تمر اليوم الذكرى الـ51 لرحيل عميد الأب العربي طه حسين، صاحب البصيرة الذى كافح الظلام بنور العلم، حيث توفى فى مثل هذا اليوم عام 1973م، تاركًا إرث من نور العالم أضاء مصر والعالم العربي.
وُلِد «طه حسين علي سلامة» في نوفمبر ١٨٨٩م بقرية «الكيلو» بمحافظة المنيا، فَقَدَ بصرَه في الرابعة من عمره إثرَ إصابته بالرمد، ورغم ذلك حباه الله بذاكرةٍ حافظة وذكاءٍ متوقِّد، مكَّنَته من تعلُّم اللغة والحساب والقرآن الكريم.
مسيرته مع جائزة نوبل للأدب
أثرالأديب والكاتب المصري طه حسين، على الحركة الأدبية الحديثة فى الوطن العربى وشمال أفريقيا، كما أثر على حركة النهضة المصرية والحداثة فى الأدب العربى الحديث، وقد رُشح طه حسين لجائزة نوبل للأدب أربع عشرة مرة.
ويعد الدكتور طه حسين أحد من علامات الأدب العربى الحديث، لقبه مبدعو عصره بـ"العميد" فكان عميدا للأدب والثقافة العربية وملهمنا الذى لا تغيب إبداعاته، فلا تزال أفكاره ومواقفه تثير الجدل حتى اليوم، كان من أوائل من حصلوا على الدكتوراه فى أدبنا العربى، ويعده البعض أبرز أعلام الحركة العربية الأدبية.
الجندى المجهول فى حياة "العميد"
تحدى صاحب البصيرة إعاقته، وانار حياته بالعلم، وساندته امرأة أحبته بكل حواسها، انها سوزان بيرسو الفرنسية هى المرأة التى جمعتهم قصة حب قوية، دامت لـ سنتين وتزوجا وأنجبا طفلين " أمينة ومؤنس" فكان يعتمد عليها في كافة شيء كانت له عينه وظله، تلازما معًا طيلة عمرهما معًا ستًا وخمسين عامًا لم يفترقهما إلا الموت، وكانت سببًأفى ان تحظى النساء المصريات بدعم عميد الادب العربى وتحمل قضيتهن في التنوير وأن تنال كل منهن حقها في الحرية والاختيار في الحياة الاحتماعية والعلمية سواء كان زواج أو تعليم والعمل.
مناصب تقلدها عميد الأدب العربى
تقلد طه حسين مناصب عديدة، حيث عمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة المصرية، ثم أستاذًا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب، ثم عميدًا للكلية، وفي ١٩٤٢م عُيِّن مستشارًا لوزير المعارف، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية. وفي ١٩٥٠م أصبح وزيرًا للمعارف، وقاد الدعوة لمجانية التعليم وإلزاميته، وكان له الفضل في تأسيس عددٍ من الجامعات المصرية. وفي ١٩٥٩م عاد إلى الجامعة بصفة «أستاذ غير متفرِّغ»، وتسلَّمَ رئاسة تحرير جريدة «الجمهورية».
إرثه الأدبى المثير للجدل
أثرى الأديب طه حسين، المكتبةَ العربية بالعديد من المؤلَّفات والترجمات، وكان يركز فى أعمالَه على التحرر والانفتاح الثقافي، فحصدت كبرى مُؤلَّفاته النصيبَ الأكبر من الهجوم الذي وصل إلى حدِّ رفع الدعاوى القضائية ضده، وأبرز مؤلفاته المثيره للجدل: «في الأدب الجاهلي»، و«مستقبل الثقافة في مصر»، وغيرها من المؤلفات، فضلا عن روايته «الأيام» التي روى فيها سيرته الذاتية.
رحيل صاحب البصيرة
رحل الاديب والكاتب طه حسين في عام 1973م، و قالت حبيبته وزوجته ورفيقة عمره سوزان: "ذراعي لن تمسك بذراعك أبدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن، فأغرق في اليأس"، ولم تغادر سوزان مصر وتعود لبلدها حتى لحقت بزوجها وحبيببها فى عام 1989 عن عمر 94 عاما.