تعاني بعض الأزواج من أعراض مشابهة لأعراض الحمل، رغم عدم حملهم للجنين، وتعرف هذه الحالة بـ"متلازمة كوفاد" أو “الحمل التعاطفي”، حيث يظهر لدى الزوج أعراض جسدية ونفسية تتزامن مع حمل الشريكة، وتشمل الغثيان، التعب، واكتساب الوزن، ما يشير إلى أن تأثيرات الحمل قد تمتد لتشمل الشريك غير الحامل، ومتلازمة “كوفاد” اسمها مشتق من الكلمة الفرنسية “couver” التي تعني “احتضان البيض”، ويستخدم للإشارة إلى مجموعة من الأعراض التي تظهر لدى الزوج، مماثلة لتلك التي تعانيها النساء الحوامل. قد تتضمن الأعراض زيادة الوزن، آلام الجسم، وأحياناً اضطرابات الجهاز الهضمي.
تعتبر متلازمة كوفاد حالة نفسية وجسدية حقيقية، تؤثر في العديد من الأزواج، رغم أنها لا تتطلب علاجات محددة، وتعكس المتلازمة رغبة الشريك غير الحامل في التفاعل العاطفي مع تجربة الحمل، مما يؤكد أهمية التواصل والدعم المتبادل بين الشريكين خلال هذه الفترة، وهذه الحالة لها جذور تاريخية طويلة، ورغم استمرار حدوثها، لا تزال أسبابها غير مفهومة تماماً، ويعتقد أنها استجابة نفسية تتسبب في أعراض جسدية حقيقية بسبب التغيرات العاطفية لدى الشريك مع اقتراب مرحلة الأبوة.
ووفقا ببعض الدراسات إلى أن الحمل التعاطفي ليس نادراً، حيث أظهرت دراسة على 267 زوجاً في نيويورك أن حوالي 20% منهم طلبوا الرعاية بسبب أعراض مشابهة للحمل، وتشير تقديرات أخرى إلى أن ما يصل إلى 97% من الأزواج حول العالم قد يعانون من بعض أعراض متلازمة كوفاد.
الأسباب:
ترجع بعض الأبحاث سبب هذه المتلازمة إلى استجابة عاطفية وهرمونية للحمل، فالشريك الذي يعيش تجربة الحمل بجوار شريكته قد يشعر بمشاعر تعاطف، توتر، وحماس، مما يؤثر على مستويات هرموناته، ويعتقد أن زيادة الكورتيزول (هرمون التوتر) وانخفاض التستوستيرون قد يؤديان إلى ظهور أعراض مشابهة لأعراض الحمل، مثل التعب، اضطرابات النوم، والتقلبات المزاجية.
وقد يكون الأزواج الذين خضعوا لعلاج العقم أكثر عرضة لهذه المتلازمة بسبب التركيز الكبير على نجاح الحمل وزيادة مستويات التوتر والتعاطف، ومن الأعراض الشائعة التي تظهر على الأزواج المصابين بمتلازمة كوفاد مجموعة واسعة من الأعراض التي تعكس بعض أعراض الحمل، وتشمل:
• الأعراض الهضمية: آلام في البطن، غثيان، تقيؤ، اضطرابات في الشهية.
• الأعراض العظمية: آلام الظهر، آلام الأسنان.
• الأعراض العصبية والنفسية: القلق، الاكتئاب، مشاكل النوم.
• أعراض أخرى: التعب العام، زيادة الوزن، تشنجات في الساق.
تبدأ الأعراض غالبًا في الثلث الأول من الحمل وتعود في الأشهر الأخيرة، وتنتهي عادةً بعد الولادة.
العلاج:
عادة لا تتطلب متلازمة كوفاد علاجاً طبياً محدداً، لكن يمكن التخفيف من الأعراض ببعض الطرق إذا أصبحت مزعجة، مثل:
• التمارين الرياضية والتأمل: تخفف من مستويات التوتر وتساعد في تحسين الحالة النفسية.
• استراتيجيات التأقلم: مثل القراءة عن الحمل وحضور جلسات التحضير للولادة، ما يمنح الشريك شعورًا بالاستعداد ويخفف من توتره.
• استشارة طبيب: في حالة استمرار الأعراض أو تفاقمها، ينصح باللجوء لطبيب مختص لاستبعاد أي مشاكل صحية كامنة.
تأثير متلازمة كوفاد على الشريكة الحامل:
قد تتفاوت مشاعر الشريكة الحامل تجاه ظهور الأعراض على شريكها بين الشعور بالتقدير لتعاطفه معها وبين مشاعر الإحباط في حال شعرت بأن الأعراض تمنعه من تقديم الدعم اللازم لها.