قصة سائح أمريكى أجبرته إسرائيل للمشاركة فى الحرب غصبًا عنه
محمد الشافعى: تقدمت بمقترحات دراسية للوزارة
شوكت المصرى: من الأهمية تدريس مذكرات العسكريين
مارى رمسيس: أسباب نجاح الحرب تعلم الطلبة أهمية وحدة الجبهة الداخلية
لا شبيه ليوم 6 أكتوبر فهو الانتصار العظيم في كل شيء والمميز حتى في طرق الافتخار به واستمداد الفرح منه. ومع مرور 51 عاما على الحرب المجيدة نكتشف المزيد من منابع الإبهار والدهشة. من ذلك منهج نادر كانت تدرسه وزارة التربية والتعليم للطلبة، ولا أدري لماذا توقف ولماذا لا يعود لتستمد منه الأجيال قوة التحدي وعظمة النصر الذي لم يتكرر لجميع الطلبة؟
المنهج الذي بحثت عنه طويلا حتى وجدته أخيرًا يحمل عنوان مذكرات عن حرب أكتوبر لجميع الطلبة طبعة خاصة من كتاب خمسة فصول عن حرب أكتوبرمفصلة بالأسئلة والصور لجميع الطلبة في جميع المراحل ومستويات التعليم.
المنهج كتبه المؤلف الأستاذ السيد الشوربجي، والذي كانت له رواية أيضا عن الحرب بعنوان أطول يوم في التاريخ.ويقع المنهج في خمسة فصول الأول عن أسباب الحرب وأهدافها والثاني عن الإعداد للحرب والثالث عن بدء العمليات والعبور والرابع حول المعركة في الجولان وسيناء ومعركة السويس المجيدة والخامس عن نتائج الحرب، ثم أسئلة عامة عن موضوعات الكتاب.
تقديم مؤثر
جاء في تقديم الوزارة للكتاب: تعتبر حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ «١٠ رمضان ١٣٩٢هـ» نقطة تحول هامة في تاريخ العرب ومنطلقا لعصر جديد يتبوأ فيه الشعب العربي مكانه اللائق الذي هو جدير به بين شعوب العالم.
ولما كان أبناؤنا الطلبة هم عدتنا للمستقبل، وعلى أكتافهم ستقوم النهضة العربية الشاملة المرتقبة التي وضعت حرب أكتوبر بذورها الأولى؛ كما أنهم هم رجال المستقبل، الذين سيحملون الأمانة ويمضون بالشعلة إلى نهاية الطريق.
ولما كانت وزارة التربية والتعليم تولى اهتمامها البالغ للأحداث الجارية والحاسمة فى حياة الأمة، وتضع في اعتبارها أن يكون أبناؤنا الطلبة على علم تام بمجريات الأمور وفهم وإدراك واعيين لكل عناصر الصراع الذي يحدد حاضرهم ومستقبلهم، فقد كان من الطبيعي انطلاقا من هذا المبدأ أن تولى الوزارة اهتمامها بتدريس حرب أكتوبر لجميع الطلاب في جميع المراحل، وأن تطالبهم باستيعابها والكتابة عنها في صحفهم المدرسية وأحاديثهم الإذاعية وموضوعاتهم الإنشائية، حتى يزداد إلمامهم بقضيتهم التي تؤرقهم وتشغل بالهم، لأنها قضية مصيرهم مستقبلهم، ولقد أصدرت الوزارة فعلا عدة كتيبات تناولت بعض جوانب هذه الحرب ليقف الطلاب على ما حققه جنودهم فيها من إنجازات، وما أظهروه من بطولات. ولما كان الطلبة في جميع مستويات التعليم لا يزالون في حاجة إلى كتاب جامع شامل يجمع بين الشمول والبساطة مع العمق والوضوح ليكون مرشدا لهم في هذا الموضوع الحيوى فقد رأت المؤسسة العربية الحديثة إصدار هذه الطبعة الخاصة من كتاب «خمسة فصول عن حرب أكتوبر».. بعد تزويدها بالصور.
والأسئلة الوافية الضرورية للطلبة، وهى أسئلة يصلح كل منها موضوعا مستقلا للإنشاء.
