السبت 26 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"سر عمره 2500 سنة".. إعادة بناء رقمية تكشف عن وجه أميرة مصرية

إعادة بناء رقمية
إعادة بناء رقمية تكشف عن وجه أميرة مصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نجح فريق من خبراء الآثار فى الكشف عن وجه أميرة مصرية قديمة دفنت في مصر قبل 2500 عام بعد عملية إعادة بناء رقمية مذهلة قام بها متحف بيرث ، ليزيح الستار عن أسرار غامضة حول تاريخ المنطقة ، بحسب جريدة "الجارديان" البريطانية.

وقالت "الجارديان" أن Ta-Kr-Hb، تابوت مصري قديم، من بين القطع الأثرية القيمة في متحف بيرث منذ أن تم التبرع به للمجموعة الاسكتلندية عام 1936 ، وبعد سنوات من الدراسة والبحث، تمكن فريق من الخبراء من إعادة بناء وجه المرأة المحنطة التي دفنت داخل التابوت.

تم إعادة بناء وجه Ta-Kr-Hb بمساعدة الدكتور كريس راين، خبير طب شرعي يعمل بشكل أساسي مع الشرطة الدولية لمساعدة فرق التحقيق في التعرف على جثث مجهولة الهوية، ويستخدم راين تقنياته في الطب الشرعي لإعادة بناء الوجوه من خلال الجمجمة، مما يساعد في تحديد هوية الأشخاص وتقديم صورٍ واقعية تُمكن الأصدقاء والعائلة من التعرف على الضحايا.

استخدمت مهارة راين في إعادة بناء وجه Ta-Kr-Hb لإحياء ملامح الأميرة المصرية القديمة، حيث تمكن من إنشاء صورة دقيقة باستخدام الجمجمة القديمة كمرجع. وهذا الرسم التوضيحي، الذي قدمه متحف بيرث، يُظهر النتائج المذهلة لعملية إعادة بناء الوجه، مما يسلط الضوء على مهارات راين في مجال الطب الشرعي والقدرة على إحياء ملامح الماضي.

ويعتقد أن المرأة كانت سوداء البشرة ، من مملكة كوش، وهي إمبراطورية عظيمة في العصور القديمة كانت تسيطر على صعيد مصر، وتشمل أراضيها السودان الحديث. 

وأكد الدكتور كريس رين، عالم الأنثروبولوجيا والطب الشرعي، أن شكل الجمجمة لا يشبه جمجمة المصريين القدماء الكلاسيكيين، وقال "لقد بحثت بعناية في جماجم المصريين القدماء، ولم أجد أي شيء يشبه جمجمتها".

تتطابق هذه الملاحظة مع تاريخ المنطقة، إذ تُظهر النقوش الهيروغليفية على تابوت المرأة أن اسمها "تا-كر-هب" أو "تاكيرهيب"، ويُعتقد أنها كانت كاهنة أو أميرة توفيت في الثلاثينيات من عمرها وعانت من تسوس شديد في أسنانها.

 

وقال الدكتور مارك هول، مسؤول مجموعات المتحف بحسب صحيفة "الجارديان"، "ما نعرفه الآن من إعادة بناء وجه كريس هو أن الأنثى كوشية، من مملكة كوش التي كانت جارة لمصر القديمة في السودان، في ذلك الوقت، منذ 2500 عام، غزت الإمبراطورية الكوشية مصر، وتجد سلسلة كاملة من الفراعنة الكوشيين ذوي البشرة السوداء".

وأشارت الصحيفة إلى أن تابوت Ta-Kr-Hb اكتشف في أواخر القرن التاسع عشر وتم بيعه من متحف في القاهرة إلى رجل أعمال ومسؤول مدني من آلوا، ويُعتقد أنه خرج من أخميم، وهي محطة توقف منتظمة على نهر النيل للمسافرين في القرن التاسع عشر، ووصل التابوت إلى آلوا عام 1892 وتم التبرع به لاحقًا إلى بيرث.

تظهر الصور الموجودة على التابوت إلهة ماعت، التي كان دورها في العالم السفلي هو وزن الروح القادمة مقابل الريشة.

يعرض الرأس الذي أعيد ترميمه وتابوتها في المعرض القادم للمتحف، "المياه ترتفع"، والذي يُفتتح في الثامن من نوفمبر المقبل.

يركز المعرض على موضوع تغير المناخ، ويتناوله من منظور تاريخي، فقد تضرر التابوت بسبب فيضان نهر النيل.

يقول جواو فيليب ريد، مدير المعارض بالمتحف بحسب الصحيفة، "نحن مهتمون جدًا باستكشاف التاريخ المخفي والقصص المهمشة، والبحث في الأماكن التي لا تمثل فيها مجموعات المتاحف وجهات نظر وتجارب المجتمعات اليوم وفي الماضي. إن رؤية وجه سوداني يظهر أمر مثير حقًا. هذه القصص مخفية أمام أعيننا".