مع دخول الصراع الإسرائيلي في غزة عامه الثاني، تتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط بشكل ينذر بمزيد من التعقيد والخطورة، فقد أظهرت التطورات الأخيرة، بما في ذلك العمليات المتزايدة لجماعة "حزب الله" اللبنانية، التي تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية لإسرائيل، أن الأوضاع الأمنية في المنطقة قد تأخذ منعطفًا جديدًا، كما تلوح في الأفق تهديدات متزايدة من التدخل العسكري الأمريكي المتوقع، مما يزيد من تعقيد المشهد.
من الهجمات المتزامنة التي تستهدف المواقع العسكرية، إلى التحولات في التكنولوجيا العسكرية، يبدو أن الصراع يأخذ أبعادًا غير مسبوقة، مما يفتح بابًا لنقاشات عميقة حول المخاطر والتهديدات المتزايدة.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط قد تواجه مزيدًا من التعقيد والخطورة، مع دخول الصراع الإسرائيلي في غزة عامه الثاني.
يأتي هذا في ظل تطورات جديدة تتعلق بعمليات جماعة "حزب الله" اللبنانية، التي تمكنت من تجاوز الدفاعات الجوية لإسرائيل، إلى جانب التهديدات المتزايدة من التدخل العسكري الأمريكي المتوقع.
ضعف الدفاعات الإسرائيلية
في تحليلها الذي نشرته اليوم، أشارت الصحيفة إلى أن تصاعد النزاع بين إسرائيل وكل من "حزب الله" وإيران قد كشف عن بعض نقاط الضعف في قوات الاحتلال الإسرائيلي، ففي حادثة وقعت يوم الأحد، نجحت طائرة مسيّرة تابعة لـ"حزب الله" في اختراق نظام الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مستهدفة موقعًا عسكريًا، حيث كان الجنود يتناولون وجبة العشاء، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 58 آخرين، بينهم سبعة بحالات خطيرة، في منطقة تبعد حوالي 40 ميلًا عن الحدود مع لبنان.
التحديات الدفاعية الجديدة
أضافت "الجارديان" أنه بعد الهجوم الذي نفذته "حزب الله"، قد تواجه إسرائيل تحديات أكبر في حال استجابت إيران بأي شكل من أشكال الهجوم.
ونتيجة لذلك، اتخذت الولايات المتحدة قرارًا بإرسال نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" لتعزيز قدرة الدفاع الإسرائيلية، مما يعكس تصاعد القلق من تصاعد النزاع في المنطقة.
تصاعد التهديدات الإيرانية
واصلت الصحيفة الإشارة إلى أن وصول نظام "ثاد" يشير بوضوح إلى أن الولايات المتحدة تدرك أن الخطط العسكرية الإسرائيلية قد تستدعي ردودًا جديدة من قبل إيران.
وأكدت أن هذه العمليات قد تشكل اختبارًا جديًا للقدرات الدفاعية الجوية القائمة حاليًا.
ومع تصاعد النشاط العسكري من "حزب الله" وتزايد استخدامه للطائرات المسيّرة، فإن الوضع في المنطقة يبدو أنه يتجه نحو مزيد من التعقيد والخطورة.
تفاصيل الهجوم المتزامن
سلطت الصحيفة الضوء على الهجوم الذي استهدف قاعدة جولاني الإسرائيلية قرب بنيامينا، والذي تم تنفيذه بتنسيق دقيق.
الطائرة المسيّرة التي أصابت الهدف كانت جزءًا من عملية متزامنة تضمنت ثلاث طائرات مسيّرة أُطلقت من لبنان، حيث حلقت فوق البحر الأبيض المتوسط.
ورغم أنه تم رصد جميع الطائرات في البداية وإسقاط اثنتين منها، إلا أن الطائرة الثالثة تمكنت من الوصول إلى هدفها.
استراتيجيات جديدة لـ"حزب الله"
ذكرت الصحيفة أن هذه العملية تعكس تطورًا في الاستراتيجية الهجومية لجماعة "حزب الله".
على الرغم من أن الطائرات المسيّرة تطير ببطء مقارنة بالصواريخ، إلا أن المواد المصنوعة من ألياف الكربون التي تستخدمها الجماعة تجعل من الصعب رصدها على الرادار، خاصة لأنها تحلق على ارتفاع منخفض عمدًا.، وهو ما يزيد من تعقيد جهود الدفاع الجوي الإسرائيلية.
حوادث سابقة بالطائرات المسيّرة
أشارت الصحيفة إلى أن هذه الحادثة ليست الوحيدة في الآونة الأخيرة، حيث شهدت الأيام السابقة أيضًا هجمات مشابهة.
على سبيل المثال، تم تسجيل هجوم آخر بطائرة مسيّرة استهدف مبنى في هرتسليا يوم الجمعة الماضي.
وقد عبرت اثنتان من الطائرات الحدود من لبنان، حيث أسقطت واحدة، بينما تمكنت الأخرى من إصابة هدفها على بعد عدة أميال شمال تل أبيب.
فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية
أفادت صحيفة "الجارديان" بأن القوات الجوية الإسرائيلية تمكنت من إسقاط أكثر من 80% من الطائرات المسيّرة التي أُطلقت من لبنان.
ومع ذلك، فإن تزايد عدد الهجمات والتطورات في تكنولوجيا الأسلحة الرخيصة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع خطر حدوث خسائر بين القوات الإسرائيلية مع استمرار الاشتباكات.
وعلى الرغم من ذلك، يبقى عدد الضحايا المدنيين والعسكريين نتيجة الهجمات الإسرائيلية في لبنان وغزة أعلى بكثير.
تقييم الهجوم الإيراني
أشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الباليستي الإيراني الواسع الذي استهدف إسرائيل في بداية الشهر كان له تأثيرات أكبر مما تم الإبلاغ عنه في البداية.
في البداية، قُدِّر تأثير الهجوم بناءً على عدد القتلى، لكن الأضرار التي لحقت بالمباني كانت أكثر خطورة مما أُعلن عنه سابقًا، مما يستدعي إعادة تقييم شاملة لتبعاته.
تعزيز الدفاعات الأمريكية في المنطقة
في ضوء هذه التطورات، لم يكن مفاجئًا أن تعلن الولايات المتحدة عن خططها لنشر أحد أنظمتها الدفاعية المتخصصة "ثاد" في إسرائيل، بجا نب إرسال طاقم من حوالي 100 جندي أمريكي.
وهذا يعكس تصاعد التوتر في المنطقة وزيادة المخاطر المترتبة على الوضع الراهن، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية بشكل أكبر.