وقد رأت المؤسسة أن هذا الكتاب هو خير ما يمكن تقديمه للطلبة لما تتسم به من الوضوح والبساطة والشمول في عرض كل جوانب وأبعاد حرب أكتوبر بما يفي بحاجة كل طالب ويوفر له جميع المعلومات التي ينبغي عليه الإلمام بها عن هذه الحرب ابتداء من أسبابها حتى نتائجها.
ويهم المؤسسة أن تؤكد هنا أن جميع المعلومات الواردة بهذا الكتاب مستمدة من الحقائق التي تم نشرها فعلا عن حرب أكتوبر سواء في الداخل أو الخارج، كما أن المعلومات المتعلقة بتطور سير المعارك مستمدة من تصريحات القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان ومن محاضرات قادة الجيوش والأسلحة التي قدموها بأكاديمية ناصر العسكرية فضلًا عن البيانات العسكرية الرسمية المتعلقة بالمعارك وتطورها والكتاب عموما يستند إلى أدق وأصدق المصادر ويراعى الأمانة العلمية والمسئولية التاريخية إزاء قضية تعتبر من أكبر واخطر قضايا العرب في تاريخهم الحديث والله الموفق.
الإعداد الداخلي
أكبر دليل علي الصدق الشديد الذي كتب به هذا المنهج الجزء الخاص بالمصارحة عن مواجهة آثار نكسة ٦٧ حيث جاء فيه سوف تثبت الأيام أن أصعب معركة واجهناها حقيقة كانت هي معركتنا ضد الذات.. معركتنا مع أنفسنا.. معركتنا الداخلية.. أو بمعنى أصح عملية إعداد الجبهة الداخلية وعلاج التمزقات التي أصابتها بعد نكسة ١٩٦٧.
الجبهة الداخلية
لقد كان علينا أن نستعد للحرب وكل جسمنا مثخن بجراح النكسة.. وأقسى الجراح كانت جراح النفس. فجراح الجسد تهون ويمكن شفاؤها مع الوقت.. ولكن ماذا عن جراح النفس تلك كانت المشكلة الكبرى.
كيف تستعيد الثقة في أنفسنا؟
كيف نستطيع أن نتوازن مع الحقيقة المروعة التي واجهناها فجأة وبلا مقدمات بعد نكسة يونيو ١٩٦٧؟ كيف يمكن أن تنطلق إلى معركة النصر من أرض الهزيمة.. ونحن في ذهول ومرارة وغضب؟
الذهول أصاب الكثيرين منا بفقدان الثقة بالنفس.. بل وفقدان الثقة في المستقبل.. وادى هذا إلى لجوء كثير من الشباب إلى الهجرة والسفر. للخارج للعمل والعيش هناك المكان هذا نوع من الهروب واليأس. والمرارة أدت بالكثيرين منا إلى المبالغة في تعذيب النفس إلى المبالغة في اتهام أنفسنا بالقصور والتخلف لدرجة أن الأدب والفن بعد نكسة يونيو ١٩٦٧ كان مليئا بالاتهام والإدانة والسخرية من الذات أكثر مما كان مبشرا بالأمل
وإمكانية الخلاص.. كان أدبا ينضح مرارة وتعذيبا؛ ثم كان الغضب كان الشباب يغضب ويثور ويتظاهر، ولكنه لم يكن يعرف تماما ماذا يريد ولا ماذا يفعل.
الحرب النفسية
وزاد في هذا كله عنف الحرب النفسية التي كان يشنها علينا العدو، والتي استهدف من ورائها أن يقنعنا بأننا عاجزون فعلا ومتخلفون، وأنه لا أمل تنا في الحل.. وذلك عن طريق ما يشيعه عن نفسه من أنه يملك جيشه لايقهر، وأنه يملك أسلحة لا قبل لنا بمواجهتها، وأننا إذا فكرنا في خوض معركة ضده فسوف يدمر بلادنا تدميرا كاملا.. يدمر مصانعنا ومزارعنا.. وأنه سوف يحتل مزيدا من أراضينا وكنا نسمع هذا الكلام فنزداد ذهولا ومرارة وغضبا.
معركتنا الكبرى مع أنفسنا.
وكان علينا أن نواجه هذا كله بمعركة كبيرة مع النفس.
كان علينا أن نراجع أنفسنا أولا.
هل صحيح أن ما حدث يمثل عجزنا وتفوق العدو؟
هل صحيح أننا شعب متخلف لا يملك القدرة على اللحاق بركب الحضارة والعصر؟
ومع الوقت بدأنا نفيق بأن ما حدث لا يمكن أن يمثل حقيقتنا ولا حقيقة العدو.
إن ما يهددوننا به ما هو إلا طبل أجوف وصراخ العاجز لكي يرهب القادر.
نحن قادرون على أن تتخطى الهزيمة وتصنع النصر؛ ولقد عبر الشعب عن ذلك في اليوم التاسع من يونيو ١٩٦٧ يطالب باستمرار المعركة وعدم الاستسلام ولكن المسألة لم تكن سهلة ابدا لأن طول الوقت كان قاسيا.
المعادلة الصعبة
كان علينا أن نجد حلا للمعادلة الصعبة.. إن الإعداد للمعركة يحتاج إلى وقت طويل.. بينما الوقت الطويل يزيد من تمزقنا وعذابنا. إن الإعداد للمعركة يحتاج إلى سرية تامة وصمت حتى لا يسمع عدونا ولا يعرف ماذا تفعل تماما.. ولكن الصمت كان في ذات الوقت يجعل الجبهة الداخلية في حيرة وعدم وضوح رؤية هل الصمت يعكس جدية العمل أم أنه يعكس ماساة العجز؟ إن الصوت العالي أحيانا يرهب العدو، ولكنه في نفس الوقت يخدع النفس.. وتنكشف الحقيقة في اللحظة الحاسمة التي لا مكان فيها لغير الحقيقة.. وفى الفترة السابقة على يونيو ٦٧ كان صوتنا عاليا جدا لدرجة أرهبت عدونا فعلا، ولكن هذا الصوت العالي خدعنا نحن أيضا وجعلنا نقصر فى أشياء كثيرة.. بل في كل شيء جعلنا نتصور أننا نملك زمام الموقف، وأننا فعلا أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط وأننا واتنا... وغابت عنا حقيقة القصور فى الإعداد العلمي والاستعداد المبنى على التخطيط والدراسة والوعى.. حتى كانت لحظة المواجهة الحاسمة.. فسقط كل شيء لأننا فوجئنا ولم نكن قد أعددنا أنفسنا فعلا لكل الاحتمالات.
الصمت والصبر
لذلك كان علينا ألا نكرر الغلطة مرة أخرى.. وكان علينا أن نحتمل وطاة السرية والصمت وكانت القيادة تقول لنا دائما «الصمت والصبر»، وكنا نتصور أنها تخدعنا بهذه الشعارات.. ولم تكن ثورات الشباب والطلبة إلا انعكاس للتمزق الذى كانوا يعانونه نتيجة هذا الصمت والصبر.. ولو علموا الحقيقة وقتها لطالبوا بمزيد من الصمت والصبر.
الصمود رغم كل شيء
لقد كان الكثيرون في الخارج يتصورون أن مصر سوف تسقط من الداخل.. وكان عدونا ينتظر انهيارنا بين لحظة وأخرى بل وراحوا يشيعون ويكتبون أن مصر سوف تفلس وسوف تواجه مجاعة.. وسوف تحترق فى النهاية بنيران الحرب الأهلية فيأكل المصريون بعضهم بعضا بعد أن يكونوا قد. وصلوا إلى حافة اليأس.
وكان المراقبون الذين يقولون ذلك ويؤمنون به يصابون بالدهشة والذهول وهم يرون أن ذلك لم يحدث.. فمصر ظلت صامدة قوية.لم تفلس بل على العكس كان إنتاجها يزيد وكانت ميزانيتها تزيد كل عام عن العام السابق عليه.
لا مجاعة ولا أزمة تموين
لم تواجه مجاعة ولا حتى أزمة بسيطة من تلك الأزمات التي واجهتها شعوب كثيرة مرت بنفس المحنة كانت لا تجد كسرة الخبز ففي الحرب العالمية الثانية كانت شعوب أوربا مثلا لا تجد البيض.. لا تجد السكر ولا الدقيق وعاشوا سنين بأكملها تحلم بقطعة لحم وتحلم ببقايا كل شيء لأن الحرب اكلت كل شيء.. بينما نحن في مصر كنا نجد كل طلباتنا تملأ الأسواق وعندما كان يحدث اختناق أو عجز في إحدى السلع كانت الحكومة تسرع بإيجاد حل لهذا العجز؛ وكانت تسارع بتوفير السلعة الناقصة.. ولم ينقص الخبز أبدا من الأسواق؛ ولا البيض.. ولا الزبد والدقيق ولم تختف اللحوم ولا الدجاج؛ ولم نحرم من السكر بل لقد عاد السكر إلى السوق الحرة بعد أقل من شهرين من حظر تداوله خارج البطاقات.
وكان المراقبون يرون هذه الظواهر ويذهلون كيف تستطيع مصر
ذلك كله رغم هذه الظروف القاتلة التي تمر بها؟
البطالة والإنتاج
لم تواجه مصر بطالة ولا توقف الإنتاج.. كل الخريجين كانوا يعينون طبقا لنفس النظام عاما بعد عام.. ولم تتخلف عن أحدهم فرصته في أن يجد عملا.. والإنتاج كان يزيد بمعدلات أكبر من معدلات زيادته قبل النكسة.. والمذهل أن مصر التي دفعت من ميزانيتها خمسة آلاف مليون جنيه للإعداد العسكرى وخمسة آلاف مليون أخرى تعويضات وخسائر مصر التي تحملت ذلك كله رغم كل ظروفها الصعبة.. استطاعت في نفس الوقت أن تقيم مجمع الحديد والصلب وتضع حجر الأساس له في أحلك أيامها. وان تفتتحه مع بشائر نصر السادس من أكتوبر ١٩٧٣.
- كيف حدث هذا كله إذن؟
لم تكن معجزة ولا أسطورة خارقة للعادة، ولكنها مصر.. التي تفجرت طاقاتها وأخرجت رصيدها الزاخر من الحيوية والقدرة والحضارة والأصالة إن مصر لا تموت أبدا.
وهى صاحبة أعظم وأخلد حضارة في التاريخ.
وفي أيام المحن فإنها تخرج من مكامنها ما اختزنته من رصيد القدرة وحيوية عبر آلاف السنين من الحضارة والحياة.. وهكذا الشعوب العظيمة لا تقتلها المحن، ولكن تجلوها وتفجر طاقاتها وتجعلها أكثر قدرة على العطاء والنماء.. وهذا هو ما يفسر لماذا نجح الجندى المصرى البسيط في خوض معركة السادس من أكتوبر بأحدث الأسلحة واعتدها.. إن هذا الجندي بخترن في أعماقه حضارة شعب عريق وتراث أمة اعطت العالم أعظم ما يملك اليوم من فكر وتقدم.. وما أصدق المثل الذى يقول «مصر مقبرة الغزاة».
ومصر شعبها لا يموت أبدا
هذه الأمثلة صحيحة وعميقة وقد أعطت الدلالة على صدقها من خلال
تاريخ هذا البلد عبر آلاف السنين؛ فلقد تحطم كل الغزاة والطامعين على
أرض مصر ولكن شعب مصر ظل حيا قويا قادرا ساخرا مرحا يضحك ويمرح ويعيش.
الوحدة الوطنية للشعب المصرى عميقة الجذور
وأخيرا وليس آخرا؛ فإن الذين توقعوا أن مصر ستحترق في النهاية بنيران حرب أهلية ياكل المصريون فيها بعضهم بعضا؛ هؤلاء قد فوجئوا أيضا بأن الوحدة الوطنية الشعب المصرى كانت عميقة الجذور وصلبة لدرجة لم تزعزعها بعض الأحداث الفردية والتمزقات التي أصابتها من مرارة النكسة.. فلقد كانت سرعان ما تعود إلى التماسك والتغلب على الانفعالات الطائشة.. ذلك لأن الشعب المصرى بمختلف طوائفه وعقائده الدينية والاجتماعية هو شعب واحد متماسك محبوب فى قالب واحد.. وارتباطه بأرضه وحبه لها أعمق بكثير من أى خلاف مذهبي أو فكرى.. الكل يؤمن بأن مصر أولا ومصر أخيرا.. فنحن جميعا بدون هذا الوطن العظيم هباء؛ فحياتنا منها.
عشرة آلاف مليون جنيه
ودفعنا طوال السنوات الست التي سبقت المعركة خمسة آلاف مليون جنيه ثمنا للسلاح الذى بدأنا به الحرب؛ وذلك حسب بيان وزارة الخزانة.. بالإضافة إلى خمسة آلاف مليون جنيه أخرى تعويضات وخسائر كما قال نفس الوزير أى أننا تحملنا عشرة آلاف مليون جنيه لو أننا صرفناها على قرى مصر الأربعة آلاف لتغير وجه الحياة فيها ولتحولت إلى جنة.. ولكن هكذا شاء المعتدون الذين لم يزرعهم الاستعمار في قلب أرضنا إلا لكى يصل لهذا الهدف.. أن يستنزف مواردنا في معارك لا تنتهى حتى لا تفيق ولا تصبح قادرًا على الحركة والتقدم للحاق بركب الحضارة والتقدم.. كانوا يريدون الحضارة لهم وحدهم؛ يريدون الرخاء لهم وحدهم.. ونحن لنا الموت والتخلف؛ ومضينا رغم هذا كله بإرادة ترفض الاستسلام؛ فالاستسلام معناه الموت؛ هي إذن معركة حياة أو موت؛ أن تكون أو لا تكون؛ وقررنا أن تقبل التحدى رغم فداحة الثمن.
واستطعنا أن نتسلح وأن نوفر لجيشنا معظم ما يحتاجه من سلاح وعتاد ولكن هل كان السلاح وحده يكفي؟
إعداد الرجال
قطعة من قلب مصر؛ من أعز وأغلى جزء في قلب مصر من نبضها؛ من دمها؛ من أعظم ما تملك وأحب ما تملك.. أولئك هم شباب مصر الذين عاشوا معسكرات التدريب استعدادا ليوم المعركة الفاصلة التي يحملون أمانتها ويضحون فيها بحياتهم وأرواحهم من أجل أمهم الكبرى مصر التي كانت تغنى للشهيد وتزفه وفي العين دمعة.
جندت مصر أعظم شبابها؛ خريجي الجامعات الذين كنا نعدهم للحياة لا للموت؛ الذين كنا نعدهم بالعلم ليبنوا الحياة والرخاء والحضارة على كل شبر من أرضنا المتعطشة المشتاقة لعودة الرخاء والحضارة؛ المتعطشة المشتاقة لعودة الروح على أيدى هؤلاء الخريجين الذين تسلحوا بالعلم والمعرفة ليكونوا قادرين على حمل رسالتهم العظيمة لصنع مستقبل بلدهم العظيمة ولكن المعركة فرضت علينا وأصبح المستقبل كله رهنا بتلك اللحظة فالعدو لن يتركنا نزرع ونحصد. إنه يلقى بقنابله فوق المزارع والمصانع والمدارس يزرع الموت فى نفس الأرض التي تجود بالحياة فلتهبوا يا شباب مصر لتصدوا الغارة؛ المتعلمون قبل الأميين؛ بل الجميع معا في صف واحد.. اليوم لم تعد الجندية وقفا على أبناء الفلاحين الفقراء الذين يعجزون عن دفع «البدلية ».. لم تعد الحرب للفقراء وتمرات النصر للأغنياء؛ الفقراء يموتون ونحن نجنى التمر. بل القضية قضية مصر كلها؛ كل الشعب الذى توحد في مجتمع جديد ذابت فيه الفروق بين الطبقات؛ ولم يعد مجتمع فلاحين وباشوات؛ ومن هنا أصبح الدفاع عن الوطن تكليفا وتشريفا للجميع؛ ابن الوزير مع ابن العامل والفلاح؛ حامل البكالوريوس والدكتوراة جنبا إلى جنب مع الأمي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولكن الكل سوف يتعلم هنا مدرسة جديدة قدرة المتعلم فيها على الاستيعاب أكثر وأسرع؛ ولكن الأمى يستطيع أداء مهمات كثيرة أيضا لا تقل عن أهمية الدور الذي سيؤديه المتعلم.. فقائد الدبابة يحتاج المساعد بضع الذخيرة حامل «الأربي جي»، يحتاج المساعد يحمل له القذائف؛ الكل له مكان وله عمل. والكل يكمل بعضه بعضا. لقد اجتمع الكل في واحد؛ لكى بعيدوا الروح إلى قلب أمهم الحبيبة مصر.
التدريب الشاق ليلا ونهارا
واصلوا الليل بالنهار تدريبا واستعدادًا الضباط قبل الجنود.القادة مع الأفراد؛ الجميع يعملون ليل نهار. لا نوم ولا راحة ومن الاستنزاف بدات المعركة التي أذهلت العالم.
