تحتفل اليوم الأحد، 6 أكتوبر، الدولة المصرية وقواتها المسلحة، بالذكرى الـ 51 على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة 1973، هذه الحرب التي قدم فيها جنود الجيش المصري البواسل أرواحًا ودمائهم الطاهرة، للدفاع عن أرض الوطن الحبيبة واسترداد أرض الفيروز «سيناء».
كانت حرب أكتوبر المجيدة، معركة وملحمة عسكرية قوية نجحت مصر فيها بشكل مبهر للعالم أجمع، فهي من أعظم انتصاراتها على مر التاريخ، وتم تحطيم أسطورة إسرائيل المزعومة بأنهم جيش لا يُقهر، ورفع راية الوطن على ترابه المقدس، حيث عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، يوم 6 أكتوبر عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن هي سيناء، واستعاد المصريون معها كرامتهم واحترام العالم.
كواليس بداية حرب أكتوبر 1973
في يوم 6 أكتوبر 1973 والموافق العاشر من رمضان في تمام الساعة الثانية ظهرا، قام الجيش المصري بعبور خط القناة، ونفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية، واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
بدأت المدفعية المصرية، بعد عبور الطائرات بخمس دقائق، بقصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، وفي الساعة الثانية والثلث تقريبا توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف، ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها، بعدها عبر القناة 2000 ضابط و30 ألف جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وقد امتدت الحرب حتى 26 أكتوبر 1973.
مصر وسوريا.. يد واحدة ضد إسرائيل 1973
كانت حرب أكتوبر 1973، إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل في حرب 1967، وكانت إسرائيل قد قضت السنوات الست التي تلت حرب 1967 في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ هائلة لدعم التحصينات على مواقعها في مناطق مرتفعات الجولان، وفي قناة السويس «خط بارليف».
ما قبل حرب أكتوبر 1973
في فبراير 1971، قدم أنور السادات لمبعوث الأمم المتحدة «غونار يارينغ»، الذي أدار المفاوضات بين مصر وإسرائيل حسب خطة روجرز الثانية، شروطه للوصول إلى تسوية سلمية بين الطرفان، وأهمها انسحاب إسرائيلي إلى حدود 4 يونيو 1967، ورفضت إسرائيل هذه الشروط مما أدى إلى تجمد المفاوضات.
وفي عام 1973، قرر الرئيسان المصري أنور السادات، والسوري حافظ الأسد، اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967، كانت الخطة ترمي الاعتماد على المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب، وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث كانت المفاجأة صاعقة للإسرائيليين.
نتائج حرب أكتوبر 1973
من نتائج حرب أكتوبر 1973، توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في «كامب ديفيد» سبتمبر 1978، إثر مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات في نوفمبر 1977 وزيارته القدس، حيث انتهت الحرب رسميًا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974، ووافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
فمن أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية، بالإضافة إلى نتائج أخرى للحرب، ومنها تحطيم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر، التي كان يرددها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أدت الحرب أيضًا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.
ستظل حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية، وأبطال القوات المسلحة هم خير أجناد الأرض، قادرين على استرداد حقوقهم بكافة السبل، فلم يتوقف الأمر على الحرب فقط، بل خاضت مصر معركة دبلوماسية قوية من أجل استرداد أخر جزء من أرض الوطن الحبيبة وهي «طابا»، فإن القوات المسلحة والشعب المصري لا يفرطوا في أرضهم مهما تطلب الأمر من تقديم تضحيات.