في خضم الأزمات المتعددة التي تعاني منها شمال نيجيريا، عادت التفجيرات الانتحارية لتلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة، موقعةً خسائر فادحة وأثارة قلق المجتمع الدولي.
وبعد سنوات من الجهود العسكرية الناجحة ضد بوكو حرام، أعادت الهجمات الأخيرة في غوزا تسليط الضوء على عودة الجماعات المتطرفة، مما يستدعي إعادة النظر في الاستراتيجيات المعتمدة لمكافحة الإرهاب.
قلق متجدد
تسببت التفجيرات الانتحارية الأخيرة في ولاية بورنو بقلق متجدد بشأن استخدام بوكو حرام لهذا التكتيك المدمر، الذي كان شائعًا بين عامي 2011 و2016.
ويعتقد المراقبون أن هذه الهجمات، التي وقعت في غوزا وأسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة 100 آخرين، تعكس الضغط الذي تتعرض له الجماعات المتطرفة نتيجة الحملات العسكرية الناجحة.
وقد اعتبرت هذه الهجمات أولى عمليات الانتحار في نيجيريا منذ أربع سنوات، وحدثت بعد استعادة القوات الحكومية للأراضي التي كانت تحت سيطرة المتمردين.
وكان قد أشار الحاج سليمان عبد العزيز، المتحدث باسم منتدى شيوخ الشمال هناك، إلى أن هذه التفجيرات تسلط الضوء مجددًا على خطر الإرهاب المتواصل في شمال نيجيريا.
يأس المتطرفين
من جانبه، رأى المحلل السياسي آل تشوكوما أوكولي، أن لهذه الهجمات عدة دلالات، حيث تعكس يأس المتطرفين، وتوضح تحولًا استراتيجيًا في التكتيكات، وقد تمثل أيضًا شكلًا من أشكال التواصل الاستراتيجي.
وقد نفذت هذه الهجمات من قبل انتحاريات في منطقة تضم أفرادًا من الجيش والأمن، مما يدل على تخطيط محكم لها.
الإرهاب يتجدد
ويشير المحلل أوكولي، إلى أن الإرهاب يتجدد من خلال الانتهازية التكتيكية، حيث تعتبر التفجيرات الانتحارية استراتيجية رئيسية في هذا السياق، وعودة هذه التفجيرات في نيجيريا تشير إلى انتكاسة كبيرة في جهود مكافحة الإرهاب".
تأسيس هيئة لمكافحة الإرهاب
بدورها، دعت الدكتورة صَني إيفيدينما، الخبيرة في مكافحة الإرهاب ومديرة أكاديمية إفريقيا لمكافحة الإرهاب والأمن في إنجلترا، إلى تأسيس هيئة حكومية لمواجهة الإرهاب في شمال نيجيريا.
واعتبرت أن تفجيرات غوزا تعكس تأثير تنظيم القاعدة و داعش، الذين يدعمون بوكو حرام.
وقالت: "يبدو أن فصلًا جديدًا يبدأ، ومعه تتزايد عمليات سفك الدماء، حيث تحدث هجمات متعددة في يوم واحد، واعتقد أن هناك يدًا لتنظيم داعش وراء ما يحدث، إذ لا يمكن لأي دولة تواجه هذه التحديات أن تتجاهل الحاجة إلى مؤسسة فعالة لمكافحة الإرهاب".