أمريكى فى المعركة دون إرادته
أصيبت إسرائيل بحالة هيستيريا محمومة من جراء المعارك لدرجة أن سائحا أمريكيا شابا روى بعد أن عاد إلى بلاده أنه كان يمشي في أحد الشوارع بعد اندلاع الحرب وفوجئ، بإحدى سيارات نقل الجنود تحمله عنوة دون أن يفهم السبب لأن أحدا لم يكن على استعداد لمناقشته أو إيضاح شيء واندفعت به السيارة دون أن يدرى إلى أين.. وقد غلب عليه النعاس من شدة التعب فقام فى السيارة وهي مندفعة، ولما استيقظ من النوم فوجئ بأنه في جبهة القتال فوق الجولان، وأنهم أخذوه فكشف لهم عن شخصيته، فكانت مفاجأة غير سارة لهم؛ قالوا له إنك لن تستطيع العودة الآن فكل السيارات ثاني حاملة الجنود الاحتياط الذين تجمعهم من الشوارع وتعود وهي حاملة الجنود الجرحي وجثث القتلى ولا يسمح لأحد بالعودة من الجبهة الآن فاضطر للبقاء في الجبهة بين الجنود، وكان يقوم بعملية نقل الجرحى إلى سيارات الإسعاف، وقال إنه عاش أياما رهيبة من فعل عنف القصف السوري، وأن اثنين من زملائه الذين كانوا يعملون معه قتلا بجواره، ورغم ذلك فقد كان مرغما على الاستمرار فى العمل حتى وقف إطلاق النار.. وبعدها سمح له بالخروج من الجحيم فأخذ أول طائرة وعاد إلى بلده.
أسئلة المنهج
وتضمن الكتاب بعض الأسئلة لكي يعيش الطالب أجواء هذا المنهج منها:
ما هي المفاجآت التي فاجأنا بها العدو في هذا السلاح؟ ما خط النار الذي أعدته إسرائيل لمقاومة عبور القناة؟ ما مظاهر ارتفاع الروح المعنوية فى جنودنا حين عبورهم القناة يوم ٦ أكتوبر؟ وما المهام التى وكل تنفيذها إلى موجات العبور الأولى منهم؟
كيف اقتحم جنودنا خط بارليف؟ أذكر بعض بطولاتهم في هذا الاقتحام- كان للقوات الخاصة دور هام فى معركة أكتوبر. اشرح هذا الدور ومدى تأثيره في سير المعركة.
- كيف تمت إقامة جسور العبور؟ وما دور سلاح المهندسين في ذلك؟ وما الطريقة التي ابتكرها مهندسو هذا السلاح في إزالة السائر؟
مطالبات بعودة تدريس المنهج
طالب العديد من الخبراء بإعادة تدريس هذا المنهج النادر؛ وقال الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي رئيس تحرير مجلة الهلال السابق.
من المهم وضع تفاصيل حرب أكتوبر في مناهج التعليم، سواء بوجود منهج منفصل كما كان من قبل أو من خلال وضع الكثير من المعلومات في مناهج التاريخ الخاصة بكل سنوات الدراسة ما قبل الجامعة وذلك لكي يعلم ملايين الطلاب أن مصر كانت مستهدفة وما زالت مستهدفة وستظل مستهدفة وهذا الاستهداف استلزم تقديم تضحيات كبيرة وعظيمة في كل حروبنا مع العدو الصهيوني وهذه التضحيات حققت انتصارات عظيمة خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر والتضحيات والانتصارات تعمل على زيادة الانتماء الوطني لدى ملايين الطلاب وتجعلهم دائما على استعداد لمواصلة التضحيات والانتصارات للحفاظ على هذا الوطن العظيم ولكل ذلك لا بد من عودة انتصار أكتوبر وكل انتصارات مصر في حرب الاستنزاف وفي حرب العدوان الثلاثي على مصر إلى صفحات مناهج التاريخ ويضيف الشافعي قائلا قد سبق لي عندما كنت رئيسا لتحرير مجلة الهلال تقديم مقترح إلى ثلاثة وزراء للتعليم بتقديم منهج دراسي من الحضانة إلى نهاية الدراسة الثانوية وفي كل سنة دراسية نقدم خمسين بطلا وخمسين بطولة لتقديم كل أبطال وبطولات مصر منذ الحضارة المصرية القديمة وحتى والغريب أن الوزراء الثلاثة رحبوا كثيرا بهذا المقترح ولكنهم لم ينفذوه وأعتقد أن كل ذلك يتم نتيجة حسابات سياسية عقيمة تمنع تقديم بطولات أكتوبر في السينما أو الدراما التليفزيونية أو في مناهج التعليم ويؤكد كثير من خبراء السياسة والعسكرية أن ذلك إحدى نتائج اتفاقية السلام المشئومة التي وقعتها مصر مع العدو الصهيوني عام ١٩٧٩ ويؤكد بعض الخبراء أن تلك الاتفاقية لها ملاحق سرية تمنع مصر من تقديم هذا النصر العظيم ويؤكد ذلك أن حربي الاستنزاف وأكتوبر حدث خلالهما عشرات الآلاف من البطولات الفردية والجماعية ورغم ذلك عندما قدمنا منذ عدة الكاتب سنوات فيلم الممر قدمنا قصة مؤلفة وليست من البطولات الحقيقية التي حدثت بالفعل.
وقال الكاتب أسامة ريان والذي خاض تجربة حرب أكتوبر تكمن أهمية تدريس حرب أكتوبر لأجيال عديدة في إبراز دور العلم الدقيق والعميق وتكنولوجية مصاحبة «تحفز الطالب على أن يكون مبتكرا مسلحا بالعلم الجاد لكي يصبح قادرا على إنتاج سلاحه، ليس فقط ينتظر استيراده من اتباع للعدو» مع تبسيط فكر الخطط التي تبرز براعة الجندي والقائد المصري خاصة في مواجهة قوة مسلحة تسليحا متفوقا، معتمد على مهارة الاستعداد وجرأة التخطيط والمفاجأة، ولعل هذا يلقي بعبء كبير على المعلم وثقافته. وأرى أن ما كتبه الغيطاني هو من أهم ما كتب عن هذه الحرب لأنه احتفظ بجو بلدنا في نصف السبعينيات الأول، ولو ناقش المسئولون هذا يجب توضيح أن بعد أي حرب يأتي سلام «حكاية كامب ديفيد وما تلاها، يعني مفاوضات أدت إلى سلام، فهي سنة أي حرب مهما كانت العداوة وإلا كيف تستمر الحياة ؟ أهم ما في الأمر أن يسود الدرس الإعلاء من شأن العلم كسبيل للرقي والبعد عن التضليل»، وأكد شوكت المصري أستاذ النقد الحديث بأكاديمية الفنون أن هناك خطوطا أساسية مهمة للتدريس في تاريخ مصر الحديث منها حرب ٤٨ وحرب السويس وطبعا أكتوبر بأسلوب شيق وأطالب أن يرجع المنهج كمادة أساسية وهناك أيضا مذكرات القادة والعسكريين والجنود مثل مذكرات سعد الدين الشاذلي بل وهناك مذكرات د أحمد نور عيون الصقر أو يعيد صياغة الحدث مجموعة من الأدباء ليعرف اولادنا من هو العدو الحقيقي حتي لا نترك عقول أولادنا للتشويش الداخلي والخارجي أو تشويش الجماعات المتطرفة التي تجعل من الصديق عدوا ومن العدو صديقا.
