الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عودة القطار لربط سيناء بالوادي والدلتا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان محمد على باشا هو أول من فكر فى إنشاء سكك حديد فى مصر والشرق الاوسط سنة ١٨٣٤، لربط الاسكندرية على البحر المتوسط بالسويس على البحر الاحمر. وقد تم تشغيل الخط فى عهد الخديو عباس الاول سنة ١٨٥٤.

أثناء الحرب العالمية الأولى، سنة ١٩١٤، بدأ الإنجليز فى إنشاء خط للسكك الحديدية يربط بين مصر وفلسطين، وبالفعل تم بناء الخط بين القنطرة شرق وغزة والذى اكتمل مع نهاية الحرب سنة ١٩١٨. وأثناء الحرب العالمية الثانية ١٩٤٠-١٩٤٥، أدرك الانجليز أهمية السكك الحديدية عبر سيناء، فى نقل الجنود والعتاد الحربي، وتم الاعتماد على السكة الحديد فى النقل بصورة كبيرة، حتى قيام ثورة يوليو ١٩٥٢. وبعد الاحتلال الإسرائيلى لسيناء فى يونيو ١٩٦٧، توقفت حركة القطارات بين سيناء والوادى والدلتا حتى يوم ٧ اكتوبر ٢٠٢٤، عندما قام نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة، الفريق كامل الوزير بافتتاح تجريبى لخط الفردان بئر العبد بطول ٨٠ كيلو مترًا.

بعد استعادة كامل تراب شبه جزيرة سيناء بالحرب والسلام والتحكيم، كان يتم ربط سيناء مع الوادى والدلتا، من خلال المعديات العائمة، ومن خلال نفق الشهيد احمد حمدي، او من اعلى كوبرى السلام. وفى العقد الاخير، ٢٠١٤-٢٠٢٤، تم انشاء ١٠ من المعديات العائمة، و٦ من الانفاق، و٥ من الكبارى العائمة، احدها كوبرى مزدوج، اى يمر فوق الفرع الجديد لقناة السويس والفرع الاساسى للقناة. وجاء تشغيل القطار ومرور خط السكك الحديدية من اعلى كوبرى الفردان، إيذانًا ببدء حقبة جديدة من تنمية سيناء.

افتتاح خط الفردان بئر العبد، هو المرحلة الاولى فى مشروع قومى عظيم يهدف الى تنمية سيناء وزيادة عدد السكان بها. هذا المشروع الطموح يهدف الى ربط ميناء طابا على خليج العقبة، بميناء العريش على البحر المتوسط، وميناء شرق التفريعة شرق قناة السويس. المشروع يشمل إعادة تأهيل وإنشاء خط سكة حديد يربط شرق بورسعيد-الفردان-بئر العبد-العريش-طابا، مرورًا بالمنطقة الصناعية فى وسط سيناء، بطول إجمالى ٥٠٠ كم. هذا الممر اللوجيستى المهم جدا، سياسيا واقتصاديا وعسكريا (العريش/طابا/شرق التفريعة) سوف يساهم فى سهولة انتقال البشر، وتنمية الصناعة، ونقل الأليات والبضائع بين الوادى وسيناء، وسوف يساهم فى تحقيق التنمية الشاملة فى سيناء.

واذا اضفنا الى ذلك، خط السكة الحديد المخصص للقطار الكهربائى السريع، (المخطط له الافتتاح فى اكتوبر القادم باذن الله تعالى) والذى يربط ميناء العين السخنة على البحر الاحمر، بموانئ دمياط الجديدة والإسكندرية والعلمين على البحر المتوسط، ندرك مدى اهمية هذا التخطيط الاستراتيجى فى استخدام هذه الشبكة من سكك حديد مصر فى ربط سيناء وموانئ البحر الاحمر وخليج العقبة، وموانئ البحر المتوسط، مرورًا بمعظم التكتلات السكانية فى الوادى والدلتا.

اعتقد ان هذا المخطط الاستراتيجى الكبير، والمشروعات العملاقة التى اقامتها مصر فى العقد الاخير، من مدن جديدة، وطرق حديثة، وجامعات عالمية، والتى كلفت مصر مبالغ طائلة، قد بدأت فى جنى ثمارها، فى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية كبيرة. والاهم هو تحقيق تنمية مستدامة، وتعزيز الامن القومى المصري. 

بارك الله فى كل من يبنى بإخلاص وتفانٍ، ويساهم فى تحقيق مستقبل أفضل للاجيال القادمة من ابناء المصريين. وكل اكتوبر وانتم بخير.