بمجرد أن فرغ إمام المسجد من أداء صلاة الجمعة، هناك فى سوهاج أقصى الجنوب، وبالتحديد مركز دار السلام شرق المحافظة، خرج المصلون من المسجد يتبادلون السلام على بعضهم البعض كالعادة المتبعة عقب انتهاء صلاة الجمعة.
رصاص أمام المسجد
وأمام المسجد تجمع بعض الأهالى حول الرجل الطيب الذى يُدعى «كياد» ليسلموا عليه ويشدوا من أذره ويقدموا إليه التعازي والمواساة فى وفاة نجله الوحيد «محمد» الذى تُوفى قبل أيـام قليلة فى حادث.
وكعادة أهـل القرى إذ يتوجهون إلى المقابر عقب صلاة الجمعة، بالفعل توجه الرجل وبصحبته عدد من الأهالى والأقارب إلى مدافن القرية لكى يقرأ الفاتحة على روح نجله الوحيد "محمد" الذى فقد فى حادث خلال أيام.
لم تخطو قدما "كياد" بضعة أمتار عن عتبة المسجد، حتى حدث مشهد يعتصر له القلب، إذ بشخصين يقتحمان تجمع الأهالى بموتوسيكل، ويطلقان وابلًا من الأعيرة النارية، اخترقت رصاصتان منها جسد المجنى عليه «كياد رجب عبدالسلام قورة» ليسقط على الفور قتيلًا غارقًا فى دمائه.
أبو البنات
خيم الحزن وألقى بظلاله على أهالى المنطقة حُزنـًا على وفاة هذا الرجل الذين سموه " أبو البنات" إذ ذكر أحد شهود العيان ويٌدعى "عماد. ع"، أن الضحية رجلٌ عرفه الجميع بالصلاح والإصلاح، والدٌ لسبع بنات، من بينهن طالبتان بكلية الطب بجامعة سوهاج، وكان صابرًا على فقدان ابنه الوحيد منذ خمسة شهور.
وأوضح جار المجنى عليه، أن «كياد» كان يعيش حياته بحب الخير وحل مشاكل الناس، حتى فى أصعب أوقاته، فجأة، وبدون أى مبرر، يخلصوا على هذا الرجل وهو فى طريقه لزيارة قبر ابنه.
وقال: فليعلم من تجرأ على حرمة المسجد ودماء الأبرياء يوم الجمعة، أن الله منتقم جبار.. ونشهد الله تبارك وتعالى أنك كنت من خيرة الرجال.
كان يسعى فى المصالحات
وقال شاهد عيان آخر، إن المجنى عليه كان فعالا فى المصالحات بمركز دار السلام، وأطلق النار عليه عقب خروجه من صلاة الجمعة مباشرة، وهو أب لـ٧ بنات بينهن اثنتان فى كلية الطب بجامعة سوهاج.
أضاف شاهد العيان، أن المجنى عليه كان له ولد وحيد اسمه "محمد"، وتوفى فى حادث سير، وهو رجل لا يترك فرضا ويسعى فى صلح المتخاصمين بالمركز.
تجديد خصومة ثأرية
أبلغت أجهزة الأمن وانتقلت إلى موقع الحادث، وتبين من التحريات أن الجريمة هى تجديد لخصومة ثأرية بين عائلتين، وعليه فرضت كردونا أمنيا حول المنطقة، لمنع تجدد الاشتباكات بينهما، وصد أى تعدٍ من طرف على الآخر فى ظل وجود حالة القتل، والتى تمتد للثأر إلى ما يقارب نحو ٢٤ عامًا.
فريق بحث لضبط الجناة
كمـا شكلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، فريقًا بحثيًا مكثفًا ضم ضباطا وأفراد من إدارة البحث الجنائى ووحدة مباحث مركز دار السلام، لضبط وتعقب الجناة، عقب ساعات من التحرى والبحث وجمع المعلومات وتقنين الإجراءات نجح فريق البحث فى ضبط رجب عبد السلام قورة»، ٥٧ عاماً.
وتبين أن الواقعة جاءت إثر تجدد خصومة ثأرية بين عائلتى "العسيرات" و"القورة"، وعليه تربص الجناة به فى أثناء خروجه من صلاة الجمعة بالمسجد وأطلقوا عليه الرصاص ولاذوا بالفرار.
ومن بعدها نقلت جثة المجنى عليه إلى مشرحة مستشفى دار السلام المركزى تحت تصرف النيابة العامة، والتى صرحت بدفن الجثمان عقب تشريحه وتوقيع الصفة التشريحية له وإعداد تقرير بأسباب وملابسات الوفاة، وانتهاء كل الإجراءات القانونية اللازمة.
بلاغ الواقعة
وكان مركز دار السلام أقصى جنوب شرق محافظة سوهاج قد شهد واقعة قتل، فى تجدد خصومة ثأرية بين العائلتين فى دار السلام سوهاج.
وبينت تحريات الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، أن الجناة ترقبوا خروج المجنى عليه من المسجد عقب صلاة الجمعة، وأردوه بوابل من الرصاص ليصاب بطلقات نارية أودت بحياته فى الحال، أخذًا بالثأر.