أكد سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، على أن تصدي مصر للإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، هو موقف مشرف.
العلاقات المصرية العمانية
وأوضح خلال ندوة نظمتها لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين برئاسة الأستاذ حسين الزناتي، حول “العلاقات المصرية العمانية وموقف مسقط من أزمات المنطقة”، أن العلاقات المصرية العمانية تاريخية تعود إلى عهد الفراعنة حتى الآن، لافتا إلى أن سلطنة عمان كانت الدولة العربية الوحيدة التي لم تقطع علاقتها مع مصر حينما وقعت اتفاقية السلام مع إسرائيل، لأننا نؤمن بأن حل أي خلافات يكون بالحوار، منوها بأن هناك تطابقا في وجهات النظر بين البلدين.
وجاءت تصريحات السفير العماني خلال ندوة نظمتها لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، التي يترأسها الأستاذ حسين الزناتي وبحضور نقيب الصحفيين الأستاذ خالد البلشي.
وأوضح "الرحبي" أن بداية تأسيس الإعلام العماني عام ١٩٧٠ كان أغلبهم من الصحفيين والإعلاميين المصريين يعملون في المؤسسات الإعلامية في عُمان، وكانوا أحد أهم الأسباب في توطيد العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أنه درس الإعلام في جامعة الإسكندرية، وعمل في إذاعة سلطنة عمان عام 1979 كان كل الذين في قسم الأخبار من الصحفيين المصريين.
العلاقات الاقتصادية بين مصر وعمان
وقال سفير مسقط بالقاهرة، إن هناك فرص كبيرة لرجال الأعمال المصريين في سلطنة عمان وجدوا كثير من تسهيلات تساعدهم في الاستثمار، وكذلك الأمر، لرجال الأعمال العمانيين الذين يستثمرون في مصر واستفادوا من التسهيلات التي توفرها مصر لهم للاستثمار بالقاهرة، لافتا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين ارتفع إلى نصف مليار دولار، ويمكن مضاعفة هذه الأرقام في المستقبل.
ولفت إلى أن ما يقرب من ٧٠ ألف مواطن مصري متواجدين في عمان ويتلقون الرعاية والاهتمام من جانب السلطات، وبالمثل العمانيين المقيمين في مصر يتلقون رعاية واهتمام كبير من جانب السلطات المصرية.
وأكد الدبلوماسي العماني على ضرورة فتح أبواب الاستثمار وحماية المستثمرين من البلدين الشقيقين، منوها إلى وجود نافذة "استثمر في عمان"، وهي نافذة موحدة لخدمات متكاملة لتقديم كافة الخدمات للمستثمرين وعرض الفرص الاستثمارية.
ونوه بأن مصر شهدت طفرة كبيرة من الإصلاحات في البنية التحتية والاقتصادية استفاد منها المستثمرين العمانيين خلال الفترة الماضية.
وقال إن سلطنة عمان وضعت خطة ٢٠٤٠ للاقتصاد العماني ركزت على خمس أعمدة أساسية، وركزت على الأمن الغذائي من خلال استصلاح الأراضي الزراعية، بهدف تحقيق اكتفاء ذاتي في بعض المواد الغذائية.
غياب التضامن العربي
وأوضح أن الكثير من القضايا التي تهم الشعوب العربية، يوجد فيها بعض الخلافات ويغيب عنها التضامن العربي المطلوب، وعلى سبيل المثال كانت القضية الفلسطينية تجمع كل الدول لكن مع الأسف الشديد بات يختلف عليها الآن، لافتا إلى أن البعض يلقي باللوم على جامعة الدول العربية، بشأن تعاطيها مع الأزمات التي تعاني منها المنطقة، إلا أن ما يعطل القيام بدورها هو غياب التضامن العربي الذي لا يلبي طموح الشعوب.
وقال إنه على الرغم من الانتقادات الموجهة لجامعة الدول العربية، إلا أنها لا زالت ملاذ العرب الأخير، منوها بأنه عندما اندلعت الحرب الأوكرانية، كان لمصر موقف صائب بشأن ضرورة الالتزام بالحياد في الأزمة وصدر قرار عربي يجسد هذا الأمر.
وأضاف أن العالم صامت أمام تجاوزات إسرائيل للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعدم تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والعدل الدولية أعلنت حكمها في انتهاكات دولة الاحتلال.
تصفية القضية الفلسطينية
وأكد أن موقف مصر مشرف بشأن التعامل مع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين عن أرضهم وتصفية القضية الفلسطينية، ولم تفتح مصر حدودها لهجرة سكان غزة، وكذلك الأردن.
وأوضح أن سلطنة عمان تضررت كثيرا من التغيرات المناخية، التي تؤثر على البنية التحتية وفقد الكثير من الأشخاص جراء هذا التغيرات وهناك خطط كثيرة لمجابهة هذه الظاهرة من بينها الاستثمار في الطاقة النظيفة.
وأشار إلى أن الدول الصناعية هي التي تسببت في كارثة المناح بينما يلقون باللوم على الدول المنتجة للنفط، منوها بأن البلد الخليجي كانت أول دولة لديها وزارة للبيئة.
وقال إن سلطنة عمان تؤمن أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات بين الدول، لذا كانت الدولة العربية الوحيدة التي لم تقطع علاقتها مع مصر حينما وقعت اتفاقية السلام مع إسرائيل، لافتا إلى أن الأمر الهام في هذا الشأن هو موقف الشعب المصري من هذه الاتفاقية بأنها السلطات في البلدين ولكن لم ينسَ أن إسرائيل عدو.