أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الإثنين/ أن الضربات الأخيرة التي شنتها إسرائيل في لبنان استهدفت بشكل واضح "النظام الاقتصادي والمؤسسات المالية التابعة لحزب الله، خاصة جمعية القرض الحسن في بيروت".
وذكرت الصحيفة - في سياق مقال كتبته رئيسة التحرير رولا خلف - أن إسرائيل شنت موجة من الضربات الجوية في أنحاء لبنان بعد أن قال جيشها إنه سيستهدف المؤسسات المالية التابعة لحزب الله، مما أدى إلى توسيع نطاق هجماته ضد الحزب.
وقال مسئول استخباراتي إسرائيلي - في تصريح خاص للصحيفة - " إن الضربات كانت تهدف إلى مهاجمة "النظام الاقتصادي ومعاقل حزب الله"، مع التركيز على فروع جمعية القرض الحسن، في حين ذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية صباح اليوم أن إسرائيل ضربت 11 مرة الضاحية الجنوبية لبيروت، مما عرضها بالفعل لقصف شديد، حيث كان لحزب الله مقره، وفي مواقع أخرى في جميع أنحاء البلاد.
وجاءت الضربات قبل زيارة متوقعة لبيروت من قبل مبعوث البيت الأبيض عاموس هوكشتاين في وقت لاحق من اليوم /الاثنين/ وسُمع صوتها في جميع أنحاء العاصمة طوال الليل، كما أظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الضربات التي تسببت في حريق كبير وانهيار مبنى واحد على الأقل.
واعتبرت الصحيفة أن الهجمات الأخيرة تؤكد المخاوف اللبنانية من أن إسرائيل توسع هجومها ضد حزب الله إلى ما هو أبعد من البنية التحتية العسكرية، خاصة وأن الحزب لا يزال القوة السياسية المهيمنة في لبنان ولديه شبكة كبيرة من المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في جميع أنحاء البلاد. كما أن العديد من اللبنانيين العاديين، ومعظمهم من الطائفة الشيعية، يستخدمون شبكة القرض الحسن المالية، التي لها فروع في جميع أنحاء البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل أصدرت أوامر للشعب اللبناني بإخلاء مناطق معينة في بيروت وأجزاء أخرى من البلاد قريبة من المؤسسات المالية التابعة لحزب الله.. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري:" سنضرب عدة أهداف في الساعات القادمة وأهدافا إضافية طوال الليل، فيما أضاف المسئول الاستخباراتي الإسرائيلي أن إسرائيل ستهاجم "فروع مختلفة من مؤسسات القرض الحسن في جميع أنحاء لبنان".
وتابع المسئول - الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه - " أن الغرض من هذه الضربات هو استهداف قدرة حزب الله على العمل أثناء الحرب وبعدها وإعادة بناء وتسليح المنظمة في اليوم التالي، وكذلك استهداف قبضة حزب الله على أجزاء كبيرة من المجتمع اللبناني".
وصعدت إسرائيل هجماتها ضد حزب الله الشهر الماضي، وقالت في البداية إن هدفها هو دفع الحزب بعيدًا عن الحدود اللبنانية لضمان عودة حوالي 60 ألف شخص نزحوا من شمال إسرائيل بسبب إطلاق الصواريخ.. ولكن، حسبما قالت الصحيفة، منذ أن اغتالت إسرائيل زعيم الحزب نصر الله وغيره من كبار المسئولين الشهر الماضي، يبدو أنها وسعت أهدافها، حيث شنت غارات جوية في جميع أنحاء البلاد وغزت الجنوب.. واعترف الجيش الإسرائيلي بقتل ثلاثة جنود لبنانيين عن طريق الخطأ أمس الأحد بعد إطلاق النار على مركبة للجيش اللبناني في منطقة حنين في جنوب لبنان، وأكد الجيش اللبناني مقتل الجنود، دون تقديم مزيد من التفاصيل.