مع إعلان تطبيق التوقيت الشتوي بداية من الأسبوع الأخير من أكتوبر، حيث سيتم تأخير الساعة بساعة واحدة، أصدرت الجمعية البريطانية لأبحاث النوم دراسة بتاريخ 23 من الشهر الحالي، توصي فيها بإلغاء تغييرات الساعة السنوية والعودة إلى التوقيت القياسي طوال العام، بناءً على تأثيرات هذه التغييرات على إيقاع الساعة البيولوجية والنوم.
ما هو التوقيت الصيفي والشتوي؟
التوقيت الصيفي هو نظام يتم فيه تقديم الساعة بمقدار ساعة واحدة خلال فصل الصيف للاستفادة من ساعات النهار الطويلة، ويُطبَّق هذا النظام عادة في الربيع ويستمر حتى الخريف، ويهدف إلى تقليل استخدام الطاقة عن طريق استغلال ضوء النهار في المساء لفترة أطول. بالمقابل، التوقيت الشتوي يعيد الساعة إلى وضعها الطبيعي في الخريف، ويتم تأخيرها ساعة واحدة لمنح الأفراد مزيدًا من الضوء في الصباح خلال الأيام القصيرة في فصل الشتاء.
تاريخ تطبيق التوقيت الصيفي والشتوي
تم تطبيق نظام التوقيت الصيفي لأول مرة في ألمانيا والنمسا خلال الحرب العالمية الأولى عام 1916 كوسيلة لتوفير الطاقة، لاحقًا، تبنت العديد من الدول حول العالم هذا النظام، بما في ذلك إنجلترا، بهدف تقليل استهلاك الكهرباء خلال فترات النهار الطويلة، اما التوقيت الشتوي هو النظام الأساسي، حيث يعود التوقيت إلى وضعه الطبيعي بعد انتهاء فترة الصيف، ويهدف إلى منح الناس فرصة الاستيقاظ في ساعات الصباح عندما يكون هناك ضوء طبيعي أكثر.
دراسة الجامعة البريطانية
توصي الدراسة الصادرة من الجمعية البريطانية لأبحاث النوم بالتخلي عن التوقيت الصيفي والعودة إلى التوقيت القياسي طوال العام، حيث يُظهر البحث أن تقديم الساعة يضر بجودة النوم، إذ يسبب خللاً في الساعة البيولوجية ويزيد من مشكلات الأرق والإرهاق، وعند تقديم الساعة، يُحرم الأفراد من ضوء الصباح الطبيعي الضروري لإفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم النوم، ما يضاعف من صعوبة التأقلم مع هذا التغيير.
كما تؤكد الدراسة أن نقص النوم المزمن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، السمنة، والاكتئاب، بجانب تأثيره السلبي على الأداء العقلي والجسدي، مما يعرض الأفراد لمخاطر أعلى في حياتهم اليومية.
زيادة خطر النوبات القلبية بسبب نقص النوم كعامل رئيسي
قال الدكتور أحمد صلاح استشاري القلب والأوعية الدموية لـ( البوابة نيوز)، أن تقليص فترة النوم بسبب تقديم الساعة يمكن أن يزيد من مستويات التوتر والضغط على الجهاز القلبي، هذا الضغط الزائد قد يرفع من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية، مشيرا الى ان الأفراد الذين يعانون من قلة النوم معرضون بشكل أكبر لمشاكل في القلب مقارنةً بمن يحصلون على نوم كافٍ.
كما اضاف أن النوم الجيد يعتبر عاملًا أساسيًا لتنظيم معدل ضربات القلب، وعند اضطراب النوم، يمكن أن يتأثر هذا التنظيم، مما يزيد من فرص حدوث اضطرابات في ضربات القلب مثل الرجفان الأذيني الذي يزيد من احتمالية حدوث جلطات دماغية وسكتات قلبية.
أشار صلاح إلى أن الدراسات الحديثة أظهرت أن نقص النوم المزمن قد يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والتي يمكن أن تؤدي إلى تصلب الشرايين وتفاقم أمراض القلب الموجودة بالفعل، هذا يعني أن اضطرابات النوم الناتجة عن تغييرات الساعة قد لا تكون مجرد إزعاج، بل تهديدًا لصحة القلب والأوعية الدموية.
وأوصى بأهمية الحفاظ على نظام نوم ثابت دون التعرض لتغييرات فجائية في التوقيت، مؤكدًا أن العودة إلى التوقيت القياسي قد تكون الحل الأفضل لتقليل المخاطر الصحية المتعلقة بالقلب، ونصح الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب بضرورة مراقبة نومهم بشكل جيد وتجنب أي عوامل قد تؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية.