قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم، "التقيت البابا فرنسيس في روما، وقدّمت له ثلاث وثائق عرضت فيها له: أوّلًا الوضع السّياسي الرّاهن في لبنان ومسألة انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، ثانيًا الوضع الإنساني والاجتماعي في ظلّ العدوان الحاصل على لبنان، وقضيّة النّزوح ومواكبة الكنيسة ومؤسّساتها له، وثالثًا بيان القمّة الرّوحيّة المسيحيّة الإسلاميّة ولفت، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في كنيسة السيدة في الصّرح البطريركي في بكركي، إلى أنّ "البابا فرنسيس أكّد صلاته الدّائمة للبنان وشعبه، كما أبدى حرصه الشّديد على المحافظة على دور لبنان ورسالته في التّعدديّة والحوار بين الأديان، وعلى رسالة المسيحيّين فيه"، مبيّنًا أنّ "بعد لقائي مع البابا فرنسيس، التقيت أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين، وناقشنا مواضيع الوثائق الثّلاث المذكورة".
وأعلن البطريرك الراعي "شاركت في الفاتيكان أيضًا، باحتفال تقديس الطوباويين الاخوة المسابكيّين الثّلاثة فرنسيس وعبد المعطي وروفائيل، الأحد الماضي ، مع عدد من مطارنة كنيستنا المارونيّة و800 شخص ماروني أتوا من مختلف المناطق اللّبنانيّة ومن دمشق ومن سائر بلدان الانتشار مع مطارنتهم، بالإضافة إلى البطاركة والكرادلة والمطارنة المشاركين في سينودس الأساقفة الروماني، الّذي يختتم أعماله اليوم بقداس يترأسه البابا فرنسيس".
وأوضح "أنّني أقمت مساء الإثنين الماضي، قدّاس الشّكر لله على عطيّة الشّهداء القدّيسين الثّلاثة، وللقدّيسين أنفسهم، وللبابا فرنسيس الّذي أمر بكتابة أسمائهم في سجلّ القدّيسين، وبالاحتفال بعيدهم في جميع الكنائس في العاشر من تمّوز؛ ذكرى استشهادهم سنة 1860". وذكر أنّ "القدّيسين الاخوة المسابكيّين الثّلاثة هم اخوة علمانيون موارنة من دمشق، كانوا يعيشون حياةً مسيحيّةً مثاليةً كلّلوها باستشهادهم في أحداث 1860 المؤلمة، الّتي راح ضحيّتها اثنا عشر ألفًا بين موارنة ومسيحيّين في سوريا ولبنان".
كما أكّد الرّاعي أنّ "عبد المعطي قضى حياته بالتّعليم والتّدريس في مدرسة الفرنسيسكان، وبشهادة ابنه نعمه، كان بعد صلاته اليوميّة الصّباحيّة، يذهب إلى كنيسة الفرنسيسكان، ويحضر القدّاس، وهو جاث على ركبتيه، ويتقدّم من سرّ المناولة الإلهية. ويوم خميس الأسرار مساءً، يذهب إلى الكنيسة ويجثو على ركبتيه نصبا إلى الصّباح، ويبقى في الدير إلى ليل الأحد عند منتصف اللّيل، فيمضي إلى الكنيسة المارونية لأجل حضور القداس والمناولة الفصحيَة. كان ربُّ عائلة مؤلفة من خمسة أولاد"، مشيرًا إلى أنّ "روفائيل رجلٌ تقيٌ يعيش في كنف إخوته. وكان مثال الطّهارة والبساطة المسيحيّة. كان يخدم عائلتَي شقيقيه والرّهبان الفرنسيسكان الّذين كان يزورهم يوميًّا، وكان متبتلًا كلّ حياته".
وشدّد على أنّ "في غمرة التّحدّيات القاسية الّتي يواجهها لبنان، نشكر الله على نجاح القمّة الرّوحيّة الإسلاميّة- المسيحيّة الّتي انعقدت في بكركي قبيل توجّهنا إلى روما. وقد أكّدت كسابقاتها على جملة ثوابت وحقائق كانت ولا تزال في أساس الكيان اللّبناني، بدءًا من وحدة اللّبنانيّين الرّاسخة في كنف دولتهم وفي كنف الشّرعيّة الدّوليّة، وصولًا إلى تضامنهم الإنساني والأخوي الّذي يتجاوز كلّ اختلاف سياسي".