الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

فى ذكرى انتصارات أكتوبر.. اللواء حسين مسعود وزير الطيران الأسبق: المقاتل المصرى لم تختبر قدراته أمام العدو الإسرائيلى فى نكسة 1967.. لم أعد إلا بعد 17 يومًا من الحرب وأهلى اعتبرونى مفقودًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ذكرى انتصارات أكتوبر..

 

اللواء حسين مسعود وزير الطيران الأسبق:

 

 المقاتل المصرى لم تختبر قدراته القتالية أمام العدو الإسرائيلى فى نكسة 1967

 

 لن ننسى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم أمام أعيننا دون تراجع بعزيمة وقوة وإرادة لتحرير أرضنا الطاهرة

 

مشاركتى فى حرب أكتوبر أغلى وسام يمكن أن يحصل عليه أى إنسان

 

لم أعد إلا بعد 17 يومًا من الحرب وأهلى اعتبرونى مفقودًا

 

 

ما زلنا نعيش أجواء الاحتفال بالذكرى الواحدة والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، تلك الذكرى الخالدة في قلب كل مصري وعربي، ذكرى العزة والكرامة والنصر والفخر.

"البوابة نيوز" تواصل نشر لقاءاتها مع أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ومنهم المهندس حسين مسعود، وزير الطيران الأسبق، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، الذي قضى ١٥ يومًا خلف خطوط العدو، وشارك فى الكثير من الهجمات، ووقتها كان نقيبا فى سرب الهليكوبتر، بالكتيبة ١٤٣ صاعقة.

وعن ذكرياته في حرب أكتوبر المجيدة قال: ذكرى انتصارات حرب أكتوبر ستظل خالدة في قلب وعقل ووجدان كل مصري، فهي ذكرى النصر والعزة والكرامة، وعندما بدأت حرب أكتوبر المجيدة كان دوري إسقاط المظليين وإنزال قوات الصاعقة خلف خطوط العدو بما يقرب من ٣٠ كيلو، وأصيبت طائرتي واضطررت للهبوط، وفجرناها حتى لا يستولى عليها العدو، وبدأ الإعداد للحرب بعد هزيمة ١٩٦٧، حيث بدأت القوات المسلحة مرحلة الإعداد والتدريب، فى حرب الاستنزاف واجهنا فيها العدو مباشرة وجهًا لوجه.

وفي بداية حديثه قال اللواء حسين مسعود: علينا جميعا أن نفخر بقواتنا المسلحة، مفيش بيت مفيهوش حد فيه مدخلش الجيش، وأنا كنت أصغر إخواتي وكان ليا ٣ إخوات كلهم كانوا في الجيش، منهم طبيبان، ولما دخلنا الحرب أنا مرجعتش إلا بعد الحرب بـ١٧ يوم وأهلي اعتبروني مفقودا من يوم ٦ ليوم ٢٢ لحد ما رجعت والحمد لله، ومشاركتي في حرب أكتوبر كانت أغلى وسام وأكبر شرف يمكن أن يحصل عليه أي إنسان.

وأكد اللواء حسين مسعود، أن المقاتل المصري لم تختبر قدراته القتالية أمام العدو الإسرائيلي فى نكسة ١٩٦٧، كما لم تختبر فيها المعدة أصلا، ولكن بإرادة وعزيمة وإصرار القوات المسلحة دخلنا في مرحلة الإعداد التي أشرنا لها قبل ذلك، وإعادة بناء القوات المسلحة، ودخول أنواع جديدة من الأسلحة مثل المدرعات والطائرات والمشاة والصاعقة، بالإضافة إلي دخول أسلحة جديدة متطورة ومتنوعة، بالإضافة إلى الاهتمام بالتدريب المكثف للضباط والجنود على الأسلحة الجديدة حتي تمكن جنودنا من التعامل معها باحترافية.

اللواء حسين مسعود يتحدث لـ "البوابة نيوز"

وتابع: "بعد ذلك جاءت المرحلة التالية، وهنا أقصد حرب الاستنزاف، التي كانت بمثابة اختبار حقيقي للضباط والجنود، واستيعاب للأسلحة الجديدة والاستعداد للمواجهة الحقيقية مع العدو ومواجهته وجها لوجه، وحرب الاستنزاف لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر، فقوات الصاعقة كانت تقوم بهجمات في الضفة الشرقية شرق القناة، وكانت القوات الجوية توجه ضربات داخل سيناء، علاوة على ضرب مواقع حيوية للعدو".

واستطرد: "بعد حرب الاستنزاف والمناورات الجوية، جاءت حرب التمهيد، لتستعد قواتنا المسلحة للضربة القاضية والحقيقية وشل حركة العدو والانتصار في حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وكان لسلاح الطيران دور مهم، ومنها طائرات الهليكوبتر فدورها كان نقل الجنود من مكان إلي مكان، وعندما نذكر الطائرات الهليكوبتر لابد من ذكر القوات الخاصة، والصاعقة التي تنتقل عن طريق الطائرات الهليكوبتر من أرض إلى أرض، لتقوم بعمليات خاصة خلف الخطوط، لأداء مهام معينة بما يسمى بعملية «إبرار أو إسقاط».

وعن يوم الانتصار، قال وزير الطيران الأسبق: "في يوم ٦ أكتوبر تم تكليف مجموعة مكونة من ١٨ طائرة هليكوبتر مجهزة، لنقل كتيبة الصاعقة والمكونة تقريبا من ٤٠٠ مقاتل، والتكليف كان نقلهم إلى خلف الخطوط في منطقة «ممر سدر»، وهي المنطقة التي كان المتوقع منها مرور قوات إسرائيلية بعد الصدمة التي حدثت للعدو من الضربة الجوية الأولى، ثم ضرب المدفعية ويليها عبور المشاة، وكان الغرض من توجه قوات الصاعقة إلى «ممر سدر» إعاقة اللواء المدرعات الإسرائيلية من التقدم من الخلف إلى الإمام ليطوق الجيش الثالث من الجنوب، لمدة ١٨ ساعة، لحين عبور قواتنا المدرعة القناة، والهليكوبتر ما قبل ٦٧ كانت تستخدم فى المناسبات كعروض تشريفية فقط، وبدأت القوات المسلحة التخطيط الاستراتيجى كأسلحة مشتركة، بمعنى القوات الجوية مع قوات برية مع إشارة مع مدفعية وأصبح هذا التفكير العسكرى موجودا، وقبل الحرب كنا نقوم بإجراء مشروعات، وكنا نعمل بمقولة "العرق فى التدريب يوفر الدم فى المعارك"، وكنا نعمل مع القوات الخاصة، ونتدرب ليلًا ونهارًا وفى مناطق خطرة، وظهرت نتيجته أثناء الحرب، وفى يوم ٦ أكتوبر قمنا بنفس المهام التى قمنا بها فى التدريب، وعندما عرف كل واحد مهمته خرجنا على الطائرات ومن الطائرات على وادى حجول وحملنا الصاعقة ونقلنا الصاعقة للجبهة الأخرى، وروحنا المعنوية كانت عالية جدًّا. 

وعن شهادته عن أبطال أكتوبر قال: "أتذكر في اليوم الحادي عشر من حرب أكتوبر، تم عمل كمين للعدو وقوات الصاعقة كانت في انتظارهم، وفور مرورهم من الممر حاصرتهم قواتنا المسلحة من الصاعقة بـ«الآر بي جي» والأسلحة، والعدو آنذاك كان يسير دون اتخاذ وضع قتال، لأنهم لم يتوقعوا وجود المقاتلين المصريين في هذه المنطقة باعتبار أنها كانت أرضهم، وتم قتل قائد المدرعة الإسرائيلية، واستحوذنا علي الخرائط التي كانت بحوزتهم وتدمير المدرعات الأولي وإرسال إشارة إلي القيادة العامة للقوات المسلحة بإتمام العملية بنجاح، وانطلقت الطائرات المقاتلة القاذفة من طراز "سخوي" ولم يستطع العدو المرور من هذا الممر حتي نهاية المعركة، تحت قيادة اللواء سامي فضل، قائد الكمين، والذي قام بقتل قائد المدرعات الإسرائيلي واستحوذ علي سلاحه".

وتابع: "بعد ذلك جاءت إلينا تعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة، بالانضمام لقواتنا بالتنسيق مع المخابرات للمرور من ممرات معينة حتي لا ننكشف للعدو ويتم استهدافنا، وكذلك العرب كان لهم دور هام جدا في مساعدتنا والتحمنا مع العدو في عيون موسى من يوم ٢١ أكتوبر وعدنا إلي قواعدنا يوم ٢٢ أكتوبر، قبل إيقاف إطلاق النار بأربع ساعات.

وعن أصعب المشاهد خلال الحرب قال: بالتأكيد الشهداء الذين ضحوا بحياتهم أمام أعيننا دون تراجع بعزيمة وقوة وإرادة لتحرير أرضنا الطاهرة المصرية لن ننسى هذا المشهد أبدا، بالإضافة إلى أسر عدد من رجالنا منهم من عاد ومنهم من فقد، وأتذكر موقفا معينا يعكس إرادة وعزيمة وقدرة الجندي المصري، وهو عندما تم ضرب الطائرة كنا خمسة أفراد طاقم الطائرة كما ذكرت، وكان ليلا ومع أول ضوء للنهار، واكتشفنا أننا انفصلنا عن القوات المسلحة، وكان معنا ٤ مقاتلين من الصاعقة «رقيب وثلاثة جنود»، وبدأنا نفكر كفريق علي بعد ٤٠ كيلو تقريبا من أقرب مكان آمن ومنهم ٢٠ كيلو سباحة في المياه لنصل إلى قواتنا، حسب الخرائط التي معنا، وقررنا التحرك، ولكن اعتذر لنا الرقيب محمود شاكر، ورفض العودة معنا وقال: «أتيت هنا من أجل الحرب وتحرير الأرض كجندي مقاتل ولن أعود إلا بعد تحقيق الهدف»، وحاولنا إقناعه أننا انفصلنا عن زملائنا ولو عدنا سالمين نستطيع أن نقوم بمأمورية أخرى، ولكن أصر علي الرفض وقال أنتم كطائرين نفذتم مأموريتكم، ولكن أنا كمقاتل لم أنفذ مأموريتي ولكم حق العودة، وهنا اضطررنا أن نستمر معه بكامل الأسلحة، وبدأ في السير وساعدنا «البدو» في المنطقة بتوصيلنا للكتيبة التي انفصلنا عنها، والتحمنا بزملائنا ونفذنا المأمورية التي ذكرتها، وكان الرقيب محمود شاكر نموذجا لروح المقاتل والجندي المصري، صاحب العقيدة الراسخة وإيمانه بتراب بلده وأرضه.

وعن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر قال: الدروس كثيرة لكن القوات الجوية أصبحت فيصلا حاسما في أي حرب، وقواتنا الجوية الآن على أعلى كفاءة من التسليح، وقواتنا المسلحة على أتم الاستعداد لمجابهة ومواجهة أى تحديات، والتوترات من حولنا كثيرة جدا، لكن كلنا ثقة في قواتنا المسلحة الباسلة وكلنا ثقة في قيادتنا السياسية، فمصر محاطة بالمخاطر والمؤامرات من جميع الاتجاهات وهذا يستوجب منا جميعا الالتحام والعمل بكل إخلاص من أجل وطننا الغالي مصر.