وتقول الخبيرة التربوية ماري رمسيس بعد مرور ٥١عاما علي حرب أكتوبر التي كانت بمنزله ملحمة سطرها الجيش والشعب معا حيث قدم الشعب المصري مثالا يحتذى به وأثبت أن النصر لايتحقق فقط ع جبهات القتال وانما قبل ذلك بوحدة الشعب وصموده ووعيه وتعاونه واتحاده ومن هذه الأسباب أرى أنه ضروري جدا معرفة الأطفال والأشبال والطلاب عن هذا الانتصار العظيم. حتى يتعلموا أن قوتهم في وحدتهم واتحادهم. أيضا لابد من معرفة أن هذا النجاح لم يأتي صدفة بل الاجتهاد والأمانة والعمل والبذل والعطاء على كل المستويات. وأن هناك أوقاتا صعبة قد تمر بنا لكن لابد من شروق الشمس من جديد. بعد الفشل يأتي النجاح بعد الهزيمة يأتي الفوز. كل هذه المعاني لابد من أن يتعلمها أبناؤنا ويستفيدوا من هذه القيم التي تحققت من خلال اتحاد الشعب مع جيشه العظيم. كما أنه كان هناك عدد كبير من الشعب ذهب للمستشفيات ليتبرع للجنود والضباط بدمائه، كانت جموع غفيرة تقف لتعطي جيشها من دمها، لدرجة أن التليفزيون في ذلك الوقت كان يخاطبهم. بعدم الذهاب لكثرة المتبرعين وهذا طبعا لابد من معرفته لأبنائنا الطلاب حتى يستطيعوا تعلم العطاء والبذل والحب من خلال درس انتصار أكتوبر كان الشعب بالفعل مثالا يحتذي به في المساعدة والمساندة ولابد أن يتعلم الطلاب أن من نتائج حرب أكتوبر هو استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس واسترداد أرضنا وتضيف ماري قائلة والحقيقة أني أريد أن لكل مرحلة من المراحل العمرية تحتاج معرفة انتصارات أكتوبر بأشكال مختلفة فالطفل الصغير نحكي له بشكل قصصي صغير نركز فيه على الفوز والانتصار بدون حكي تفاصيل عن الدماء والاستشهاد. لكن الطلاب في المرحلة الإعدادية لابد من حكي كل التفاصيل وهذا ممكن عن طريق الإذاعة المدرسية أو محاضرة في أثناء اليوم ومن الضروري أن يكون بتقديمها شخص مسئول واع وأمين وناضج ومؤمن بالدور الذي سيقوم به وليس مجرد حكي يملأ به فراغ حصة من الحصص.
من جهته يرى الأديب السيد نجم، أن تدريس مادة حول معارك أكتوبر٧٣ ضرورة وهامة.. لعل الفهم الخاطئ لتناول أدب الحرب وأدب المقاومة هو أدب مناسبات بالضبط هو السبب وراء رفض تناول هذا النمط من الآداب سواء عن حرب أكتوبر أو غيرها.
أن أدب الجرب وحول معارك أكتوبر تحديدا من أهم ما يمكن تقديمه إلى الأجيال الجديدة، وهى ما يزكى مفاهيم الانتماء إلى الهوية المصرية العربية، ويكسب الصغير محبة تراب البلاد والرغبة فى الدفاع عنها عند الضرورة.. كما يضيق قيمه الفداء والاستشهاد إلى جملة القيم التى يتسم بها العربى دون غيره، حيث إن فكرة الشهادة وإزهاق النفس من أجل الأرض والعرض والقيم العليا غير متاحة ولا يحرص عليها غير المصريين والعرب والمسلمين.
لذلك فإن تدريس مادة حرب أكتوبر لا يعنى دعوة للعنف ضد الغير، بل دعوة للعنف للدفاع عن الحق والقيم العليا، فالعنف معناه الإيجابى المرغوب بل والمطلوب بالضرورة فى رد العدوان أو ضد من يسلب حقوق البلاد. كما أن حرب أكتوبر ٧٣ تحديدا كانت لتحرير الأرض ورد عدوان اغتصبت فيه سيناء.. وما كانت الحرب إلا لرد الحقوق، وهذا وحده من الحقوق المشروعة التى تدعو إليها الأديان ومبادئ الأمم المتحدة. لذلك أطالب بعودة تدريس المادة. أما عن تفاصيل العناصر الواجب تدريسها فهى فى ظنى: اختيار بعض البطولات لجنود وقيادات وممكن لشخصيات مدنية لهؤلاء الذين عاشوا على ضفة القناة أثناء تواجد الجيش قبل العبور وحرصوا على زراعة أرضهم وخدمة الجنود من حولهم.
فصل قصير حول وقفات تاريخية للحرب منذ معارك يونية ٦٧ حتى ما كان فى أكتوبر ٧٣ وما بعده حيث تحرير بقية أرض سيناء والوصول إلى طابا بالمفاوضات السياسية.
بطولات
تضمن الكتاب عروضًا سريعة لبيان بطولة كل سلاح منفردا بداية من القوات الجوية والبحرية حتى القوات الخاصة والمدرعات والمدفعية والمهندسيين والخدمات الطبية وغيرها.
وهناك معارك صغيرة أو هى محدودة ولكنها كانت فاعلة بعد ٥ يونيو حتى معارك أكتوبر.. مثل: معركة رأس العش- ضرب المدمرة إيلات – ضرب ميناء إيلات مرتين- وغيرها كما يوجد بيان أن استرداد الحقوق والأرض تدعو إليه كل الأديان السماوية والقيم العليا.