الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

إسرائيل تمنع وصول الحقيقة باستهداف الصحفيين والإعلاميين فى فلسطين ولبنان

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تزال إسرائيل تغتال الحقيقة وتمنع نشرها بمطاردة الصحفيين والإعلاميين وقتلهم لإسكات صوتهم وعدم وصوله إلي أي مكان. 

وتعتبر الأراضي الفلسطينية ولبنان مسرحًا لانتهاكات جسيمة ترتكبها قوات الاحتلال حيث تستهدف كل شىء ومنهم الصحفيون ورجال الإسعاف بشكل ممنهج، وعلى مدى سنوات طويلة، أصبح استهداف الصحفيين جزءًا من استراتيجية تهدف إلى إسكات الأصوات التيتسعى لنقل الحقيقة لشعوب العالم.

ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي قتل الإعلاميين والصحفيين، في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا بالإضافة لعمليات الاغتيالات النوعية التي يقوم بتنفيذها خارج الحدود، بطرق غير مباشرة، بجانب استهداف المتكرر والمتعمد أيضا لرجال الإسعاف والعاملين في الصليب الأحمر ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى التي تقدم المساعدات للشعب الفلسطيني البريء، وبعد طوفان الأقصى الذي اندلع في ٧ أكتوبر٢٠٢٣، شهدت فلسطين ولبنان تصعيدًا خطيرًا في الاعتداءات التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين والإعلاميين، والتي أسفرت عن استشهاد مايتجاوز  ٢٥٠ شهيدا من الصحفيين وإصابة آخرين، مما يُعَدّ انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرية التعبير.

وكان من أبرز الضحايا الذين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال عمدا،الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، في ١١ مايو ٢٠٢٢،أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين، أدت جريمة مقتلها إلى موجة من الإدانات  الدولية وأثارت تساؤلات حول حماية الصحفيين في مناطق النزاع، ومن قبلها الصحفي علي عمار الذي استشهد في ١٩ أغسطس ٢٠٢١، أثناء تغطيته للاشتباكات في غزة، عندما أصيب برصاص قناص إسرائيلي،والصحفي ياسر مرتجى الذي استشهد في ٦ أبريل ٢٠١٨، خلال تغطيته لمظاهرات العودة، وعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين ورجال المجتمع المدني، وكان آخرهم الثلاثة صحفيين اللبنانين الذين قتلوا فجرالجمعة الماضي ٢٥ أكتوبر الجاري باستهداف قذائف الطيران الحربي للاحتلال الصهيوني المجرم. 

ومؤخرا في ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٣، استهدفت غارة جوية إسرائيلية مقر إقامة عدد من الصحفيين في قضاء حاصبيا بجنوب لبنان، وراح ضحيتهاغسان نجار، مصور قناة الميادين، ومحمد رضا، مهندس البث بالقناة ،ووسام قاسم، مصور قناة المنار، بجانب عدد كبير من آخرين.

إحصائيات وإدانات واسعة 

وتشير الإحصائيات إلى إصابة أكثر من ١٥٠ صحفيًا في فلسطين ولبنان، حيث يتعرضون للقنص والاعتداءات خلال تغطيتهم للأحداث، بجانب اعتقال عدد كبير وثقت التقارير اعتقال أكثر من ٤٠ صحفيًا في فلسطين فقط منذ بداية العدوان.

وقد أدانت نقابة الصحفيين المصرية الجريمة البشعة التي ارتكبهاالاحتلال الإسرائيلي في لبنان، ودعت إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم كجرائم حرب، معربة عن تعازيها لذوي الشهداء وتضامنها مع المصابين، مؤكدةً ضرورة وقف جميع أشكال التطبيع مع الاحتلال، ونظمت أكثر من وقفة ومؤتمر صحفي للتضامن والتنديد بالجرائم التي ترتكب في حقالصحفيين والإعلاميين العرب في فلسطين ولبنان لقتل الصوت والصورةلجرائم الاحتلال، وبرزت النقابة عددا من شهداء الصحفيين والإعلاميين في بنر أمام مقر النقابة بالقاهرة.

وكالة الرأي الفلسطينية - الإعلام الحكومي ينشر قائمة الصحفيين الشهداء في غزة

نقابة الصحفيين في تقريرها السنوي: ١٠٢ شهيد من الصحفيين و٧١أصيبوا بجروح خطيرة خلال عام ٢٠٢٣

وفي السياق ذاته وصفت منظمة مراسلون بلا حدود الاعتداءات بأنها"حرب ضد الصحافة" ودعت إلى تحرك دولي عاجل لحماية الصحفيين،مؤكدة في تقريرها أن العدد القياسي للصحفيين الذين استشهدوا في مناطق النزاع هو نتيجة للاحتلال الصهيوني المغتصب والممارسات غيرالقانونية.

خط الدفاع 

ولا تتوقف الانتهاكات عند الصحفيين، بل تمتد لتشمل رجال الإسعاف الذين يُعتبرون خط الدفاع الأول في تقديم المساعدة للمصابين، فيفلسطين، استُشهد المسعف محمد العوضي في ٢٥ مايو ٢٠٢١ أثناءمحاولته إنقاذ المصابين، وتشير التقارير إلى إصابة أكثر من ٤٠ فردًا منفرق الهلال الأحمر الفلسطيني خلال العدوانات الإسرائيلية، مما يعكس المخاطر الكبيرة التي يواجهها العاملون في مجال الإغاثة.

تعاني منظمات المجتمع المدني أيضًا من ضغوطات متزايدة، حيث تتعرض مكاتبها للاقتحام، مما يعيق جهود توثيق الانتهاكات. توالت الإدانات من منظمات حقوق الإنسان الدولية، التي دعت إلى تحقيقات مستقلة في تلك الانتهاكات. ومع ذلك، تظل العديد من هذه الدعوات بلااستجابة فعلية، مما يُظهر الحاجة الملحة لتحرك دولي جاد.

تظل الانتهاكات المستمرة ضد الصحفيين ورجال الإسعاف في فلسطينولبنان جريمة تستدعي المحاسبة. إن حماية حقوق الإنسان وحرية التعبيرليست مجرد مسئولية أخلاقية، بل ضرورة لضمان العدالة والكرامةللضحايا. يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لمواجهة هذهالجرائم، لضمان سلامة الصحفيين، ولتكون الحقيقة هي السلاح الأقوىفي مواجهة الظلم.

واعتبر مراقبون، أن الاعتداءات على الإعلاميين الفلسطينيين واللبنانيين،والتي تأتي استكمالا لسياسة الإبادة الجماعية للشعبين الفلسطينيواللبناني، والتي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي. 

 

«مراسلون بلا حدود» تدعو إلى تحرك دولي عاجل لحماية الصحفيينوالإعلاميين

 

مكافحة المرض.. الحرب الأخرى التى يخوضها سكان غزة

السرطان غول ينهش جسد الأهالي وسط نيران الحرب..  نضال صامت في مواجهة أهوال المرض القاسية 

 

في ظل الصراع والدمار، تتكشف أمام العديد من سكان غزة معركةمروعة تتجاوز أهوال الحرب المباشرة، وبينما يشهد العالم عنف العمليات العسكرية، تدور حرب أخرى بصمت في قلوب وأجساد المصابينبالسرطان. يتعمق تقرير نيويورك تايمز في قصص مرضى السرطان فيغزة الذين سعوا إلى اللجوء والعلاج في الأردن، ويستكشف التأثيرالعميق للصراع على صحتهم وأسرهم ومستقبلهم.

الواقع القاسي للإجلاء الطبي

مع تصاعد الصراع المستمر في غزة في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وجد العديد من سكان غزة أنفسهم في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية. ووفقًا للمسئولين الإسرائيليين، تم إجلاء أكثر من ٤٠٠٠ مريض من غزة لتلقي العلاج منذ اندلاع الأعمال العدائية. ومع ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ١٠٠٠٠ فرد في القطاع يحتاجون بشكل عاجل إلىرعاية طبية غير متوفرة محليًا.

ومن بين هؤلاء المرضى محمد عاشور، وهو صبي يبلغ من العمر ١٣ عاماً تم تشخيص إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية من نوع هودجكين. وبعدإخلاء غزة، وجد ملجأ مؤقتاً في مركز لعلاج السرطان في عمان بالأردن. وعلى الرغم من الوعد بالرعاية الطبية، فإن محمد يتصارع مع الشعوربالذنب والحنين إلى الوطن، ويطارده ذكريات عائلته المكدسة في شقتهم المكونة من غرفتي نوم، والتي تركت الآن وراءها وسط موارد متضائلة.

