الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مؤتمر الصحة والسكان والتنمية البشرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تغيرت استراتيجية الصحة علي المستوي الدولي، من مفهوم ضيق محصور في منع حدوث الأمراض ومعالجتها، إلى مفهوم اوسع يشمل تحسين جودة الحياة، من خلال تقديم  الخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، التي تحقق الرفاهية والسعادة للانسان. وبناءً علي هذا المفهوم الأوسع، تم تغيير اسم وزارة الصحة في انجلترا الي وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، وفي امريكا إلى وزارة الصحة والخدمات الانسانية. وفي نفس السياق، تم تعيين الدكتور خالد عبد الغفار، نائبا لرئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزيرا للصحة والسكان، وهو المفهوم الأشمل للصحة. وفي نفس السياق، تم تغيير اسم مؤتمر الصحة والسكان والتنمية (في دورته الاولي العام الماضي) إلى مؤتمر الصحه والسكان والتنمية البشرية في دورته الحالية، التي افتتحها السيد الرئيس يوم الاحد الموافق ٢٠ اكتوبر ٢٤ في العاصمة الادارية الجديدة.
مفهوم التنمية البشرية يختص بجودة حياة الانسان، وله مؤشر يمكن قياسه، يعتمد علي عناصر ثلاثة، هي متوسط العمر المتوقع عند الولادة، ومتوسط سنوات الدراسة المتوقع عند الولادة، ودخل الفرد من الناتج المحلي، اي انه يقيس مؤشرات الصحة والتعليم والاقتصاد في كل دولة من دول العالم. ويصدر لهذا المؤشر تصنيفًا عالميًا كل سنه، بدءًا من العام ١٩٩٠ وحتي العام الحالي.
وحسب آخر تقرير للمؤسسة الدولية (٢٠٢٤)، احتلت سويسرا المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر التنمية البشرية، واحتلت دولة الامارات العربية المتحدة، المرتبة الاولي عربيًا، وجاءت مصر في المرتبه ١٠٥ عالميًا. وحسب تصريح الدكتور عبد الله الدرديري (السوري الجنسية) ومدير المكتب الاقليمي للدول العربية لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي، فإن مصر قد سبقت عددًا من الأسواق الناشئة؛ فتقدمت على الهند والفلبين وإندونيسيا وجنوب إفريقيا، في حين تأخرت عن دول اخري مثل البرازيل، وتايلاند، وماليزيا. 
وبصفه عامة، فهناك تحسن في مؤشر التنمية البشرية في مصر منذ العام ١٩٩٠ وحتي اليوم. وخلال العقد الاخير (٢٠١١-٢٠٢١)، ارتفع مؤشر التنمية البشرية في مصر عن العقد السابق له (٢٠٠٠-٢٠١٠) بحوالي ١٤٪؜. وان كان المعدل قد انخفض قليلا في السنوات الثلاث الاخيرة مقارنة بالعام ٢٠١٩.
وأرجع الدكتور الدرديري تراجع مؤشر التنمية البشرية في منطقتنا العربية، وتراجع حصتها من الاقتصاد العالمي، إلى وجود النزاعات المسلحه في العديد من الدول مثل فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال. ومما هو جدير بالذكر فإن ٣٠٪؜ من النزاعات المسلحة تحدث في منطقتنا العربيه. ومع ان تعداد السكان في البلدان العربية يمثل ٥٪؜ فقط من سكان العالم، فإن اللاجئين يمثلون ١٠٪؜، مما يعكس عدم الاستقرار وضعف التنمية في المنطقة العربية بصفة عامة.
ورغم التراجع الطفيف في مؤشرات التنمية البشرية في مصر في السنوات الماضية، فمن المتوقع والمأمول ان يستمر مؤشر التنمية البشرية المصرية في التحسن في السنوات القادمة. خاصة بعد اعلان المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، والتي تشمل تكاتف كل اجهزة الدولة مع القطاعين الخاص والاهلي، للنهوض بالخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وتحسين جودة الحياة للمواطن المصري.
قولوا يارب.