لطالما حلم سكان قرية شطورة والمناطق المحيطة بها بوجود مستشفى متكامل يساهم في تقديم خدمات صحية تلبي احتياجاتهم ويخفف من معاناتهم في الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة. كان تحقيق هذا الحلم يبدو صعبًا بسبب التحديات والموارد المحدودة، ولكن بفضل جهود الأهالي والحكومة، بدأ هذا الحلم في التحول إلى واقع ملموس.
تعتبر منطقة شطورة بمحافظة سوهاج من المناطق الريفية التي تفتقر الخدمات الصحية المتكاملة، حيث يعاني سكانها من نقص في المرافق الصحية الأساسية، مما يجبرهم على السفر إلى المدن الكبرى للحصول على الرعاية الطبية وكان هذا الأمر يشكل عبئًا كبيرًا على المواطنين، وخاصةً في الحالات الحرجة التي تستدعي تدخلًا طبيًا سريعًا ومن هنا بدأت الفكرة بإنشاء مستشفى يخدم أهالي المنطقة ويوفر لهم العناية اللازمة دون الحاجة إلى مغادرة قريتهم.
واجه مشروع إنشاء مستشفى شطورة العديد من التحديات، سواء من الناحية المالية أو اللوجستية.. كانت هناك حاجة إلى ميزانية كبيرة لتوفير المعدات الطبية الحديثة وتشييد المباني وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة. إضافةً إلى ذلك، كانت هناك صعوبات في اختيار الموقع الأنسب وتوفير الأراضي اللازمة، فضلًا عن التحديات الإدارية والتنسيقية بين الجهات المعنية.
ومع ذلك، لم يكن اليأس خيارًا؛ فقد أظهر المجتمع المحلي إصرارًا كبيرًا على تحقيق هذا المشروع وساهم الأهالي في توفير جزء من التكاليف من خلال التبرعات والمساهمات المجتمعية، في حين تعاونت الجهات الحكومية لتذليل العقبات الإدارية وتوفير الدعم اللازم.
يعد مشروع مستشفى شطورة نموذجًا ملهمًا يعكس قدرة المجتمعات على تحويل أحلامهم إلى واقع من خلال التعاون والإصرار وبفضل الجهود الجماعية، أصبح لدى أهالي شطورة والمناطق المجاورة أمل في الحصول على خدمات صحية لائقة داخل قريتهم، مما يمثل خطوة نحو مستقبل أفضل لهم وللأجيال القادمة.