في الساعات الأخيرة شهدت وسائل التواصل الاجتماعي، العديد من منشورات النعي والمواساة، بسبب وفاه شاب يُدعى عبد الرحمن، يبلغ من العمر 22 عامًا، بسبب اصابته بأزمة قلبية مفاجئة اثناء ممارسته لكرة القدم مع أصدقائه بعد انتهاء عمله، وأثارت وفاته المفاجئة حالة من الحزن والصدمة ليس فقط بين معارفه ولكن حتى للكثير من رواد التواصل الاجتماعي، بسبب عمره الصغير وعدم شكوته من اي عرض أو مرض، حيث إنه كان يستعد للالتحاق بالتجنيد في الجيش خلال أيام قليلة، إلا أنه قدر له الوفاه بعد ثلاثة اشهر فقط من تخرجة من كلية التكنولوجيا الحيوية.
أعادت طريقة وفاه عبد الرحمن حالة الحزن و الصدمة التي انتابت الكثير بعد وفاه لاعب كرة القدم المصري احمد رفعت منذ شهور قليلة أثناء مباراة في الدوري المصري الممتاز، حيث تعرض لأزمة قلبية مفاجئة على اثناء المباراه، وعلى الرغم من محاولات الطاقم الطبي لإنعاشه، إلا أن هذه الجهود لم تنجح، وتوفي رفعت بعد نقله إلى المستشفى.
السكتة القلبية.. وقائع متكررة
لم تكن واقعة اللاعب أحمد رفعت هي الحادثة الوحيدة، حيث شهدت مصر والدول العربية عددًا من الحوادث المؤسفة التي أودت بحياة رياضيين وهواة أثناء ممارستهم للرياضة، سواء بشكل رسمي أو أثناء اللعب مع الأصدقاء، كان من بينها:
في 22 ديسمبر 2021، توفي مخلد الرقادي، لاعب كرة القدم العماني الذي كان يلعب في مركز الدفاع لنادي مسقط العماني، بعد انهياره المفاجئ خلال عملية الإحماء قبل مباراة فريقه في الدوري العماني، ورغم الجهود المبذولة لإنقاذه، إلا أنه فارق الحياة نتيجة أزمة قلبية مفاجئة.
وفي ديسمبر 2022، توفي سامي سعيد، مهاجم فريق مطروح بدوري الدرجة الثالثة المصري، أثناء مباراة فريقه أمام السلوم حيث سقط على الأرض فجأة دون أي تدخل من أحد وتم نقله إلى المستشفى، لكن محاولات إنقاذه باءت بالفشل، وجاءت الوفاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.
اما في مارس 2021، توفي عبد الرحمن عاطف، لاعب مركز شباب قنايات، أثناء مشاركته في مباراة لفريقه في دوري القسم الرابع، حيث سقط فجأة على أرض الملعب، وتبين أن سبب الوفاة هو سكتة قلبية.
في 31 أغسطس 2006، توفي محمد عبد الوهاب، نجم النادي الأهلي المصري، عن عمر 23 عامًا خلال تدريبات الفريق على ملعب مختار التتش، حييث تعرض لأزمة قلبية خلال التدريب الصباحي، بعدما سبق وأن عانى من أزمة مشابهة لم يتم تشخيصها بشكل دقيق في ذلك الوقت.
أثارت كل هذة الحالات السابقة و غيرهم الذين توفوا بشكل مفاجئ اثناء ممارستهم للرياضة سواء كانوا رياضين منتمون لفرق و نوادي رياضية او مجرد هواه يمارسون الرياضة في اوقات فراغهم تساؤل من وقت لأخر عن السبب، لتجيب دراسة صدرت من مؤسسة القلب الألمانية في 29 اغسطس 2020 بأنه يحدث ما بين 0.7 إلى 3.0 حالة وفاة بين كل 100,000 رياضي سنويًا، وان الرجال أكثر عرضة للموت المفاجئ من النساء، حيث يُمثلون 96% من الحالات.
ووفقًا للدراسة الأسباب تختلف حسب العمر؛ فعند الرياضيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، تشمل الأسباب أمراض عضلة القلب والتشوهات الخلقية، بينما عند من تجاوزوا هذا العمر، يُعتبر مرض الشريان التاجي المسؤول عن حوالي 80% من الحالات، حيث تتسبب التكلسات والجلطات في انسداد الشرايين، مما يؤدي إلى نوبات قلبية مفاجئة.
السكتة القلبية المفاجأة
وقال الدكتور (أحمد صلاح) استشاري القلب والأوعية الدموية، لـ “البوابة نيوز”، إن السكتة القلبية المفاجئة هي السبب الأكثر شيوعًا لحالات الوفاة أثناء ممارسة الرياضة، و أن بعض الرياضيين يعانون من مشاكل قلبية خفية مثل اعتلال عضلة القلب أو اضطرابات نظم القلب، التي قد لا تظهر في الفحوصات العادية، موضحا ان السكتة القلبية المفاجئة تحدث نتيجة خلل في نظم القلب الكهربائي، حيث يتوقف القلب عن العمل بشكل مفاجئ، أحيانًا تكون هذه الحالات ناتجة عن اضطرابات وراثية، أو عن عيوب خلقية في القلب لم يتم اكتشافها مسبقًا، مثل تضيق الصمام الأورطي أو متلازمة "كيو تي" الطويلة، وهي حالات تؤدي إلى اضطراب ضربات القلب.
الإجهاد البدني المفرط
وأضاف استشاري القلب والاوعية الدموية ان النشاط الرياضي المكثف يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الأدرينالين في الجسم، الذي يمكن أن يفاقم الحالات القلبية غير المكتشفة، وهذا الإجهاد المفاجئ يمكن أن يؤدي إلى توقف عضلة القلب، خاصة إذا كان الشخص يعاني من مشاكل قلبية مخفية كالتي ذكرناها.