ردًا على هجمات الحوثيين المتواصلة ضد السفن التجارية والبحرية التي تمر عبر البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة، قالت القيادة المركزية الأمريكية، الجمعة ٤ أكتوبر، إنها نفّذت غارات على 15 هدفًا تتبع لميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا.
وأوضحت القيادة المركزية في بيان، أن الغارات استهدفت قدرات عسكرية هجومية لجماعة الحوثي، وأشارت إلى أن غاراتها تأتى في سياق حماية حرية الملاحة، وتأمين المياه الدولية التي تمر بها ناقلات تجارية.
من جانبها؛ أقرّت وسائل إعلام حوثية الجمعة بتلقي ضربات وصفتها بـ"الأمريكية – البريطانية"، حيث استهدفت 4 غارات معسكر الصيانة فى منطقة الحصبة شمال صنعاء، كما استهدفت 7 غارات منطقة الكثيب فى مدينة الحديدة الساحلية ومطارها. إضافةً إلى غارة ضربت موقعًا عسكريًا جنوب مدينة ذمار، الواقعة على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب صنعاء، إلى جانب ٣ غارات ضربت مواقع في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء المتاخمة للمحافظات اليمنية الجنوبية المحرَّرة (جنوب شرقى صنعاء).
تأتى هذه الضربات في سياق العمليات التي تقودها واشنطن منذ 12 يناير تحت اسم "حارس الازدهار"؛ للحد من قدرة الجماعة على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وكانت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، تبنّت الثلاثاء 1 أكتوبر، استهداف سفينتين تجاريتين باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ وزورق مفخخ، دون تسجيل أي إصابات بين البحارة، وفقًا لما أفادت به هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة "أمبري" للأمن البحري.
وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت بلاغًا عن استهداف زورق مسيّر لناقلة ترفع علم بنما على بُعد ٦٤ ميلًا بحريًا شمال غربي الحديدة.
وأشارت "أمبري" ومركز المعلومات البحرية المشترك إلى تعرض خزان الصابورة في الجانب الأيسر من السفينة لأضرار، ما دفعها للتوجه إلى الميناء التالي.
وفى وقت سابق، أفادت السفينة بمشاهدتها أربعة انبعاثات رذاذ على سطح الماء بالقرب منها، والتي اعتبرتها محاولات لهجمات صاروخية، بحسب مصدر في قطاع الأمن البحري، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز".
كما أفادت "أمبري" ومصادر أمنية بحرية بأن السفينة الثانية، وهى ناقلة بضائع سائبة ترفع علم ليبيريا وكانت متجهة إلى السويس، تعرضت لأضرار جراء استهدافها بصاروخ على بُعد حوالى ٩٧ ميلًا بحريًا شمال غربي الحديدة.
وتبنّى الحوثيون هذه الهجمات، حيث أعلن المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، أن جماعته هاجمت السفينة "كورديليا مون" باستخدام ثمانية صواريخ باليستية ومجنّحة، بالإضافة إلى طائرة وزورق مسيّرين. كما زعم أنهم استهدفوا سفينة ثانية، وهى "ماراثوبوليس"، في المحيط الهندي باستخدام طائرة مسيّرة وصاروخ مجنّح.
وأدانت الحكومة اليمنية أقدام ميليشيا الحوثي الإرهابية على استهداف ناقلة النف (M/T CORDELIA MOON)، في الهجوم الحادي عشر على ناقلات المنتجات الكيماوية والنفطية منذ نوفمبر المنصرم، بمزاعم نصرة غزة.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمنى معمر الإرياني، إن هذا الهجوم "يكشف طبيعة الجماعة كتنظيم إرهابي يتحرك كأداة طيعة لتنفيذ الأجندة الإيرانية، وفشل التعاطي الدولي مع التهديدات الخطيرة التي تشكلها على أمن وسلامة الملاحة البحرية والتدفق الحر للتجارة العالمية، والحاجة إلى إعادة النظر في سبل التصدي لأنشطتها الإرهابية".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة إكس أن "استهداف ميليشيا الحوثي المتكرر لناقلات المنتجات النفطية والكيماوية، إرهاب ممنهج، يعكس عدم اكتراثها بالأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية في اليمن، والتداعيات الكارثية لأي تسرب نفطي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، على القطاع الاقتصادي والزراعي والسمكي في بلادنا، والشريط الساحلي لليمن والدول المشاطئة، والبيئة البحرية والتنوع البيولوجي للجزر الواقعة في المنطقة".
ولفت الإرياني، إلى أن استهداف الميليشيا لناقلات المنتجات النفطية والكيماوية يُهدد أي انسكاب نفطي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، مخزونات الصيد اليمني، وسيؤدى لتأثر ملايين اليمنيين فى المدن الساحلية بالغازات السامة. وسيوقف عمل الموانئ اليمنية، ويلحق تلوثا بمصانع تحلية مياه البحر الأحمر ويقطع إمدادتها، كما ستخسر اليمن المصائد السمكية التي توفر معيشة مليون وسبعمائة الف مواطن يمني، ويدمر التنوع البيولوجي والمنظومة الايكولوجية بالمنطقة.
وأعاد الإرياني التذكير بعدد من العمليات الإرهابية التي شنتها الميليشيا على السفن وناقلات البتروكيماويات حيث استهدفت ميليشيا الحوثي في ٢٦ - ٢٧ نوفمبر ناقلة الكيماويات (CENTRAL PARK) بعدد من الهجمات أثناء عبورها في البحر الأحمر في محاولة لإجبارها على تحويل مسارها نحو ميناء الحديدة.
كما استهدفت في 12 ديسمبر بهجوم مزدوج ناقلة النفط (M/T STRINDA) المملوكة والمدارة من دولة النرويج، باستخدام صاروخ وطائرة مسيرة إيرانية الصنع، ما أدى لنشوب حريق.
واستهدفت الميليشيا في 26 يناير ناقلة النفط (أم/ ڤى مارلين لواندا) وتحمل شحنة من مادة (النفثا) بصاروخ باليستي مضاد للسفن، ما أدى لاندلاع حريق كبير في إحدى عنابر الشحن تم السيطرة عليه.
كما هاجمت في 18 فبراير سفينة M/V Rubymar، بصاروخين موجهين، وعلى متنها أكثر من (41.000) طن من الأسمدة فئة IMDG ٥.١، وكميات من الزيوت والوقود، ما أدى لإصابتها بأضرار جسيمة وغرقها في 2 مارس.
وفى ٢٤ فبراير أطلقت ميليشيا الحوثي الإرهابية صاروخا باليستيا مضادا للسفن "ايرانى الصنع"، في محاولة فاشلة لاستهداف ناقلة المنتجات الكيماوية/ النفطية (M/V Torm Thor) التى ترفع علم الولايات المتحدة الأمريكية، وفى ٢٣ مارس استهدفت ناقلة النفط الصينية "إم/ڤى هوانغ پو"، باستخدام خمسة صواريخ باليستية "إيرانية الصنع" ما أدى لنشوب حريق تم إخماده.
وفى 18 مايو استهدفت ميليشيا الحوثي الإرهابية ناقلة النفط اليونانية "أم/تى ويند"، التي كانت في رحلة تجارية بين روسيا والصين، باستخدام صاروخ باليستي مضاد للسفن "إيراني الصنع" ما أدى لإصابتها بأضرار.
كما استهدفت في 15 يوليو ناقلة النفط الخام (MT Chios Lion) التى ترفع علم ليبيريا وتديرها اليونان، باستخدام زورق مسيّر "إيرانى الصنع" والذى أدى لإصابتها بأضرار.
وفى ٢١ أغسطس قامت ميليشيا الحوثي بتنفيذ سلسلة من الهجمات على ناقلة النفط اليونانية (MT DELTA SOUNION) والتي تحمل (150) ألف طن من النفط الخام، عند ابحارها فى البحر الأحمر، ما أدى لجنوحها وتعطل محركاتها وإجلاء طاقمها وتركها عرضة للغرق أو الانفجار على بعد 85 ميل بحرى من محافظة الحديدة.
كما استهدفت في 2 سبتمبر ناقلة النفط (MV BLUE LAGOON) التي ترفع علم بنما وتديرها اليونان، ما أدى لإصابتها. وطالب الإريانى المجتمع الدولي بسرعة تصنيف ميليشيا الحوثي "منظمة إرهابية عالمية"، وفرض عقوبات عليها من خلال تجميد أصولها، وحظر سفر قياداتها، وتعزيز التنسيق القانوني بين الدول لملاحقة أفرادها، والأفراد والمنظمات التي تقدم دعما ماليا أو لوجستيا لها.
سياسة
لحماية الملاحة في البحر الأحمر| غارات أمريكية - بريطانية على 15 هدفًا تابعة لميليشيا الحوثي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق