أكد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، أن معدلات نمو يرقات الجمبري التى تم إنزالها ببحيرة قارون خلال الفترة الماضية، شهدت تطورًا إيجابيًا نظرًا للتحسن الملحوظ في خصائص المياه بالبحيرة، فى إطار إعادة التوازن البيئي لها، موجهاً بتشكيل فريق عمل لإحكام السيطرة عليها خلال فترة الغلق، ومشددًا على عدم المخالفة والالتزام بالمواعيد المقررة للسماح بالصيد بها، مؤكدًا بوضع خطة بآليات محكمة ونظام عمل مشترك لإنزال زريعة الأسماك بالبحيرة خلال المرحلة القادمة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذى عقد بحضور الدكتور محمد التوني نائب المحافظ، واللواء ضياء الدين عبدالحميد السكرتير العام لمحافظة الفيوم، والدكتورة نسرين عز الدين الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، والعميد ناصر سامى محمد وكيل إدارة شرطة البيئة والمسطحات المائية بالفيوم، والمهندس عبدالعليم أمين مدير عام منطقة وادى النيل للثروة السمكية بالفيوم، والدكتور حسام شعبان رئيس فرع جهاز شئون البيئة بالفيوم، والعميد وليد بعيزق مدير عام إدارة شئون الثروة السمكية بديوان عام المحافظة، والكيميائي حسين قرني مدير عام الأحواض والمياه بشركة "إميسال" لاستخلاص الأملاح، وعادل أمين الصايم رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لصيد الأسماك بقارون، ورؤساء مدن سنورس وأبشواي ويوسف الصديق، وعدد من رؤساء الوحدات المحلية للقرى المتاخمة لبحيرة قارون، وممثلي الجهات ذات الصلة.
وأكد محافظ الفيوم، خلال الاجتماع، أن معدلات نمو يرقات الجمبري التى تم إنزالها لبحيرة قارون خلال الفترة الماضية، شهدت تطوراً إيجابياً كبيراً نظراً للتحسن الملحوظ في الخصائص المائية للبحيرة، فى إطار الجهود التي تبذلها المحافظة خلال الخمس سنوات الأخيرة، بالتعاون مع الجهات الشريكة، لإعادة التوازن البيئي والحياة المائية إليها، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ العديد من مشروعات الصرف الصحي للقرى المتاخمة لبحيرة قارون، وعمل العديد من التدخلات بالتنسيق مع كافة الأجهزة المعنية بتنفيذ أنشطة على ساحل البحيرة، فضلاً عن العمل لتكريك ساحل البحيرة الجنوبي بنطاق مركز يوسف الصديق، وتطهير وتعميق المجاري المائية ومنها بحر يوسف، مما قلل من ملوحة مياه البحيرة، وأسهم فى الارتقاء بالحياة البيولوجية والثروة السمكية بالبحيرة.
ووجه المحافظ، بتشكيل فريق عمل بقيادة مدير عام إدارة شئون الثروة السمكية بديوان عام محافظة الفيوم، يضم عدداً من موظفي مجالس مدن سنورس وأبشواي ويوسف الصديق، والوحدات المحلية القروية التابعة لهم محددين بالاسم، لتوزيعهم على قطاعات بساحل بحيرة قارون، للمتابعة الميدانية والمورور الدوري بساحلها على مدار الساعة يومياً، لإحكام السيطرة على كافة مداخل ومخارج البحيرة، لحين السماح بالصيد بها فى المواعيد المقررة، تبعاً لشروط التراخيص الملزمة للصيادين والمراكب ومعدات الصيد المختلفة، مشدداً على تكثيف الحملات المشتركة غير النمطية، بالتنسيق مع مسئولى إدارة شرطة البيئة والمسطحات المائية، ومسئولى مختلف الجهات ذات الصلة، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة حيال الصيادين المخالفين.
كما استعرض الأنصاري، خطة إنزال دفعات زريعة الأسماك لبحيرة قارون خلال المرحلة القادمة بعام 2025، فضلاً عن شهري نوفمبر وديسمبر من العام الحالي، التى ستتم بإشراف اللجنة المشكلة لهذا الغرض، الممثلة من الجهات ذات الصلة بتنمية بحيرة قارون والثروة السمكية، لافتاً إلى أهمية وضع السياسات العامة والقرارات والتوصيات الخاصة بعمل هذه اللجنة عين الاعتبار والأهمية، من خلال اختيار أصناف زريعة الأسماك التى سيتم إنزالها للبحيرة، على مخططات واضحة بشأن فترة الإنزال والمواقع الملائمة لكل زريعة، لافتاً إلى أنه سيتم ضخ كميات كبيرة من الزريعة خلال المرحلة القادمة، مما يستلزم التكاتف والجدية فى العمل وإحكام السيطرة، للحصول على أفضل إنتاجية للأسماك من بحيرة قارون.
من جهتها، أكدت الدكتورة نسرين عز الدين الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مستشار محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية، أن التجارب والدراسات العلمية والمعملية الدقيقة، التى تمت قبيل إنزال يرقات الجمبري ببحيرة قارون خلال المرحلة الماضية، من قبل الفريق العلمى للمحافظة، والفريق البحثى من كلية الطب البيطرى، بجامعة القاهرة، ومراكز أبحاث الأسماك، ساعدت في الحصول على معدلات نمو إيجابية وغير مسبوقة ليرقات الجمبري، نظراً للتحسن الملحوظ فى مياه البحيرة، وهو ما ساهم فى الإعداد لإنزال دفعات جديدة من زريعة الأسماك المختلفة والقشريات تشمل "البلطى النيلي، وزريعة وأمهات الموسي، وثعابين السمك "الحنشان"، فضلاً عن يرقات الجمبري"، مع دراسة إمكانية إنزال زريعة أسماك العائلة البورية، في إطار إعادة التوازن البيئي للبحيرة نسبياً.
وأضافت، أن ما تم تطبيقه من تجارب على مياه بحيرة قارون، أثمر بالقضاء على أنواع من طفيل الإيزبود كانت منتشرة بالبحيرة منذ سنوات، وكذا انحسار مشهود فى معدلات تواجده وأنواعه، إضافة لتقليل نسبة الملوحة بالبحيرة، مؤكدة على أهمية استثمار المسطح المائى استثماراً جيداً، وتوعية الصيادين بأهمية استخدام طرق الصيد الحديثة. للحفاظ على الثروة السمكية بالبحيرة التى هي أحد أهم مصادر الدخل للمحافظة.
وأشارت عز الدين إلى أنه فور السماح بالصيد ببحيرة قارون خلال المواعيد المقررة، ستقوم اللجنة الميدانية بعمل كافة الاحصائيات، لتقدير وتقييم العائد والمردود من عمليه إنزال الجمبرى بالبحيرة، كما هو معتاد عقب كل عمليه حصاد بالبحيرة، لافتةً إلى أهمية تحديد نقطة تجميع واحدة للصيادين لاستلام الجمبري منهم، بما يسهم فى الدقة النسبية لحصر الكميات المستخرجة من البحيرة.