بينما تستعد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية فى ٥ نوفمبر المقبل، فإن الأمريكيين ليسوا الوحيدين الذين يراقبون عن كثب يوم الانتخابات، بالنسبة للكثيرين فى المناطق التى مزقتها الحرب فى جميع أنحاء العالم، قد تعنى نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الفرق بين الحياة والموت، بحسب ما ذكرت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية.
وقال كبير المحللين السياسيين فى القناة ١٢ الإسرائيلية أميت سيجال، فى تصريحات نشرتها «فوكس نيوز»، إن المواطنين الإسرائيليين يتابعون الانتخابات الأمريكية «عن كثب» ويدركون تماما التأثير «الدراماتيكي» للانتخابات على الشرق الأوسط وحياتهم. وأوضح سيجال إنه: «حقيقة وجود حرب مستمرة فى ظل سقوط قتلى فى صفوف الجنود بشكل يومى تقريبا» تؤثر على المواطنين.
وأشارت الشبكة إلى أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلى عدة مواقع عسكرية إيرانية. وردًا على ذلك، تعهدت إيران «باستخدام جميع الأدوات المتاحة للرد بشكل فعال» على الهجمات.
وسط هذا الوقت الصعب، قال سيجال إن معظم المواطنين الإسرائيليين يعتقدون أن الرئيس الأمريكى السابق ومرشح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، سيمكن إسرائيل من هزيمة أعدائها.
ونشر سيجال استطلاع للرأى أجرته القناة ١٢ الإسرائيلية مؤخرا، والذى وجد أن الإسرائيليين يفضلون ترامب على نائبة الرئيس الأمريكى ومرشحة الحزب الديمقراطى كامالا هاريس، بنسبة ٦٦ إلى ١٧ فى المائة.
وأوضح سيجال: «هناك أمل فى أن يجلب ترامب معه نهجا أكثر صرامة، ونهجا أكثر صرامة ضد إيران، وبالتالى تمكين إسرائيل من التصرف بحرية أكبر ضد طهران». وخلال هذه الدورة الانتخابية، صور ترامب نفسه على أنه حامى إسرائيل، وقارن نفسه بالديمقراطيين الذين قال إنهم يدعمون «الإبادة الكاملة» لإسرائيل. وخلال فترة ولايته الأولى، كان لترامب دور فعال فى التوسط فى «اتفاقيات إبراهيم» التى قدمت واحدة من أهم الإنجازات فى تحسين العلاقات الإسرائيلية العربية منذ عقود، وفقا للشبكة.
وقال سيجال إن سياسة هاريس تجاه إسرائيل غير معروفة. وأضاف: «هاريس لغز، لكن حزبها ليس لغزا، والحزب يتحول بسرعة إلى اليسار وهذا هو السبب فى أننى أقول إن الغالبية العظمى من الإسرائيليين قلقون».
وقالت هاريس: «نحن مستعدون للدفاع عن إسرائيل، كما فعلنا من قبل، سنفعل مرة أخرى». ولكنها أكدت أيضا على أنه «يجب أن يكون هناك خفض للتصعيد فى المنطقة».
وزعم سيجال إن العديد من الإسرائيليين، داخل الحكومة وخارجها، يخشون، كرئيسة، أن تعوق هاريس جهود إسرائيل فى غزة وخارجها، ما يؤدى إلى تهديد الأمن للبلاد ومواطنيها.
وقال سيجال إنه يعتقد أن السؤال الأكثر أهمية هو ما إذا كانت الإدارة الأمريكية المقبلة ستتعاون مع آمال إسرائيل فى التصدى لبرنامج إيران النووي.
وأضاف: «عارضت الإدارات الديمقراطية بقيادة باراك أوباما وجو بايدن ذلك. هناك أمل فى إسرائيل أن يدعم ترامب التصدى لبرنامج طهران النووي».
ووفقًا لمحللة الاستخبارات العسكرية الاستراتيجية والخبيرة الروسية ريبيكا كوفلر، التى ولدت ونشأت فى روسيا وعملت سابقا فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، يأمل القادة فى روسيا وأوكرانيا فى فوز هاريس بالرئاسة.
وقالت كوفلر، فى تصريحات نشرتها «فوكس نيوز»، إن القادة الأوكرانيين يفضلون هاريس لأنهم يعتقدون أنها ستواصل سياسة إدارة بايدن المتمثلة فى إرسال عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات العسكرية.
وأوضحت إن أوكرانيا تخشى أن يقوم ترامب، الذى انتقد تمويل إدارة بايدن لأوكرانيا، بقطع المساعدات وأن يضغط عليها لتقديم تنازلات إقليمية لإنهاء الحرب.
وأضافت كوفلر إن أجهزة المخابرات الروسية ترى هاريس على أنها «غير ذكية وغير كفؤة، ما يسهل عليها خداعها والتلاعب بها».
وأوضحت أنه على الرغم من أن الكثيرين انتقدوا لغة ترامب التصالحية فيما يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أنه من حيث السياسة، كانت الولاية الأولى لترامب «السياسة الأكثر معاداة لروسيا» فى تاريخ الولايات المتحدة. وقالت: «لا يوجد شخص يخشاه بوتين أكثر من ترامب».
وتعتقد كوفلر أنه إذا فاز ترامب بفترة ولاية ثانية، فإن الحرب ستنتهى فى غضون الأشهر الثلاثة الأولى لرئاسته. من ناحية أخرى، فإن فوز هاريس سيسمح لبوتين بمواصلة الحرب كما هى وببساطة التغلب على أوكرانيا.
وقالت كوفلر: «بوتين مستعد لحرب طويلة جدا. إنه مستعد للقتال حتى اخر أوكراني»، حتى فى حالة فوز هاريس بالانتخابات الرئاسية.