ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة يضع العالم أمام أربع سنوات من الضبابية غير المسبوقة.
ويتوقع أن تعيد سياسات "أمريكا أولًا" فرض الحمائية بشكل أكبر، مما قد يؤدي إلى إعادة رسم أسس الاقتصاد العالمي وتغيير قواعده.
مؤشرات لتحولات في السياسة الخارجية
أشارت الصحيفة في تحليل لها إلى أن ترامب لم يوضح بشكل تفصيلي سياسته الخارجية خلال حملته الانتخابية، لكنه أدلى بعدة تصريحات قد تغيّر علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها وخصومها في حال تنفيذها.
ومن بين وعوده البارزة إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة، وهو ما يراه البعض إشارة إلى احتمال وقف الدعم الأمريكي لكييف، مما قد يصب في مصلحة موسكو.
مسار انعزالي وتقييد للعلاقات الدولية
كما أظهر ترامب توجهًا نحو اتباع مسار انعزالي للولايات المتحدة، وأكد رغبته في توسيع نطاق التعريفات الجمركية، وتشديد قيود الهجرة، وزيادة التكاليف على الحلفاء في القضايا الأمنية، مع تراجع الالتزام بقضايا دولية مثل التغير المناخي.
تجربة ترامب الأولى تثير القلق
أشارت الصحيفة إلى أن العالم اختبر خلال الولاية الأولى لترامب حالة من عدم الاستقرار السياسي، حيث اتخذ نهجًا يعتمد الغموض كجزء من سياسته الخارجية.
ومع بدء فرز الأصوات، صدرت تصريحات مطمئنة من مسؤولين دوليين في آسيا وأمريكا اللاتينية، مؤكدين أن علاقاتهم مع واشنطن ستبقى ثابتة.
اليابان: تحالف راسخ رغم التحديات
في اليابان، ومع تراجع قيمة الين، صرح أمين مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، بأن التحالف الياباني-الأمريكي يبقى حجر الزاوية في ضمان الأمن والسلام في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وعلى المستوى الدولي.
مكسيكو سيتي تؤكد استمرار التعاون
من جانبها، أكدت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم على ضرورة استمرار التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة قضايا الهجرة والمخدرات، رغم تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 100% على الواردات المكسيكية.
الهند تراقب باهتمام وثقة
الهند تتابع السباق الانتخابي الأمريكي باهتمام وترقب محدود، إذ تعتمد على مكانتها كأكبر دول العالم من حيث عدد السكان وخامس أكبر اقتصاد، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا في التوازن الإقليمي أمام الصين.
الصين تستعد لرسوم أمريكية أشد
في المقابل، تستعد الصين لاحتمالات فرض تعريفات أمريكية إضافية أشد من تلك التي فرضها ترامب خلال ولايته الأولى، والتي واصل الرئيس بايدن تطبيقها حتى الآن.
وأعرب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رينمين في بكين، شي ين هونج، عن توقعاته بأن رئاسة ترامب الثانية قد تؤدي إلى تراجع الثقة العالمية تجاه الولايات المتحدة.
ضغوط متزايدة على حلفاء آسيا
يتوقع أن تتعرض اليابان وكوريا الجنوبية لضغوط أمريكية أكبر لدفع تكاليف القوات الأمريكية المتمركزة على أراضيهما.
كان ترامب قد طالب كوريا الجنوبية سابقًا برفع مساهمتها السنوية إلى 10 مليارات دولار، بينما تساهم حاليًا بنحو مليار دولار فقط.
أوكرانيا تواجه مخاطر سياسية أكبر
أما بالنسبة للأزمة الأوكرانية، فإن عودة ترامب للبيت الأبيض قد تضيف ضغوطًا جديدة على كييف.
فتعهد ترامب بإنهاء النزاع بشكل سريع، إلى جانب علاقاته الوثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يثير المخاوف من احتمال إقدام واشنطن على تقليص دعمها العسكري لأوكرانيا، مما قد يدفعها نحو اتفاق غير متكافئ.