يعرض الجزء الثاني لفيلم الجوكر والذي يحمل اسم “Joker: Folie à Deux”، في السينمات العالمية ولكن بعد عرضه شهد الفيلم انتقادات كبيرة من الجمهور والنقاد على عكس الجزء الأول من الفيلم الذي صدر 2019، لذلك كانت التوقعات مرتفعة بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول ولكن على عكس الآمال، جاء الجزء الثاني مخيبًا لتوقعات الجمهور والنقاد، ولم يتمكن من تكرار النجاح الساحق الذي حققه الجزء الأول سواء من الناحية الفنية أو التجارية.
حبكة الفيلم وخيبة الأمل:
في الفيلم يواصل قصة آرثر فليك (الذي يجسده خواكين فينيكس) بعد أحداث الجزء الأول، حيث يتحول آرثر بشكل كامل إلى شخصية الجوكر وهذه المرة، يدخل الفيلم في علاقة آرثر مع هارلي كوين (التي تجسدها ليدي غاغا)، وهي طبيبة نفسية تتحول إلى حبيبته بعد أن تتورط معه في عالم الجريمة والفوضى.
إلا أن هذه القصة لم ترق إلى مستوى توقعات الجمهور، فالتركيز على العلاقة بين الجوكر وهارلي كوين، مع تحول الفيلم إلى شبه فيلم موسيقي في بعض المشاهد، جعل القصة تبدو أقل إثارة وعمقاً بالمقارنة مع الجزء الأول وقد شعر الكثيرون بأن الفيلم فقد التوتر النفسي الذي كان جزءاً من جاذبية النسخة الأولى.
الانتقادات:
1. حبكة ضعيفة وركود درامي
أحد أكبر الانتقادات التي وجهت للفيلم تمثلت في الحبكة الضعيفة التي افتقرت إلى الإثارة والتعقيد النفسي الذي ميز الجزء الأول وكانت الحبكة أكثر بساطة وتقليدية، وركزت بشكل كبير على العلاقة الرومانسية بين الجوكر وهارلي كوين، مما أضعف من تأثير القصة.
2. خيبة الأمل من أداء ليدي غاغا
على الرغم من الحماس الكبير لانضمام ليدي غاغا إلى العمل، إلا أن أداءها لم يكن مقنعاً بالنسبة للكثيرين بينما قدمت أداء جيداً في أفلام سابقة مثل “A Star Is Born”، إلا أن شخصيتها في هذا الفيلم بدت سطحية ولم تضف العمق المطلوب لشخصية هارلي كوين.
3. استخدام الموسيقى بشكل غير موفق
كان الاعتماد على العناصر الموسيقية في الفيلم من أكثر الجوانب المثيرة للجدل ففي حين أن الجزء الأول كان درامياً وواقعياً، فإن هذا الجزء احتوى على مشاهد موسيقية أثارت استغراب الكثيرين وجعلت الفيلم يبدو بعيداً عن طابعه المظلم والواقعي الذي أحبه الجمهور.
الناقدة إيميلي سميث علقت على الفيلم قائلة:
بينما كان الجزء الأول من الجوكر رحلة نفسية عميقة في عقل مجرم مختل، فإن الجزء الثاني يفتقر إلى ذلك العمق، ويعتمد بشكل أكبر على استعراضات موسيقية غير ضرورية.
الناقد ماركوس فيلدز قال:
جمالية الجزء الأول كانت في سوداويته وعمقه الفلسفي، أما هذا الجزء فهو أقرب إلى دراما سطحية حاولت أن تجمع بين عناصر متناقضة مثل الموسيقى والرومانسية دون أن تقدم أي شيء جديد.
الاستقبال الجماهيري:
رد فعل الجمهور كان أيضاً مخيباً للآمال فالعديد من محبي الجزء الأول شعروا بأن الفيلم الثاني لم يحافظ على نفس المستوى من الغموض والإثارة النفسية. منصات التواصل الاجتماعي كانت مليئة بتعليقات المعجبين الذين أعربوا عن إحباطهم من الحبكة واتجاه الفيلم الفني، كتب أحد المعجبين على تويتر: “لقد أحببت الجوكر الأول بسبب تعقيده النفسي وسوداويته. الجزء الثاني كان أشبه بفيلم موسيقي، وهذا لم يكن ما كنت أتطلع إليه”.
الأداء في شباك التذاكر:
على عكس التوقعات، لم يحقق فيلم “Joker: Folie à Deux” نجاحًا تجاريًا ضخمًا، بينما حصد الفيلم إيرادات معتدلة، إلا أنه لم يرقى إلى مستوى الإيرادات الهائلة التي حققها الجزء الأول ويعود هذا الفشل جزئيًا إلى التقييمات النقدية السلبية، بالإضافة إلى عدم رضا الجمهور الذي شعر بأن الفيلم لا يستحق الانتظار الطويل الذي استمر لخمس سنوات بعد الجزء الأول.