أعلنت السلطات الأمريكية، اقتراب الولايات المتحدة الأمريكية من كارثة طبيعية خطيرة بسبب إعصار “ميلتون” المدمر، الذي يهدد المناطق الساحلية لولاية فلوريدا، وخصوصًا منطقة خليج تامبا، ويعتبر هذا الإعصار أحد أقوى الأعاصير التي ضربت المنطقة منذ أكثر من قرن، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 165 ميلًا في الساعة (270 كم/ساعة)، مما يجعله إعصارًا من الفئة الخامسة فالإعصار قد يتسبب في فيضانات مدمرة وارتفاع مستويات المياه إلى 15 قدمًا، الأمر الذي دفع السلطات إلى إصدار أوامر إخلاء واسعة النطاق على طول الساحل.
ويتوقع الخبراء أن يستمر الإعصار الذي سيبدأ خلال الساعات القليلة المقبلة في قوته المدمرة أثناء عبوره فلوريدا، ويتسبب في هطول أمطار تصل إلى 18 بوصة (46 سم) في بعض المناطق، وأغلقت مطارات فلوريدا، بما فيها مطار تامبا وأورلاندو الدولي، وتوقفت العديد من الفعاليات الرياضية والأنشطة السياحية، بسبب الاعصار كما واجه السكان صعوبات في الحصول على الوقود والمواد الأساسية مع اقتراب الإعصار.
وفي واحدة من أكبر عمليات النزوح في التاريخ الأمريكي الحديث، تسبب إعصار “ميلتون” المدمر في نزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم على طول الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة، بعد أن وصلت سرعة الرياح إلى ما يقرب من 165 ميلًا في الساعة (270 كم/ساعة)، تصاعدت التهديدات التي يفرضها الإعصار، ما أدى إلى إصدار أوامر إخلاء واسعة في مناطق مثل تامبا وميامي والعديد من المدن الساحلية الأخرى.
فالأسر التي وجدت نفسها فجأة في مواجهة هذا التهديد بدأت في ترك منازلها، حيث تجمعت طوابير طويلة أمام محطات الوقود والمحال التجارية، بينما كان السكان يسعون لجمع الضروريات قبل أن تقطع الطرق بسبب الفيضانات، وبعض المدن أصبحت مهجورة تقريبًا بين ليلة وضحاها، وتحولت إلى مشهد من الشوارع الفارغة والمباني المقفلة، مع صوت الرياح العاتية وهو يملأ الأجواء.
كما أعلنت السلطات في فلوريدا حالة الطوارئ وفتحت مئات الملاجئ، بينما عملت فرق الإنقاذ على توفير مأوى للسكان الفارين ومع ذلك، كانت الطرق مزدحمة، والملايين اضطروا للسفر لساعات طويلة بحثًا عن ملاذ آمن بعيدًا عن مسار الإعصار ويتوقع أن يتجاوز تأثير هذا النزوح حدود فلوريدا ليصل إلى ولايات مجاورة مثل جورجيا وكارولينا الشمالية، حيث بدأت السلطات المحلية أيضًا في تحضير الملاجئ وإجلاء السكان.
وحجم هذه الكارثة الطبيعية استدعى تدخل الحكومة الفيدرالية، التي قدمت دعمًا لوجستيًا وماليًا للولايات المتضررة، ومع كل ساعة تمر، كانت آثار الإعصار تتضح أكثر مع تدمير البنية التحتية وانقطاع الكهرباء عن ملايين المنازل، والولايات المتحدة شهدت العديد من الأعاصير المدمرة على مدار تاريخها، وبعضها يعد من الأخطر والأكثر تدميرًا. إليك قائمة بأشهر وأخطر الأعاصير التي ضربت أمريكا:
1. إعصار جالفستون (1900):
يعد الإعصار الذي ضرب مدينة جالفستون في تكساس عام 1900 واحدًا من أعنف الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة وتسبب في وفاة ما بين 6,000 و 12,000 شخص. كانت سرعة الرياح تصل إلى حوالي 145 ميلاً في الساعة، ودمر معظم المدينة.
2. إعصار كاترينا (2005):
إعصار كاترينا هو أحد أكثر الأعاصير شهرة وحدوثًا في الذاكرة الحديثة، حيث ضرب ساحل الخليج، وتحديدًا نيو أورليانز وتسبب في نزوح مئات الآلاف وتدمير واسع النطاق، مع أضرار تقدر بمئات المليارات من الدولارات ووفاة أكثر من 1,800 شخص.
3. إعصار ساندي (2012):
يعرف أيضًا باسم “العاصفة الفائقة ساندي”، وضرب ساحل المحيط الأطلسي، بما في ذلك نيوجيرسي ونيويورك وتسبب في أضرار تجاوزت 70 مليار دولار وتوفي بسببه 233 شخصًا.
4. إعصار أندرو (1992):
كان إعصارًا من الفئة الخامسة وضرب جنوب فلوريدا وجنوب شرق لويزيانا وتسبب في دمار كبير لأكثر من 60,000 منزل، مع أضرار تقديرية تجاوزت 25 مليار دولار وتوفي بسببه 65 شخصًا.
5. إعصار هارفي (2017):
ضرب تكساس ولويزيانا وتسبب في فيضانات غير مسبوقة، خصوصًا في هيوستن، وأضرار هارفي قدرت بأكثر من 125 مليار دولار، مما يجعله أحد أكثر الأعاصير تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
6. إعصار إيرما (2017):
إعصار ضخم من الفئة الخامسة تسبب في دمار في منطقة الكاريبي والولايات الجنوبية مثل فلوريدا، وكانت سرعة الرياح تصل إلى 185 ميلاً في الساعة، وأدى إلى وفاة ما لا يقل عن 134 شخصًا.
7. إعصار ماريا (2017):
ضرب بورتوريكو وسبب أضرارًا هائلة. أدى إلى وفاة حوالي 3,000 شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وتضررت البنية التحتية في الجزيرة بشكل كبير، واستغرق الأمر شهورًا لاستعادة الكهرباء، وتظهر هذه الأعاصير مدى قوة الطبيعة وتأثيرها على المدن والبنية التحتية، وهي تذكرنا بأهمية التحضير للكوارث الطبيعية.