على الفور؛ انتقلت قوة أمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين العثور علي جثة ربة منزل مقيدة وبها آثار تعدي بعصا وازرقاق وكسور بالجسد، وبجوارها زوجها سائق مشعلا سيجارة بجوار جثتها.
وبمناقشته؛ أفاد بإقدامه علي تقييد زوجته الحامل في الشهر السابع والتعدي عليها ضربا بالعصا حتي لفظت أنفاسها الأخيرة لشكه في سلوكها، جري نقل الجثة إلي ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
قرارات النيابة العامة
فيما ضبطت الأجهزة الأمنية المتهم وتم اقتياده إلي ديوان المركز، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات والتي أمرت بانتداب طبيبا شرعيا لتشريح جثمان المجني عليها، وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة، وتسليم الجثمان لذويها لاستكمال إجراءات الدفن.
كما واجهت النيابة العامة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط، والذي أقر بصحتها، وعليه أمرت النيابة بحبسه 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له في الميعاد المحدد.
وطلبت النيابة صحيفة الحالة الجنائية للمتهم، واصطحب فريق من النيابة العامة بجنوب الجيزة المتهم لمسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته.