طالب الدكتور إبراهيم آدم أحمد الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، المنظمات الدولية المشاركة في المنتدى الإقليمي حول تسريع تحول النظم الغذائية في المنطقة العربية وهي لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، والبنك الدولي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وبرنامج الأغذية العالمي بضرورة التدخل السريع وسرعة اسعاف الموسم الزراعي في الدول المتأثرة بالحروب والنزاعات.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الخامسة بالمنتدى الإقليمي حول تسريع تحول النظم الغذائية في المنطقة العربية التي جاءت تحت عنوان، النظم الغذائية في البلدان العربية الأقل نمواً والدول المتأثرة بالنزاعات، حيث ركزت الجلسة على التحديات التي تواجهها الدول العربية المتأثرة بالنزاعات والحروب في تحول نظمها الغذائية.
وتناول مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية في مداخلته النظرة الاقليمية حول اوضاع الأمن الغذائي في مناطق النزاعات موضحاً ان القطاع الزراعي في تلك المناطق قد شهد اضراراً جسيمة جراء النزاعات المسلحة والازمات الاقتصادية المتراكمة، حيث تسببت هذه التحديات في تدمير البنية التحتية الزراعية وتراجع الانتاجية الزراعية وسلاسل التوريد وسبل العيش والامن الغذائي.
كما تطرق الدخيري الى الخسائر الزراعية المباشرة في القطاع الزراعي في مناطق النزاعات مبيناً انه وفقاً لتقديرات وزارة الزراعة الفلسطينية الصادر في 2024 فقد خسر القطاع الزراعي في قطاع غزة حوالي 2 مليار دولار امريكي اما في الضفة الغربية فقد قدرت وزارة الزراعة ان قرابة 100 ألف دونم من بساتين الزيتون لم يتمكن المزارعين من الوصول إليها، حيث بلغت قيمة الاضرار الزراعية حوالي 14 مليون دولار امريكي من السابع من اكتوبر 2023، علماً بأن هذه الارقام والمعطيات متغيرة بسبب استمرار الانتهاكات والاعتداءات من قبل الاحتلال. وان سوريا كانت احدى الدول المتأثرة بالنزاع وعدم الاستقرار في المنطقة حيث شهد تحولات كبيرة خلال الفترة 2011-2024 وقد بلغت القيمة المقدرة للخسائر المباشرة الناجمة عن تدمير البنى التحتية الزراعية وسلاسل القيمة الزراعية 51.2 مليار دولار وخسارة -المواسم خلال الفترة 2011-2023 الى اكثر من 70 مليار دولار. فيما تعرض القطاع الزراعي في اليمن لخسائر كبيرة نتيجة استمرار الحرب منذ عام 2015 وكذلك نتيجة الازمات الاقتصادية والتغيرات المناخية مما تسبب في تدهور البنية التحتية الزراعية وتعطيل الانتاج الذي اثر على النظم الزراعية والامن وقد قدرت وزارة الزراعة والري اليمنية ان الخسائر التي تعرض لها القطاع الزراعي بعد عامين فقط من الحرب بمبلغ تجاوز ال 16 مليار دولار، وفي لبنان تضررت سلاسل القمية الزراعية خاصة انتاج زيت الزيتون في الجنوب لبنان حيث تشير التقديرات ان القصف والنزوح خلال موسم الحصاد الزيتون سيؤدي الى خسائر بقيمة 58.45 مليون دولار فيما يصل اجمالي الاضرار والخسائر في الانتاج الزراعي الاساسي الى 2.23 مليار دولار. كما تكبد القطاع الزراعي في السودان اثر الحرب الدائرة منذ ابريل 2023 حيث تناقصت المساحة المزروعة بالمحاصيل الرئيسة المطرية الى 14 مليون فدان فقط والقمح الى 300 ألف فدان في العام 2024، وقدرت خسائر قطاع الزراعة والثروة الحيوانية بحوالي 10 مليارات دولار نظراً لانعدام الامن والاستقرار في هذا القطاع.
واكد الدخيري انه من المبكر الوصول لقائمة شاملة بالاحتياجات بسبب الاعمال العدائية في قطاع غزة وجنوب لبنان والنزاع في السودان واضطراب سلاسل الامداد في البحر الاحمر مما يجعل قائمة الاضرار مرشحة للتغيير، مركزاً في حديثه على مرحلة الاغاثة العاجلة المطلوبة لدعم القطاع الزراعي واعادة تأهيله وتوفير مستلزمات الانتاج الزراعي للمزارعين لضمان نجاح المواسم الزراعية.