ًنظمت مؤسسة فكر واعمل لقاءً فكريًا وتثقيفيًا بعنوان: "العيش منتصرًا"، تزامنًا مع احتفال انتصارات أكتوبر المجيد، وجاء اللقاء بحضور رموز فكرية وقادة دينيين، وترأس المنصة كل من: المهندس باسم فكري، مدير عام مؤسسة فكر واعمل، والقس رفعت فكري، رئيس مجلس الحوار بالكنيسة الإنجيلية، والدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع السياسي، والمستشار الدكتور وجدي سيفين، رئيس مجلس أمناء مؤسسة كوادر، والشيخ الدكتور عبد الله شلبي، مسؤول المساجد بالقاهرة.
بدأ اللقاء بوقوف الحضور والاستماع إلى موسيقى السلام الوطني، ثم قدم الكلمة الافتتاحية المهندس باسم فكري، وأوضح أن الهدف من عنوان اليوم التأكيد على ثقافة الانتصار على كافة المستويات الروحية والاجتماعية والثقافية، من أجل حاجتنا في هذه الأيام إلى استلهام روح انتصار ذكرى حرب أكتوبر، ونشر مفهوم العيش بروح الانتصار والغلبة على الهزيمة واليأس.
"وأن الانتصار ليس فقط حدثاً نتذكره في موعده لكنه أسلوب حياة، علي الضغوط والتحديات والمواقف والصعاب، ويبدأ بحالة الفرد وينتقل للامة كلها"
وفي كلمته تحدث القس رفعت فكري، عن مفاهيم الترابط والإخاء كقيمتين أساسيتين لتحقيق القوة والغلبة، وأكد أن أهم انتصار هو الانتصار على النفس، وقال: "كل نفس لديها نوازع للشر، فتقييد هذه النوازع المتمثلة في الغضب، الكراهية للآخرين، الإساءة، هي قمة النصرة مطالبا أن يرفع الجميع شعار أنا أرفض الهزيمة".
فيما روت دكتورة هدى زكريا ذكرياتها في فترة الحرب، وكيف أنها شاركت فيها كغيرها من المصريين والمصريات الذين/ اللواتي دفعتهم/ن الحرب لعدم إدخار أي جهد من أجل هزيمة العدو.
وقالت إنها أثناء فترة دراستها الجامعية تعلمت على يد أحد القادة العسكريين "إطلاق النار" على الأهداف المتحركة والثابتة، هي ومجموعة أخرى من الفتيات اللواتي ذهبن متطوعات للجبهة.
وأشارت إلى أنها عاشت طفولتها منبهرة من روح المصريين التي لم تعرف كلمة الهزيمة حتى في أشد الأوقات وأقساها في الحرب.
الأمر نفسه أكده المستشار الدكتور وجدي سيفين، الذي أشار إلى العبارات الشعبية الفكاهية التي كانت تنتشر بين الأطفال في جيل حرب أكتوبر، وكانت الشعارات تحمل معنى ضرورة الانتصار، وقتال العدو في عقر داره، ومعها تتردد الأغنيات الحماسية عن النصر والقوة، وتشعل روح الحماس لمواجهة العدو دون خوف أو تراجع.
وروى "سيفين" قصص عن الشهداء المسيحيين الذين اختلطت دماؤهم مع المسلمين للتأكيد على أن أوقات الشدة تعلو فيها الروح المصرية، وتسود فوق أي انتماءات أخرى دينية أو اجتماعية.
أما الشيخ عبد الله شلبي أشار إلى تأكيد الأديان على هذه الروح، وأن ثقافة الانتصار تأتي كنتيجة حتمية للتفكير والعمل، وقال: "إن من لا يفكرون ولا يعملون لا يشعرون بالانتصار، بل بالهزيمة والإحباط"، مضيفًا أننا في أشد الحاجة للتمسك بالعمل والفكر، ومن ثم النصر على الجهل والاستسلام.