الثمن النفسي للانفصال

بالنسبة للمرضى مثل محمد، فإن الانتقال إلى بيئة أجنبية للعلاج محفوف بالاضطرابات العاطفية. ويتساءل وهو يتأمل محنة أولئك الذين ما زالوافي غزة: "ماذا ستأكل الأسرة التي بقيت في غزة على العشاء؟". كانتوالدته، مها عاشور، عازمة على تأمين العلاج لابنها، وهي تعلم أن البنية التحتية الصحية في غزة كانت مشلولة منذ فترة طويلة بسبب الحصارالإسرائيلي  الذي اشتد بسبب الأعمال العدائية الأخيرة.

وبمساعدة مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال، تمكنت عائلة عاشوربأكملها من السفر إلى مركز الملك حسين للسرطان في عمان. هنا،انضموا إلى مجتمع صغير من مرضى السرطان من غزة، والذينيتقاسمون جميعًا عبء عدم اليقين بشأن نتائج علاجهم ومصير أحبائهم.

مجتمع وسط الشدائد

يتلقى معظم المرضى العلاج والإقامة في فندق بالقرب من مركزالسرطان، حيث نشأت روح الرفاقية بين الأسر التي تواجه صراعاتمماثلة. تتولى مها عاشور دور مقدم الرعاية للأطفال الآخرين الذين، علىعكس محمد، لم يتمكنوا من إحضار أمهاتهم معهم. "مصيرنا غامض"،تندب، معربة عن مخاوفها بشأن ما يحمله المستقبل لعائلتها، حتى لوسُمح لهم بالعودة إلى غزة المدمرة بسبب الحرب.

لا يزال التأثير النفسي للصراع يلوح في الأفق على المرضى. حسام شحادة، رجل يبلغ من العمر ٥٢ عامًا يكافح السرطان في المرحلة الرابعة، يتأمل الطبيعة المزدوجة لنضاله: "تركت الحرب الجسدية ورائي،لكنني دخلت الحرب النفسية" كما يقول، بعد انفصاله عن عائلته، يخشى على سلامتهم وغالبًا ما يتصارع مع الفكرة المؤلمة المتمثلة في الموت دونرؤيتهم مرة أخرى.

الطفولة المتقطعة

إن الانفصال عن أفراد الأسرة يفرض ضريبة ثقيلة بشكل خاص  علي المرضي الأصغر سناً. فقد عانى محمد عبد الهادي البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، والذي تم تشخيصه بسرطان الدم الحاد، من ضائقة  شديدة بعد إجلائه إلى عمان مع عمه فقط. ويؤكد قائلاً: "أريد فقط أن أعيش حياة طبيعية"، مسلطاً الضوء على المفارقة المأساوية في وضعه. وعلى الرغم من تفاؤله، تدهورت الصحة العقلية للصبي الصغير، مما دفعه إلى عزل نفسه في غرفته حتى تمكنت  مكالمة من والدته من إقناعه بالخروج. وبينما يتنقل هؤلاء الأطفال بين علاجات السرطان في ظل خلفية الحرب،فإن التحديات تمتد إلى ما هو أبعد من الرعاية الصحية. كما أن التعليم والتفاعل الاجتماعي معرضان للخطر. كان انتقال محمد عاشور إلى المدرسة في عمان صعباً،يزال متفائلاً، معرباً عن رغبته في العودةإلى غزة بمجرد أن يهدأ الصراع. ويقول بحسرة: "أفتقد البحر"، مشتاقاً إلى مألوف الوطن.

تسلط قصص هؤلاء المرضى بالسرطان في غزة الضوء على الحقائق القاسية للحياة في منطقة حرب، حيث تتفاقم الأزمات الصحية بسبب الصراع والنزوح. وبينما يواجهون أمراضهم بعيداً عن الوطن، فإن الأعباء العاطفية والنفسية التي يحملونها غالباً ما تكون أثقل من الأمراض الجسدية التي يعانون منها.

 إن النضال من أجل الرعاية الطبية في بلد تحت الحصار ليس مجرد معركة ضد السرطان، بل هو نضال من أجل الكرامة والأمل وشبه الحياة الطبيعية في بيئة من الفوضى. وبينماينتظرون حلاً لقضاياهم الصحية والصراع الأوسع، تذكرنا قصصهم بالتكلفة البشرية للحرب ومرونة الروح البشرية.