أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن من أهم السياسات التي تعزز سلامة المريض ومعايير جودة الرعاية الصحية الزام المنشآت الصحية بالحصول على الاعتماد لتقديم خدماتها ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، لتصبح بذلك الجودة هي بوابة المرور للمنظومة الصحية بالجمهورية الجديدة كمسار إجباري للإصلاح الصحي، مشيرًا إلى حصول 412 منشأة صحية على اعتماد GAHAR.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أنه لضمان استمرار مستوى الجودة بعد الاعتماد، أكد القانون المصري رقم 2 لسنة 2018 للتأمين الصحي الشامل على الدور الرقابي المستمر للهيئة لتحقيق الاستدامة حيث بلغ عدد الزيارات الرقابية للهيئة 3375.
جاء ذلك خلال كلمته بالحلقة النقاشية الافتتاحية لتبادل الرؤى العربية بمؤتمر ميد هيلث 2024 الذي ينظمه اتحاد المستشفيات العربية على مدار يومي 29 - 30 أكتوبر 2024 بأبو ظبي، وذلك بحضور الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء ووزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة جليلة بنت جواد حسن، وزيرة صحة مملكة البحرين، ونخبة من القيادات العربية في مجال الرعاية الصحية.
شارك في الجلسة النقاشية الدكتور أمين الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي بوزارة الصحة ووقاية المجتمع بالإمارات، والبروفيسور أحمد الجدي، مساعد الوزير المفوض لشؤون الدعم للخدمات العلاجية بوزارة الصحة السعودية، اللواء بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، والدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة بقطر، الدكتورة فايزة سيف اليعقوبي، المدير التنفيذي لقطاع منشآت الرعاية الصحية في دائرة الصحة بأبو ظبي.
ووجه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية التهنئة للبروفسور توفيق خوجة، أمين عام اتحاد المستشفيات العربية، وأليس بويز، المدير التنفيذي للاتحاد بمناسبة اليوبيل الفضي للاتحاد، مشيدًا بالجهود المبذولة والخطوات الرائدة في إطار السعي للارتقاء بغد صحي عربي آمن، وبالتعاون العربي في مجالات الرعاية الصحية.
وحول الاتجاهات المستقبلية بمعايير الاعتماد، أشار الدكتور أحمد طه إلى أهمية الرعاية الصحية الخضراء والمستدامة في ظل التركيز المتزايد على تغير المناخ، والتأثير البيئي على مرافق الرعاية الصحية، مما دفع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية "جهار" إلى إصدار شهادة التميز الأخضر للمنشآت المعتمدة وهي مستوى أعلى من الاعتماد، والتي تستلزم التطابق مع متطلبات تعني بكفاءة الطاقة، وإدارة المواد الخطرة والنفايات، والتأثير البيئي لعمليات الرعاية الصحية، وحصل عليها عن جدارة كل من مستشفى مجدي يعقوب بأسوان، ومستشفى شفاء الأورمان بالأقصر.
وتابع طه، أن الهيئة تعمل حاليًا على دراسة وتجهيز معايير التطبيب عن بعد والاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي وغيره من ابتكارات الرعاية الصحية الرقمية بأنظمة الرعاية الصحية، لافتًا إلى أن المعايير المستقبلية ستضمن أن تلتزم تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص وتخطيط العلاج ومراقبة المرضى بإجراءات صارمة للجودة والسلامة.
وأضاف، أن معايير الاعتماد المستقبلية ستركز على مناهج الرعاية الشاملة، ودمج الصحة العقلية، والنقاهة ومعايير صديقة للأم والطفل في إطار تقديم الرعاية الصحية الجيدة، موضحًا أنه مع التقدم في التكنولوجيا القابلة للارتداء والمراقبة عن بعد، قد تستوعب المعايير بشكل متزايد الرعاية المنزلية وتنظمها، على سبيل المثال، قد تضع منظمات الاعتماد بروتوكولات لمراقبة المرضى المصابين بأمراض مزمنة في المنزل، ما يضمن أن الرعاية الافتراضية تلبي معايير السلامة والجودة المماثلة للرعاية الشخصية.
وقال الدكتور فادي علامة، رئيس اتحاد المستشفيات العربية، إن مصر تشهد خطوات غير مسبوقة في الارتقاء بجودة الخدمات الصحية في مصر والتغطية التأمينية الشاملة.
وأضافت الدكتورة أليس يمين بويز، الرئيس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية، أن التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يشهدها العالم لا يجب أن تعوق السياسات والخطط الصحية في الوطن العربي.
فيما أشاد البروفسور توفيق خوجه، الأمين العام لاتحاد المستشفيات العربية، بجهود الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في تأهيل المنشآت المصرية للحصول على الاعتماد، وهي خطوة هامة لنشر ثقافة تطبيق معايير الجودة والارتقاء بالرعاية الصحية بالوطن العربي إلى أعلى مستويات التميز والاحترافية بشهادات عربية وعالمية.