أكد السفير الروسي بالقاهرة، جيورجي بوريسينكو، أن العلاقات المصرية الروسية تمتد إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث لعب الخبراء الروس دورًا بارزًا في بناء السد العالي، كما دعمت روسيا مصر في حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل.
وأشار بوريسينكو إلى أن العلاقات الثنائية ازدادت قوة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتصبح أقوى مما كانت عليه خلال العقود الثلاثة الماضية، لافتًا إلى تزايد أعداد السياح الروس الذين يزورون مصر، وخاصة المناطق الساحلية في البحر الأحمر.
وفيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، أوضح السفير الروسي أن موقف بلاده ثابت. إذ أدانت روسيا الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر، لكنها في الوقت نفسه اعتبرت أن الرد الإسرائيلي تجاوز حدود الدفاع عن النفس، خاصة مع تزايد عدد الضحايا الفلسطينيين الذين تجاوزوا 40 ألفًا.
وشدد بوريسينكو على أن روسيا ترفض أي محاولات تهدف إلى إبادة أو تهجير الشعب الفلسطيني من غزة.
كما أكد السفير دعم بلاده لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى وجود سفارة فلسطينية في موسكو. وأضاف أن روسيا قلقة إزاء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا، محذرًا من أن أي تصعيد بين إسرائيل وإيران قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على استقرار المنطقة.
وتطرق بوريسينكو إلى الدعم غير المسبوق الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، بما في ذلك تزويدها بمنظومة "ثاد" الصاروخية ونشر قوات أمريكية لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية، سواء في مواجهة إيران أو في لبنان. ورأى أن هذا الدعم يعزز دور الولايات المتحدة في إشعال الصراعات الإقليمية.
واختتم السفير تصريحاته بالإشارة إلى أهمية انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس"، مثمنًا مشاركة الرئيس السيسي في القمة المقبلة، والتي من المتوقع أن تشهد مناقشات حول تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو، في ظل توسع المجموعة وضم أكثر من 30 دولة جديدة مؤخرًا.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي.