نظم منتدى حوار الثقافات التابع للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية اليوم جلسة تشاورية هامة ضمن المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان، تحت عنوان "رؤية ثقافية لبناء الإنسان: أدوار وآليات جديدة"، وذلك بمقر الهيئة في النزهة الجديدة، بحضور نخبة من قادة الفكر والإعلام والسياسة في مصر، مما عكس أهمية اللقاء وتنوع الحضور من مختلف قطاعات المجتمع.
في كلمته الترحيبية، أكد الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية، أهمية هذا اللقاء للمجتمع المصري في هذه المرحلة الحاسمة، وأوضح أن المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان تعكس التزام الدولة بتطوير المواطن المصري على مختلف المستويات الثقافية، الاجتماعية، والاقتصادية.
وأضاف زكي أن "بناء الإنسان لا يعني فقط تحقيق التقدم المادي أو التنموي، بل يشمل أيضًا تعزيز القيم الإنسانية التي ترتكز على الحوار، التعايش، والتسامح."
وأكد أن اللقاء يعكس رؤية الهيئة القبطية الإنجيلية لدور الثقافة في بناء المجتمعات وتطوير الإنسان. وشدد على أن "الهيئة تعمل بالتعاون مع الدولة على تفعيل الحوار بين مختلف شرائح المجتمع، وأن نجاح أي مشروع تنموي يعتمد في الأساس على بناء الإنسان ليكون واعيًا وقادرًا على المشاركة الفعالة في بناء وطنه."
من جانبه، قال الكاتب الصحفي أكرم القصاص، إن الرؤية الثقافية وبناء الإنسان تتطلب القدرة على إدارة حوار في المجتمع، مشيرًا إلى أن العالم يعاني الكثير من الانقسامات والصراعات، وأن الخلاف حول العديد من التصورات يشير إلى خطر حقيقي. وأكد في مداخلته أن هناك ضرورة ملحة لإدارة حوار بناء بين الأجيال، خاصة في ظل الخلافات الحادة حول موضوعات مثل الحرب والسلام.
واختتم القصاص مداخلته بالتأكيد على أن الرؤية الثقافية لبناء الإنسان تبدأ من فكرة التعايش المشترك والشراكة، واحترام الآراء المختلفة دون تخوين أو إرهاب فكري.
كما شهدت الجلسة مداخلات من شخصيات بارزة، مثل الدكتور هشام عزمي، رئيس مجلس إدارة الجهاز المصري للملكية الفكرية، الذي قدم رؤى حول حماية التراث الفكري وتعزيزه في سياق بناء الإنسان المصري.
أكدت توصيات اللقاء على أهمية التعاون بين المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية لتحقيق أهداف المبادرة الرئاسية، مع التركيز على الدور الحيوي للمجتمع المدني في دعم هذا المسار. يأتي هذا اللقاء كجزء من جهود منتدى حوار الثقافات لتعزيز التواصل الفكري وبناء جسور الحوار بين مختلف الفئات المجتمعية.