عقدت مديرية أوقاف الفيوم (17) أسبوعا دعويا ضمن فعاليات مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي (حفظه الله) بعنوان:"الإسلام دين الوسطية ..لا إفراط ولا تفريط" اليوم الثلاثاء، وذلك بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية كريمة من الدكتورمحمود الشيمي مدير المديرية، وبإشراف من مديري الإدارات الفرعية، وبحضور نخبة من الأئمة المتميزين، وذلك في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية.
وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء أنَّ الوسطية تتجلى في الإسلام: عقيدة، وشريعة، وسلوكًا، ومن التجليات التي تؤكد حاجة العصر إليها القبول الصادق للتعددية، والسعي الحثيث لتحقيق التعايش وقبول الآخر، ورفض التعصب.
كما أشار العلماء أن وسطية الإسلام تعني ضمان الاعتدال والتنوع والقوة، بل هي العاصم من أخطار التشدد والتعصب، أو التحلل من ثوابت الإسلام، أو المغالاة في التمذهب المقيت، والادعاء بأن هذا المذهب أو ذاك هو المذهب الصحيح الذي لا مذهب سواه، وأن غيره بدعة وضلالة، أو فسق في أفضل الأحوال، أو خروج من الملة، وكانت النتيجة المحزنة لذلك أن أصبحت جماعات تتخندق في تصنيفات مذهبية مغلقة.
وأوضح العلماء، أنَّ الحديث عن الوسطية يجب أن ينتقل من مجال البحث والنظر إلى مجال العمل والتطبيق، وأن يكون حديثنا عنها ليس حديثا تمليه العواطف الجياشة لمجرد الكشف عن جماليات هذا الدين الجميل، وإنما لإعادة استكشاف هذه الحقيقة القرآنية التي شاءها الله أنْ تُشكل إطارًا حاكمًا لمضامين هذا الدين الحنيف: عقيدة وشريعة وأخلاقا، والنزول بهذه الحقيقة إلى أرض الواقع، وبعثها من جديد في وعي هذه الأمة ومسيرتها.
واختتم العلماء حديثهم قائلين: إن الوسطية تدور حول الفهم الصحيح للوحي قرآنا وسنة، مع مراعاة الواقع وتغيراته، والتمسك بالثوابت المتفق عليها،وعدم التفريط فيها،واحترام الهويات والخصوصيات، لافتين إلى أننا سنبذل قصارى جهدنا لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى بعض الشباب، خاصة في ظل حملات التشويه التي تحاول النيل من الإسلام والمسلمين، وظهور جماعات تنتسب إلى الإسلام، لكنه من أقوالها وأفعالها براء.