للأسف من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي وفخ التطبيقات المجانية للظهور على الهواء بكبسة زر، وفقر النفوس والفلوس والأخلاق والقيم والتربية والثقافة والوعي، وحلم الثراء السريع بدون معاناة.. سقوط الكثير في مستنقع هوس الترند وأصبحوا فاتحين أبواب بيوتهم علشان نتابع معاهم حياتهم اليومية وأدق التفاصيل حتي لو كانت كاذبة ومفتعلة.
وطلعت علينا عائلات علشان يعملوا تحديات العجب العجاب: مين أسرع واحد حاياكل كيلو مِش بدوده؟.. مين أسرع واحد حاياكل حلة محشي كرنب؟ وكيلو قرون شطة أو بطة بعضمها ووزة بريشها؟!.
ده غير بقي عرض الروتين اليومي في طبخ صينية البطاطس ومسح الشقة وتنفيض المراتب وملو القلة بشكل مقزز ولبس بيشف القبح اللي تحته، وغطا وش علي هيئة حجاب يسيء للدين وللمصريات.
ويطل علينا أم اللول وأم أربعة وأربعين وأم وئام وأم حسام وأبو البنات وقريب ونسيب وحبيب وئام وحسام ولول وظاظا وكاكا..
وكل ماتعمل فضايح أكتر الترند يزيد والفلوس تكتر وينزلوا علينا بليڤل الوحش طلاق وشتايم وصلح وضرب في الشارع ويحطوا صورة سودة ويكتبوا "قدر الله وماشاء فعل" ويسيبوك تقلق كام يوم وتتابع ويطلعوا بعد كده ببوست "الحمد لله أنا بخير بحبكوا".
ده فيه واحدة عملت نفسها انتحرت واختفت كام يوم وبعدها طلعت تقول الأكاونت كان مسروق.. واللي كمان يصوروا نفسهم في مستشفي ومعلقين محلول الكركديه ويطالبونا ندعيلهم.
نحضر معاهم الولادة والسبوع والمغات لطفل ماتولدش أصلاً ويبتدي بقي أصحاب البراندات المضروبة اللي ماحدش عارف مصدرها من شامبوهات وكريمات وأكلات وملابس داخلية وخارجية وأي حاجة يدفعولهم فلوس علشان يرشحولنا المنتجات.. والغلابة يصدقوا ويشتروا ومنهم اللى شعره بيقع أو بيمرض بسبب المنتجات مجهولة المصدر.
ويبتدي العز يبان وينقلوا في شقة جديدة أو فيلا ببسين وعفش كله جديد وعربية فنفوسهم تضعف أكتر ويبقوا مثل أعلى للمحتاج ويرخصوا نفسهم أكتر علشان يلموا فلوس أكتر وأكتر وفيهم ناس اشتروا بيوت في تركيا ودبي ويضحكوا على الناس بسيناريوهات مقالب مفبركة بيعملوها في بعض وتمثيليات بيصدقها السذج ويتابعوا الحلقات زي ماكانوا زمان بيتابعو ليالي الحلمية أو فوازير رمضان.
والأبشع إن في بعض الفنانين قرروا هما كمان يعملوا كده ويدخلوا لايف بأحكام وكبس كبس وادعموني ومناظر تغم النفس بأحكام مقززة ادلق على نفسك بن محوج.. اشرب ميه بدقيق بشطة.. ألطم صوت.. استحمي إحلق.. فاضل شوية ويحكموا علي بعض بالإعدام شنقاً رمياً بالرصاص علشان الريتش يعلي والتكبيس والدعم يزيد والفلوس تكتر والعداد بيعد والحسابة بتحسب والكارثة الأكبر إن هذا الفيروس اللعين أصاب الريف ويطلع علينا الشيف نجعاوي لابس لبس ماغسلوش من ساعة ميلاده. وماشي حافي ويطبخلنا بمية الترعة وياكل بشكل مقزز ويقولوله يا عالمي ويبقي مثل أعلى.
ده غير أبو خالد بشيبته الزايدة وأم جاسر بالفاوتشح وسنية الوحش اللي لابسة أسدين قصر النيل الدهب وكأنها فاترينة معروضات ويقولولها يا كابيرة ونلاقي مهرجانات عجيبة بتسلمها تاج الجزيره أو السلطانية تقديراً وعرفاناً لدورها في المجتمع.
وتبتدي قنوات بتبيع الهوا لأي حد نفسه يبقي إعلامي بفلوسه ومواقع بير السلم تستضيفهم ويطلعوا كأنهم نجوم وأسئلة رخيصة عجيبة وإجابات أرخص وأعجب وتبقي مسابقة مين اللي حايلحق يستضيفهم علشان المذيع أو المذيعة برضه مصابين بهوس الترند.
أعتقد ياسادة إحنا محتاجين صحوة ووقفة وتكاتف علشان نحصن مصر من فيروس قاتل بيقضي على الأخضر واليابس وبيخلينا للخلف در.. أعتقد إن ده مشروع قومي لازم كل العقلاء والحكماء والمثقفين يتبنوه.. وأعتقد كمان إننا محتاجين إعلام موازي ومختلف وأطباء نفسيين وخبراء اجتماع.
الخلاصة: أعتقد إننا محتاجين نعالج أسباب المرض قبل العرض اللي كتير مننا عارفينها، ويكون بجد ده مشروعنا القومي ونبني أجيال تقدر تحافظ علي مصرنا المحروسة لأنها تستحق.
*فنانة مصرية حاصلة على الدكتوراه في الغناء الأوبرالى.