أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية باستوكهولم، فوز الكاتبة الكورية هان كانج بجائزة نوبل للأدب لعام ٢٠٢٤، لتفاجئ كعادتها أغلبية المتنبئين بالجائزة كل عام. وبحيثيات بسيطة واضحة، أعلنت اللجنة فى بيانها، أسباب اختيار كانج لتنضم إلى قائمة عريقة من أدباء وشعراء العالم.
وجاء فى بيان الجائزة: "مُنحت جائزة نوبل فى الأدب لعام ٢٠٢٤ للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج، عن نثرها الشعرى المكثف الذى يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة الإنسانية".
وتابع البيان: "تواجه هان كانج فى أعمالها صدمات تاريخية ومجموعات غير مرئية من القواعد، وتكشف فى كل عمل من أعمالها عن هشاشة الحياة البشرية، لديها وعى فريد بالروابط بين الجسد والروح، الأحياء والأموات، وبأسلوبها الشعرى والتجريبى أصبحت مبتدعة فى النثر المعاصر".
«النباتية» تحصد جائزة نوبل للأدب
وكانت قد حلت رواية "النباتية" للكاتبة الكورية ضمن قائمة أفضل ١٠٠ كتاب فى القرن الحادى والعشرين وهى القائمة التى أطلقتها نيويورك تايمز الأمريكية وجاءت رواية الكاتبة الكورية الفائزة حديثا بجائزة نوبل هان كانج فى المركز الثامن والأربعين.
أندرس أولسون: تتعاطف مع حياة الضعفاء والنساء
فى تعليقه على فوزها بجائزة نوبل للأدب، قال أندرس أولسون، رئيس لجنة جوائز نوبل، إن "تعاطف هان كانج مع حياة الضعفاء، والنساء فى كثير من الأحيان، ملموس، ويعززه نثرها المشحون بالاستعارات، إنها تتمتع بوعى فريد بالارتباطات بين الجسد والروح، والأحياء والأموات، وبأسلوبها الشعرى والتجريبى أصبحت مبتكرة فى النثر المعاصر".
سكرتير الاكاديمية السويدية: كان تقضى يومًا عاديًا
حكى السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية، ماتس مالم بعد الإعلان عن فوز هان كانج، بجائزة نوبل فى الأدب عام ٢٠٢٤، إنه تمكن من التحدث مع كانج عبر الهاتف ببساطة، قال: "بدا الأمر وكأنها تعيش يومًا عاديًا، فقد انتهت للتو من تناول العشاء مع ابنها، ولم تكن مستعدة للإعلان عن أنها حصلت على الجائزة، لكننا بدأنا فى مناقشة استعدادات حفل التكريم الذى سيقام خلال شهر ديسمبر المقبل عندما سيتم منح هان جائزة نوبل".
حامد عبد الصمد: امتداد طبيعي لمدرسة "موراكامي"
هنأ الكاتب والروائى حامد عبدالصمد، المصرى الألمانى، الشعب الكورى، لفوز الكاتبة الكورية هان كانج بجائزة نوبل للأدب لعام ٢٠٢٤، مؤكدًأ أنها أول مرة فى تاريخ كوريا.
وقال "عبدالصمد" فى منشور عبر حسابه على "فيس بوك"، إن الكاتبة هان كانج هى امتداد طبيعى للكاتب هاروكى موراكامى، حيث تشبهه فى مدرسته وأسلوبه وتركيزهما على موضوع الوحدة والعزلة الإنسانية وإضفاء هالة ميتافيزيقية روحانية على الفن.
وأضاف الكاتب المصرى الألمانى: «كما يتشابهان فى خلق مشاهد جنسية غرائبية ممتدة. الاثنان متشابهان فى أسلوب السرد وبناء العوالم، مع الفرق أن موراكامى يركز على عوالم الرجال أكثر، فى حين تغوص كانج فى عالم المرأة خاصة فيما يتعلق بمشاكلها مع جسدها وطعامها وصحتها النفسية».
وتابع قائلا: "أرى أن كانج امتداد طبيعى لموراكامى ومدرسته، لكن أسلوبها أكثر شاعرية من موراكامى ومواضيعها أكثر عصرية وواقعية".
وأشار حامد عبد الصمد إلى أنه قرأ روايتين لهاروكى موراكامى هما "موت الكومانداتور"، و"المدينة وحوائطها اللا متناهية" منذ حوالى ٦ أشهر، ثم قرأ روايتين للروائية الكورية هان كانج، وهما "النباتية"، و "يداك الباردتان"؛ موضحًا التشابه الكبير فى أسلوبهما.
من هى هانج كانج الفائزة بجائزة نوبل للأدب؟
ولدت هان كانج سنة ١٩٧٠ فى مدينة كوانجو، إحدى أكبر مدن كوريا الجنوبية، والدتها هى الروائية هان سوينج وان، مؤلفة سلسلة القصص المصورة «الأميرة»، وشقيقها الكاتب هان دونج ريم، انتقلت هان جانج للعيش فى العاصمة سول فى سن الـ١٠ سنوات، ودرست الأدب الكوري.
وبدأت طريقها فى مجال الكتابة مع الشعر، ونشرت ٥ قصائد من بينها Winter in Seoul سنة ٢١٩٩٣، ثم بدأت بكتابة القصص القصيرة، حيث فازت قصتها The Scarlet Anchor فى مسابقة Seoul Shinmun الأدبية. وفى ٢٠٠٥ فازت أيضا بجائزة Yi Sang Literary، كذلك نالت جائزة Today’s Young Artist سنة ٢٠٠٠، وجائزة الأدب والرواية الكورية فى دورتها الـ٢٥، عن رواية Baby Buddha، بالإضافة للعديد من الجوائز الأخرى.
وفى سن الـ٤٥ سنة، قامت "كانج" بتدريس الكتابة الإبداعية فى معهد سول للفنون، انعكس اهتمامها بالفن، إلى جانب كونها موسيقية، على أعمالها الأدبية. صدر لها ٧ كتب، ترجم ٣ منها إلى الإنجليزية، أحدها رواية The vegetarian، الفائزة بجائزة مان بوكر، والرواية تدور حول زوجة مطيعة تعانى من كوابيس متكررة، تقرر التمرد على أعراف مجتمعها وتتخلى عن أكل اللحوم، الأمر الذى يثير مخاوف أسرتها من أنها تعانى من مرض عقلي.
وترجمت لها الكاتبة ديبورا سميث، وهى بريطانية تبلغ من العمر «٢٨ عاما»، الرواية إلى الإنجليزية، وتقاسمت هان وسميث جائزة قدرها ٥٠ ألف جنيه إسترلينى «٧٢ ألف دولار» بالتساوي.