بدأ سباق جوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم دولى فى الدخول لمراحله المتقدمة بعد أن أغلقت أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة استقبال طلبات الدول المرشحة لمشاريعها السينمائية فى 2 أكتوبر الجارى.
وبلغ عدد الأفلام المرشحة لهذه الفئة 87 فيلما، يتم تصفيتها إلى قائمة قصيرة مكونة من 15 فيلما فى 17 ديسمبر المقبل، ثم الكشف عن الترشيحات النهائية فى 17 يناير 2025.
ومن أبرز العناوين التى طغت على ترشيحات هذه الفئة فيلم الدراما «Emilia Pérez» للمخرج جاك أوديار، والذى اختارته فرنسا ليكون ممثلها الرسمى بعد سجال طويل فى عملية الاختيار بينه وبين فيلم «All We Imagine as Light» للمخرجة بايال كابديا، والذى سقط فيلمها فى فخ الصراع بين فرنسا والهند ولم ينل ترشح أيّ منهم.
ربما يكون الاختيارين على قدر عالِ من الجودة الفنية فجعل من الصعب المفاضلة بينهما، إلا أن اختيارات فرنسا فى السنوات الأخيرة شابها الكثير من علامات الاستفهام.
ففى عام 2023، اختارت «The Taste of Things» على حساب فيلم «Anatomy of a Fall» الذى تحدى لجنة اختيار الأفلام الفرنسية ونجح فى الترشح لـ 5 جوائز أوسكار نال منها جائزة وحيدة فى فئة أفضل نص أصلى. بينما فى عام 2021، تم اختيار فيلم «Titane» المُثير للجدل على فيلم «Happening».
مع دعم عملاق البث الرقمى «نتفليكس» لفيلم «Emilia Pérez» فى الوقت الذى يُثير فيه العمل حاليًا ضجة عبر فئات متعددة - بما فى ذلك أفضل فيلم - قد يكون هذا هو العام الذى تنهى فيه فرنسا جفاف الأوسكار الذى دام أكثر من 30 عامًا. حصلت فرنسا على الجائزة المرغوبة آخر مرة فى عام 1992 عن فيلم «Indochine».
فى المقابل؛ يثير اختيار الهند هذا العام دهشة بالغة. فبدلاً من اختيار فيلم «All We Imagine as Light»، الذى حصد الجائزة الكبرى فى مهرجان كان، اختارت البلاد فيلمًا كوميديًا تجاريًا «Laapataa Ladies».
ويذكرنا هذا القرار بتجاهل فيلم «RRR» فى عام 2022، حيث تم تجاهل فيلم هندى آخر نال استحسانًا دوليًا بسبب السياسة واللغات، وهو ذات الآمر الذى حرمنا هذا العام من عمل فنى نال استحسان نقدى وجماهيرى واسع.
ومع توسع الأكاديمية فى عضويتها الدولية، أصبحت كل مراسم توزيع جوائز الأوسكار أكثر عالمية، مع اكتساب الأفلام غير الناطقة باللغة الإنجليزية اعترافًا أكبر.
ومن المتوقع أن يجد الفيلم البرازيلى «I'm Still Here» للمخرج والتر سالس، الذى سبق ورشح لجائزة الأوسكار عن تحفته السينمائية «Central Station»، إعجاب فروع الأكاديمية الأخرى.
يحتوى الفيلم على جميع العناصر اللازمة لاقتحام السباقات الكبرى، مثل أفضل مخرج، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل ممثلة لفرناندا توريس.
كما يمكن أن يجعل الزخم القوى الذى حصل عليه عقب عرضه فى فينيسيا منافسًا قويًا لفئة أفضل فيلم إذا استمر فى السير بهذه الخطى.
يأتى هذا فى الوقت الذى تشهد فيه الأفلام الناطقة بلغة غير الإنجليزية تأثيرًا كبيرًا فى ترشيحات الأوسكار. ففى العام الماضى، تم ترشيح فيلمين غير ناطقين باللغة الإنجليزية، «Anatomy of a Fall» و«The Zone of Interest»، لجائزة أفضل فيلم.
فى غضون ذلك، حظى المخرج الإيرانى محمد رسولوف باهتمام نقدى وجماهيرى كبير بعد نجاح فيلمه بذرة التين المقدس، الذى حصل على جائزة خاصة فى كان.
ورغم أن فيلم رسولوف لن يمثل إيران فى حفل توزيع جوائز الأوسكار، فقد اختارت ألمانيا، التى فازت بالجائزة - فى عام 2022 - بفيلم إدوارد بيرجر «All Quiet on the Western Front»، هذا العمل الجريء لتمثيلها.
تم تصوير مشروع رسولوف الأحدث سراً فى إيران، ويركز على قاضى تحقيق فى المحكمة الثورية بطهران، الذى تنهار حياته وسط احتجاجات مناهضة للحكومة ومأساة شخصية.
قام رسولوف بالفرار الجريء من إيران سيرًا على الأقدام فى مايو لتجنب السجن، مما أضاف طبقة مكثفة من الحياة الواقعية إلى روايته الجذابة بالفعل.
وهذه ليست المرة الأولى التى تقدم فيها دولة فيلمًا لا يتحدث بالكامل بلغتها الأم. ففى السنوات الأخيرة، اختارت الدنمارك فيلم «Holy Spider» الذى يتحدث الفارسية بالكامل تقريبًا، وفيلم «Flee» الوثائقى المتحرك المتعدد اللغات الذى يضم الإنجليزية والدنماركية والدارى والسويدية والروسية.
ومثل فيلم «The Zone of Interest» المرشح لجائزة أفضل فيلم فى العام الماضى، والذى يتحدث بالألمانية وتم تصويره فى بولندا، واختارته المملكة المتحدة بسبب منتجيه البريطانيين وكاتب السيناريو والمخرج جوناثان جلازر.
وفى هذا العام، لدينا الفيلم الموسيقى باللغة الإسبانية «Emilia Pérez» الذى يمثل فرنسا، وفيلم الرسوم المتحركة الصامت «Flow» الذى يمثل لاتفيا. ويبدو هذا أمرًا طبيعيًا فى الوقت الحاضر.
وفقًا لقواعد الأكاديمية، يمكن اختيار الفيلم للمشاركة الرسمية لدولة ما إذا كان ممولًا من قبل منتجين أو شركات من تلك الدولة أو إذا كانت أغلبية أفراد طاقمه من هناك. أدرج مهرجان كان فيلم بذرة التين المقدس، ضمن الإنتاج المشترك للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا، وهو ما يلبى المؤهلات اللازمة.