ريهام البارودي تعد مثالًا حقيقيًا للتحدي والكفاح في مواجهة الصعاب، برغم التنمر المجتمعي والنظرة التقليدية التي تواجه النساء في الصعيد، اختارت ريهام مجالًا غير مألوف للنساء، وهو العمل في صيانة السيارات، بمثابرتها وإصرارها، استطاعت أن تكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال، وتفتح أبوابًا جديدة للنساء والفتيات للتعرف على أعطال السيارات وصيانتها، مما يثبت أن الإرادة القوية قادرة على تجاوز كافة العوائق.
بدأت رحلة ريهام حين تخرجت من كلية الهندسة، قسم التعدين والفلزات، في عام 2012، وهو مجال لا يرتبط بشكل مباشر بميكانيكا السيارات، ولكن نظرًا لصعوبة الحصول على فرص عمل في هذا التخصص للفتيات في الصعيد، قررت دخول مجال صيانة السيارات. عملت في إحدى ورش الصيانة المحلية، وتعلمت على مدار عشر سنوات العديد من المهارات والخبرات التي مكنتها من التميز في هذا المجال.
تجاوزت ريهام التحديات الاجتماعية والنفسية التي واجهتها كامرأة في هذا المجال، واستطاعت بناء سمعتها كمهندسة صيانة سيارات محترفة، بمرور الوقت، أصبحت رمزًا للإصرار والقوة، حيث نجحت في تغيير التصورات التقليدية حول أدوار النساء في المجتمع الصعيدي.
مع ازدياد أعداد الفتيات اللاتي يقودن السيارات في الصعيد، لاحظت ريهام الحاجة إلى توعية هؤلاء النساء حول كيفية التعامل مع أعطال السيارات لذا قررت تنظيم ورش عمل تعليمية موجهة للفتيات والسيدات لتعريفهن بأساسيات صيانة السيارات وكيفية اكتشاف الأعطال وهذه الورش لا تهدف فقط إلى تعليم الفتيات، بل أيضًا لحمايتهن من استغلال بعض ورش الصيانة التي قد تستغل قلة المعرفة الفنية لدى بعض النساء.
ريهام تعتبر نموذجًا ملهمًا للشابات في الصعيد، حيث أثبتت أن المرأة قادرة على اقتحام مجالات غير تقليدية والنجاح فيها وعبر ورشها، تسعى لتعزيز الثقة لدى النساء وتشجيعهن على استكشاف مجالات جديدة، وهو ما يجعلها رائدة في مجال صيانة السيارات وداعمة قوية لتمكين المرأة في الصعيد.