يشترك المخرج المغربي نبيل عيوش في مهرجان الجونة في دورته السابعة بشريط سينمائي طويل بعنوان "الجميع يحب تودا" الذي اختير مؤخراً لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار لسنة 2025.. مشاركة تثبت أن المغرب أصبح منافساً قوياً للدول التي عرفت بصدارتها للأعمال الفنية.
تشهد صناعة السينما في المغرب تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح المغرب قبلة مهمة لصناعة الأفلام الأجنبية والعربية لعدة أسباب تجمع بين الإبهار الطبيعي، التاريخ الثقافي، البنية التحتية السينمائية وأيضا التسهيلات التي تقدمها المؤسسات المغربية المسئولة عن هذا القطاع.
تتنوع المشاهد الطبيعية في المغرب بين الصحارى الشاسعة والجبال الشاهقة والمدن التاريخية والسواحل الممتدة على الواجهتين البحريتين، ما يسمح لصناع السينما تصوير مشاهد في بيئات عديدة دون الانتقال إلى أماكن مختلفة، كما يلعب المعمار التاريخي دورا مهما في جذب صناع السينما، حيث أن المغرب يزخر بالمدن العتيقة والمواقع الأثرية التي تضفي طابعا تاريخيا مميزا.
من الأسباب الرئيسية أيضا التي تساهم في جذب صناع السينما، الاستقرار الأمني والسياسي الذي يتمتع به المغرب بالمقارنة مع دول عديدة، كما أن الجانب الاقتصادي يعد خيارا مجزيا، حيث أن المغرب يدعم صناعة السينما من خلال تقديم تسهيلات كبيرة لاستخراج التصاريح اللازمة، كما يتم تقديم إعفاءات ضريبية مهمة لشركات الإنتاج.
يمكن تعزيز التعاون بين مصر والمغرب في المجال السينمائي، حيث أن المغرب يمكنه الاستفادة من الخبرة المصرية الواسعة في مجال السينما، مثلما يمكن لمصر الاستفادة من المميزات التي يطرحها المغرب من خلال إنتاج أفلام مشتركة، وبذلك يمكن للمغرب أن يفتح لمصر قنوات جديدة في الأسواق الأفريقية والأوروبية، كما يمكنها الاستفادة من الدعم الحكومي الذي يقدمه المغرب وبالتالي تصوير أفلام مصرية بميزانيات أقل.
يمكن للمغرب الاستفادة من مصر من خلال الإرث الضخم الذي تتوفر عليه من المبدعين في هذا المجال، وبالتالي توفير فرصة تدريب وتطوير الممثلين والمخرجين من خلال معاهد السينما والورش الفنية المصرية، كما أنه يمكن التعاون في كتابة السيناريوهات، حيث أن السينما المصرية تتمتع بتنوع المواضيع وغزارتها الشيء الذي تفتقده السينما المغربية.
إن التعاون المشترك في مجال صناعة السينما بين مصر والمغرب يمكن أن يكون خطوة مهمة لتعزيز الصناعة السينمائية في العالم العربي من خلال الاستفادة من المميزات التي تتوفر عليها كلا البلدين من خبرات وخدمات وتسهيلات، وبالتالي ستتوفر فرص لإنتاج أفلام أكثر تنوعا وأكثر قوة، كما سيساعد في توسيع جمهور الأفلام العربية وسيعزز التبادل الثقافي بين دول العالم العربي.