تواجه نيجيريا تحديات هائلة نتيجة الهجمات الإرهابية التي تهدد استقرار البلاد وتنميتها، ولكن في خضم هذه الأزمات، يظهر تحالف الحقيقة كقوة فاعلة تسعى لتغيير المسار من خلال نشر الوعي والكشف عن الأساليب الخبيثة للجماعات المتطرفة.
ويقوم التحالف بتسليط الضوء على قصص الضحايا والعناصر التائبة، من خلال استخدام الوسائط الحديثة، ليقدموا رسالة قوية للشباب حول أهمية التمسك بالحقائق والتفكير النقدي.
وفي هذا الإطار، نتناول كيف يمكن لسلاح الحقيقة أن يكون أداة فعالة في مواجهة الإرهاب واستعادة الأمل في المجتمعات المتضررة؟.
سلاح الحقيقة
فلا تخلو أي منطقة في نيجيريا من الهجمات الإرهابية، مما دفع السكان للتجمع لمكافحة الإرهاب بسلاح فعال وهو ، سلاح الحقيقة.
وقع تحالف الحقيقة في مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، وهو شبكة من منظمات المجتمع المدني التي تهدف إلى نشر رسائل الأمل، وكشف الحقائق حول الجماعات المتطرفة العنيفة في المنطقة، وكيف تستقطب الشباب للانضمام إليها.
ويؤكد التحالف على موقعه الإلكتروني ويقول : "نعتقد أنه آن الأوان لإبلاغ الناس بالمكائد والأكاذيب التي تُستخدم لجذبهم، ونرغب في أن يتأمل الناس هذه الحقائق بأنفسهم، وأن يدركوا أن الحقيقة أولى بالتصديق".
وتعاني نيجيريا أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، من تمرد عنيف في شمال شرق البلاد منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث تتصارع جماعة بوكو حرام وجماعة منشقة عنها، التي توسعت لتصبح ولاية تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا، على السيطرة والسلطة.
وعلى الرغم من جهود قوات الأمن النيجيرية التي قللت من قدرات الجماعتين في السنوات الأخيرة ودفعتهما إلى مناطق نائية، إلا أن هذه الجماعات لا تزال تتلقى تمويلاً جيداً وتتميز بقدرتها على الصمود.
البطالة و الفقر عامل أساسي
استضاف أحمد مصطفى، المتحدث باسم تحالف الحقيقة، مؤخراً غاربا يوسف، المستشار والباحث في مؤسسة نيم، وهي منظمة استجابة للأزمات مقرها أبوجا.
وأشار يوسف إلى أن البطالة والفقر هما من العوامل الرئيسية التي تستغلها بوكو حرام وداعش غرب إفريقيا لتجنيد الشباب، حيث تُقدم هذه الجماعات مبالغ مالية كبيرة لإغراءهم والتلاعب بعقولهم.
وفي حلقة من البرنامج الإذاعي للتحالف في 8 يونيو، قال: "البطالة هي العامل الأساسي الذي يجذب الناس إليهم؛ فمن الأسهل التأثير على شخص عاطل عن العمل لدفعه نحو الإرهاب."
وفي إطار جهود تحالف الحقيقة، تم عرض سلسلة من المسرحيات في مجتمعات مختلفة ببورنو، مثل باغا رود وبولوري وبلومكوتو وغامبورو وهوساري وشوكارى في مايدوغوري، و تحكي المسرحيات قصة امرأة تم إغراؤها للانضمام إلى بوكو حرام.
وقال مصطفى لصحيفة «ديلي نيجيريان»: "لكل شخص قصة عن كيفية إغرائه للانضمام، وكيف تأثرت حياته وحياة أسرته نتيجة لذلك، وهناك من يروي كيف أصبحوا ضحايا أبرياء لتوجهات بوكو حرام المدمرة".
قصص مدنيين
واستفاد التحالف من الإنترنت من خلال سلسلة من مقاطع الفيديو الرسومية على يوتيوب، بالإضافة إلى سلسلة صوتية من ثلاثة أجزاء، تحكي قصص مدنيين تأثروا بالإرهاب وعناصر تائبة عادوا إلى المجتمع، حيث يسعون لتحذير الآخرين من الوقوع في فخ التجنيد من قبل الجماعات المتطرفة.
وقالت صحيفة «نيجر دلتا هيرالد»: "لا تتوقف الجماعات المتطرفة العنيفة عن إيجاد طرق لإخفاء حقيقة أفعالها، وتسعى باستمرار لإيذاء الأبرياء، بينما تكذب وتغش وترتكب جرائم ضد المجتمع، مدعية أنها تمثل الإسلام، في حين أن الحقيقة مختلفة تماماً".