نجحت الجهود الأمنية العراقية في القضاء على نحو 100 عنصر إرهابي منذ مطلع العام الجاري، أغلبهم قيادات، بحسب تصريحات اللواء تحسين الخفاجي، رئيس خلية الإعلام الأمني، كان آخر هذه القيادات المدعو "أبو عمر القريشي" والي ما تسمى ولاية صلاح الدين إبان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدة مناطق ومحافظات واسعة بالعراق.
تأتي جهود دولة العراق ضد التنظيم الإرهابي في إطار إثبات قدرتها على تحقيق الاستقرار والأمن دون الحاجة للتواجد العسكري الأمريكي الذي يساند العراق في حربه ضد الإرهاب من خلال قوات التحالف الدولي، خاصة وأن الحكومة العراقية والتحالف الدولي قد توصلا إلى اتفاق يقضي بمغادرة التحالف الدولي للعراق في سبتمبر 2025.
وذلك بعد غضب الحكومة العراقية من واشنطن بسبب شن ضربات ضد تنظيمات مسلحة منها الحشد الشعبي، بسبب الهجوم على قواعد عسكرية أمريكية من ميليشيات موالية لإيران، في ضوء عدوان إسرائيل على غزة، وهو ما اعتبره العراق نوعا من اختراق السيادة، لذا ألحت الحكومة العراقية على طلبها بمغادرة أراضيها، وأعلنت أن ترغب في مغادرة التحالف الدولي وتحويل علاقاتها مع دول التحالف إلى علاقات ثنائية استراتيجية.
قبل أيام، أكد التحالف الدولي في آخر اجتماع له في واشنطن أن التحالف حقق نجاحات كبيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي منذ أن استجاب لمطالب الحكومة العراقية بمساعدتها في دحر التنظيم الإرهابي، وأنه سيتجه لمغادرة العراق مع تفعيل علاقات وشراكات ثنائية بين دول التحالف ودولة العراق.
مقتل أبوعمر القريشي بضربة جوية
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، الثلاثاء الماضي، مقتل ما يسمى والي صلاح الدين لداعش بضربة جوية، وذلك في إطار مكافحة الإرهاب.
ونقلا عن وكالة الأنباء العراقية، أنه إلحاقا بالبيان المتعلق بالضربات الجوية ليوم الاثنين الماضي في منطقة العيث بقاطع صلاح الدين التي استهدفت وكراً لمفرزة إرهابية، خرجت قوة بالساعة 500 من مفارز قيادة عمليات صلاح الدين وكتيبة استطلاع ومفارز الاستخبارات العسكرية بالقيادة وبإشراف قائد العمليات لتفتيش ومعاينة المكان المستهدف.
وعثرت على 4 جثث لإرهابيي داعش ممزقة بالكامل نتيجة دقة الضربات الجوية من بينها جثة الإرهابي المدعو (أبو عمر القريشي) والي صلاح الدين.
وأضافت "العمليات المشتركة" أنه تم العثور أيضاً على 3 أحزمة ناسفة، وعدد من الأسلحة المختلفة، ومجموعة من النواظير الليلية، وعدد كبير من الرمانات اليدوية، ومواد فنية متنوعة من ضمنها 8 أجهزة هواتف نقالة، وكمية من المواد اللوجستية والإدارية الخاصة بالمفرزة الإرهابية التي تم قتلها خلال هذه العملية.
وتابعت أن "القوة المنفذة للواجب عثرت على وكر آخر للإرهابيين على مسافة من الوكر الأول المستهدف، وعملت القطعات الأمنية على تدميره بالكامل، وما زالت العملية مستمرة".
وأكدت القيادة وفقاً للبيان أن القطعات الأمنية تنفذ المهام لتحقيق أهدافها بدقة، وهي متواصلة في الواجبات والمهام النوعية للقصاص العادل من بقايا عصابات داعش الإرهابية المنهزمة.
تصفية قيادات إرهابية
في إطار إظهار حصيلة الجهود الأمنية في القضاء العناصر الإرهابية الهاربة والمتحصنة في أوكار ومخابيء محفورة داخل الجبال في المناطق الصحراوية والجبلية الوعرة، إلا أن الجهود الاستخبارية مكنت سلاح الجو العراقي من توجيه ضربات حاسمة ضد هذه الأوكار.
وقال رئيس الخلية اللواء تحسين الخفاجي إن "النجاحات التي تحققها قواتنا الأمنية في هذا العام كبيرة ورائعة جدا، وهذا يعود إلى التنسيق والرؤية التي أعدتها قيادة العمليات المشتركة بالتعاون مع جميع الأجهزة وبالذات جهاز المخابرات ومديرية الاستخبارات العسكرية والأجهزة الأمنية الأخرى"؛ مبينا أن "نجاحات كبيرة تحققت في مجال مسك الحدود بعد الضغط الكبير على التنظيمات الإرهابية.
ونقلا عن وكالة الأنباء العراقية، فإنه مؤخرا تم إلقاء القبض على 9 مطلوبين بتهم الإرهاب، وفق معلومات استخبارية من مديرية الاستخبارات العسكرية في اربع محافظات"؛ موضحا ان "تقييم النجاح من خلال النتائج التي تعرض على الاعلام نتيجة لعمليات نوعية وجهد كبير تقوم به أجهزتنا الأمنية والتي قصمت ظهر الإرهاب ونجحنا من خلال عملنا ورؤيتنا وتخطيطنا في قتل الإرهابيين.
وذكر الخفاجي أن عدد الإرهابيين الذين قتلوا حتى الآن تجاوز أكثر من 100 إرهابي غالبيتهم قياديون خطيرون جدا والعمل مستمر في ضرب الإرهاب أينما وجد.
دعم المناطق المحررة والمستقرة
في اجتماع قوات التحالف الدولي بواشنطن مؤخرا أكد التحالف التزامه بمحاربة الإرهاب، وتكريمه للتضحيات المبذولة ضد التنظيم الإرهابي على مدار 10 سنوات سابقة، وتشديده على خطورة سيطرة التنظيم على الروايات العامة وفضاء منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك، وتطبيقات الرسائل المشفرة، وضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي لمكافحة أساليب الدعاية والتجنيد.
ووفقا لبيان صادر عن التحالف الدولي، فإن الولايات المتحدة قادت في عام 2014 استجابة دولية لطلب الحكومة العراقية للمساعدة ضد داعش، مما أدى إلى تشكيل التحالف الدولي.
وفي عام 2024، بعد عشر سنوات من هزيمة التحالف الدولي لتنظيم داعش في العراق وسوريا، يكرم أعضاء التحالف التضحيات التي قدمها أولئك الذين قاتلوا وماتوا في العراق وسوريا لتحرير الأراضي من التنظيم، ويشيدون بالعراق لقيادته في التحالف.
وأكد التحالف التزامه بدعم جهود الحكومة العراقية لحماية أمن وسلام وتنمية الشعب العراقي. إن الانتقال المخطط للمهمة العسكرية للتحالف في العراق إلى شراكات أمنية ثنائية يعكس التراجع في التهديد الذي يشكله تنظيم داعش.
وأشاد بتعاون العراق المستمر في مكافحة تنظيم داعش في المنطقة، وقيادته المستمرة لجهود التحالف الأوسع بما في ذلك تحقيق الاستقرار ومكافحة التمويل وتعطيل سفر الإرهابيين الأجانب ومنع التجنيد لضمان عدم عودة التنظيم.
وأيد التحالف الدولي أولويات مجموعة عمل التحالف المعنية بتحقيق الاستقرار، بهدف جمع واستخدام مبلغ 394 مليون دولار للمناطق المحررة من تنظيم داعش في العراق وسوريا، والتي أعلن الاعضاء بالفعل عن التزامات تجاه ذلك بقيمة إجمالية قدرها أكثر من 200 مليون دولار.