تحل علينا ذكرى ميلاد عاشق النغم بليغ حمدي الذي ولد في مثل هذا اليوم، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وجماهيريًا كبيرًا تنوعت بين الرومانسية والوطنية والابتهالات الدينية مع كبار نجوم الغناء، لم تخلو حياة بليغ حمدي من قصة الحب الثرية جمعت بينه وبين وردة و تغنى كل منهما بالحب للآخر، فكان بليغ يلحن لها الأغاني بقلبه، ووردة كانت تقدمها بمنتهى بالحب والابتكار لذلك تألق الثنائي معًا.
بليغ حمدي يلحن كافة الألوان الغنائية
يعتبر بليغ حمدي من أوائل الملحنين الذين أبدعوا في تقديم الأغاني الوطنية تزامنًا مع حرب السادس من أكتوبر والذي وافق أمس، حيث قدم ما يقرب من 18 عملًا غنائيًا، وكان أول من وصل إلى مبنى الإذاعة بماسبيرو بعد تحطيم خط بارليف، وبدأ بالتحضير مع الشاعر عبد الرحيم منصور وعبد الحليم حافظ لتسجيل أغاني تناسب هذا الحدث التاريخي.
أبرز هذه الأغاني، على الربابة، حلوة بلادي السمرا بلادي الحرة، بصوت وردة الجزائرية ونشيد الله أكبر بسم الله، وعدينا الهزيمة يا مصر يا عظيمة للفنانة شادية، وعاش اللي قال، قومي يا مصر، والفجر لاح بصوت العندليب عبد الحليم حافظ.
أول لقاء بين وردة وبليغ حمدي
ظهرت شرارة الحب بين وردة وبليغ حمدي حينما سمعت ألحان أغنية "تخونوه" للفنان عبدالحليم حافظ، وقررت أن تقابل ملحن هذه الغنوة وكان أول لقاء بينهما في منزل الفنان والموسيقار محمد فوزي، واتفقا على أن يلحن بليغ حمدي أغنية "يا نخلتين في العلالي"، من فيلم "ألمظ وعبده الحامولي".
كشف الإعلامي وجدي الحكيم عن رأى بليغ حمدي في وردة من خلال إحدى لقاءاته التليفزيونية قائلًا: "بليغ أخبرني أنه لم ينجذب لأي امرأة إلا عندما رأى وردة لأول مرة وسلم عليها، ومن هنا بدأت قصة الحب".
وقرر بليغ حمدي، الزواج من وردة، وعندما ذهب ليتقدم لخطبتها؛ رفضه والدها ولم يسمح له بالدخول حتى من باب المنزل، وقررت الأسرة أن تبعد ابنتها عن مصر، حتى لا تقابل بليغ مرة أخرى، وتنهي هذه القصة، لكن حبهما كان أقوى من أي ظروف.
تجدد اللقاء بين وردة وبليغ حمدي بعد سنوات طويلة قابلته صدفة يوم الاحتفال باستقلال الجزائر، وبعد أن رأها أمسك بالعود وكتب أغنيته الشهيرة "العيون السود"، التي وصف من خلالها قصة حبهما، وغنتها وردة عام 1972، وتزوجا الثنائي في منزل الراقصة نجوى فؤاد.
استمر الزواج بين وردة وبليغ حمدي 6 سنوات وأسفر عن ذلك عدد من الأعمال الغنائية المتميزة حتى وقتنا هذا، مثل "حكايتي مع الزمان، وحشتوني، والله يا مصر زمان، مالي وأنا، مسا النور والهنا، اشتروني.