تحل اليوم الموافق ١٧ أكتوبر، ذكرى رحيل الفنان يوسف وهبي، والذي يعد رائد الفن المصرى والعربى على مستوى السينما والمسرح، وكان نقطة الانطلاقة الفنية ومنارة الفن العربي.
البداية مع الفن
عاش الفنان يوسف وهبي بشغف كبير للفن منذ الصغر، وبعد التخرج مباشرةً سافر إلى إيطاليا، والتحق بفرقة الإيطالي أميليه بيانتوني، وقدم عدد من الأدوار المسرحية، ومن المسرح شق طريقه إلي السينما ونجح بشكل كبير.
وكشف الفنان يوسف وهبي في لقاء تلفزيوني نادر له "بعد النجاحات التي حققتها في السينما في أوروبا، ظننت أنني سأستمر هناك طوال الوقت، إلي أن جاءتني برقية والدتي وأخبرتني بأن والدي يحتضر".
وعاد يوسف وهبي إلي مصر وأثناء تجوله بشارع عماد الدين، وجد أحد نجوم الفن الكبار في حالة صعبة وبسؤاله لماذا وصل به الحال هكذا، أجاب أن الفن انحدر كثيراً، واصطحب الفنان يوسف وهبي إلي مقهي بشارع عماد الدين، ليجد حال معظم الفنانين في حالة بؤس شديد.
وظل الفنان يوسف وهبي بعد هذا المشهد في حالة تعجب، كيف وصل الحال هكذا، بعد النهضة التي حاول فيها الفنان جورج ابيض أن يقودها للفن، وبعد البحث اكتشف الفنان يوسف وهبي أن السبب يعود إلي استمرار الفنانين بنفس طريقة الإلقاء القديمة دون تطور يجذب الجمهور، إلي جانب عدم الاهتمام بالمظهر الفني.
تأسيس الفرقة الأولى للفنان يوسف وهبي
قرر الفنان يوسف وهبي أن يجمع كل الفنانين ويؤسس فرقته الأولى، ونقل التجربة الأوروبية من الخارج، وبدأت بالإخراج، وقدم على مسرح رمسيس ما يقارب ٢٨٠ مسرحية.
تقارب الفنان يوسف وهبي بفنه مع كل ما يجذب الجمهور، وقدم كل ما يمس المتغيرات في ذلك العصر، وقرر عدم البحث عن الموضوعات الغريبة والغربية، والتي كانت تمثل حاجزا أدى لتدهور الفن في ذلك الوقت.
رحلة السينما من الفن الصامت إلى السينما الناطقة
ظلت السينما تقدم الفن الصامت لفترات طويلة، حتى جاءت مرحلة ثلاثينيات القرن الماضي، وقدم الفنان يوسف وهبي أول فيلم ناطق، وكان يهدف أن يكون له رسالة هامة، ليرد به على واقعة سيدة قتلت شاب ثري مصري في أوروبا بعد الزواج منه، ورغم ذلك ترافع المحامي الإنجليزي للدفاع عن القاتلة، وتعلل بأن العرب همج وشبه الشاب المجني عليه والذي دفع عمره من غدر زوجته، بأنه هو الجاني، وتعاطفت المحكمة وبرأت الزوجة الأجنبية القاتلة.
ليجعل الفنان يوسف وهبي أول فيلم ناطق رداً على الغرب، ليحقق الفيلم أصداء كبيرة، ويتلقى البرقيات والهجوم والرسائل من الغرب بالمئات.
فريد شوقي يكشف الأسرار عن يوسف وهبي
كشف الفنان فريد شوقي أثناء استضافته مع الإعلامية صفاء أبو السعود، الكثير من الأسرار عن حياة الفنان يوسف وهبي.
وأكد الفنان فريد شوقي أنه كان تعلم الكثير من الفنان يوسف وهبي، وأنه كان يسعي طوال الوقت أن يصل إلى نفس المعادلة الفنية بين الكوميديا والتراجيديا، حيث يستطيع الفنان يوسف وهبي أن يضحكك ويبكيك بنفس القدرة الفنية.
وتابع شوقي أن الفنان يوسف وهبي كان مثقف وممثل مشرف وله هيبة كبيرة، ويستقبل أفضل استقبال في أي مكان يصل له.
اللقاء الأول بمجلس قيادة الثورة
أبدى الفنان فريد شوقي إعجاب شديد بالزيارة الأولى لعدد من الفنانين، بمجلس قيادة الثورة بعد قيامها بأيام قليلة.
كان يترأس الوفد الفنان يوسف وهبي، والذي شدد عليهم جميعاً لا أحد يتحدث غيره، وأنه كان على درجة كبيرة من الحكمة.
وبمجرد اللقاء الأول بقيادات مجلس قيادة الثورة، قال يوسف وهبي أين أنت يا أبي لترى يوسف ابنك وهو أمام رئيس الجمهورية الذي يقدر الفن، هذه هي الثورة هذا هو التغيير.
أبرز أعماله الفنية
قدم الفنان يوسف وهبي عددا كبيرا من الأعمال الفنية أبرزها فيلم "الدفاع، ليلي بنت الريف، جوهرة، غرام وانتقام، الفنان العظيم، برلنتي، الملاك الصغير، اعترافات زوج، إشاعة حب، نورا، دلع البنات، بنت الهوى، غزل البنات، البؤساء"، وعلى مستوى المسرح قدم "هاملت، أولاد الفقراء، كرسي الاعتراف، الجريمة والعقاب، الدم، الذهب، المجنون، المرأة المقنعة".
وفاته
رحل الفنان يوسف وهبي في يوم ١٧ أكتوبر عام ١٩٨٢، بعد تعرضه لأزمة صحية، ليرحل عن عالمنا، تاركاً إرثاً فنياً مهماً، وريادة فنية أنارت شاشات السينما وفتحت ستار المسرح في مصر والعالم العربي.