شهد الأسبوع الرئاسي نشاطًا داخليًا حافلًا؛ حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعضاء المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية، وذلك بحضور المستشار عدنان فنجري وزير العدل.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس هنأ قضاة مصر بمناسبة الاحتفال بيوم القضاء المصري الذي يوافق الأول من أكتوبر، معربًا عن تقديره البالغ لدور الجهات والهيئات القضائية في تعزيز منظومة العدالة والتقاضي في مصر، وما تقوم به مؤسسات القضاء العريقة، لإعلاء العدالة الناجزة وسيادة القانون، بما يسهم في ترسيخ السلام المجتمعي، وحماية منظومة الحقوق والواجبات، على النحو الذي يعزز أمن واستقرار الوطن، مؤكدًا في هذا الصدد أنه لا أحد فوق القانون.
كما أكد الرئيس خلال اللقاء التزام الدولة الراسخ باستقلال القضاء بوصفه ركيزة دستورية أساسية، مشددًا على ضرورة مواصلة الجهود المُقَدَّرَة لتطوير منظومة القضاء، وتيسير الخدمات المقدمة للمواطنين، لاسيما من خلال التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة، فضلًا عن الاستمرار في بناء وتعزيز القدرات والكفاءات، الشخصية والمهنية، لأعضاء المنظومة القضائية المصرية، في ظل الأعباء التي يتحملون مسئوليتها للنهوض بالدور الجوهري في ترسيخ سيادة القانون في مصر.
من جانبه؛ أعرب وزير العدل عن تقديره لاهتمام الرئيس بتطوير المنظومة القضائية، من خلال حرص الرئيس على توفير الإمكانات اللازمة لتعزيز عمل مؤسسات التقاضي بمختلف درجاتها، وكذا من خلال العمل على تعزيز استقلال القضاء وقدرته على تأدية رسالته السامية، مستعرضًا في ذلك الصدد ما تم إنجازه لتحسين كفاءة منظومة التقاضي على مستوى الجمهورية.
كما أكد أعضاء المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية الالتزام الأصيل لجميع أعضاء ومؤسسات القضاء المصري، ببذل أقصى الجهد على طريق تحقيق العدالة وسيادة القانون، وفقًا للدستور والقانون، معربين عن تقديرهم للرئيس لحرصه الدائم على صوْن مكانة القضاء.
هذا، وقد حضر اللقاء كل من المستشار بولس فهمي إسكندر رئيس المحكمة الدستورية العليا، والقاضي حسني عبد اللطيف رئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلى، والمستشار أحمد عبد الحميد عبود رئيس مجلس الدولة، والقاضي محمد نصر رئيس محكمة استئناف القاهرة، والمستشار محمد شوقي عياد النائب العام، والمستشار عبد الرازق شعيب رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشار عبد الراضي صديق رئيس هيئة النيابة الإدارية، واللواء أركان حرب حاتم الجزار رئيس هيئة القضاء العسكري، والمستشار نجاح موسى مساعد أول وزير العدل أمين عام المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية
كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة.
ووجه الرئيس السيسي عددا من الرسائل على هامش الحفل أكد خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي على إننا ندعم وحدة الصومال واستقراره قائلا: نحن ندعم الصومال في إطار.. مش علشان إثيوبيا..لأن الدولة ده بقالها أكثر من 30 سنة في حالة عدم استقرار.
كما أكد الرئيس السيسي أن مصر ستكون من أوائل الدول التي تعالج المياه بأحدث وسائل التكنولوجيا.
وقال الرئيس: إن مخرجات الحوار الوطني مهمة جدا لتوضيح تطورات القضايا الإقليمية والدولية. وأكد: “إننا بذلنا ونبذل جهودًا كبيرة من أجل الحفاظ على استقرار السودان”.
وأكد الرئيس أن وحدة المصريين هي الضمان الوحيد لمواجهة أي تحديات. كما أوضح، أن الإعلام والدراما يمكن أن يبعثا برسائل إيجابية للمجتمع بشكل أكثر فعالية من الحوارات المغلقة
وكرم الرئيس عبد الفتاح السيسي أوائل الخريجين من طلبة أكاديمية الشرطة كما قلدهم نوط الامتياز من الطبقة الثانية.
ووجه الرئيس السيسي التحية والتهنئة لأسر الطلاب والخريجين خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة.
وأكد الرئيس السيسي أن الشعب المصري لديه الحق بالشعور بالقلق من التطورات الإقليمية لأنها خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى إتساع رقعة الصراع ويؤثر على الاستقرار بالمنطقة.
وقال السيسي إن هناك تحديات على حدودنا الغربية والجنوبية والشرقية منذ ما يقرب من عام، وأضاف الرئيس السيسي أن قناة السويس خسرت ما يعادل 6 مليارات دولار تقريبا نتيجة للأحداث الجارية.
وقال: “نحن ندير الأوضاع بشكل يحفظ بلادنا ويحفظ المنطقة ما أمكن دون التورط في أى شيء يؤثر على الأمن والاستقرار”.
وتابع الرئيس: "أطمئن الشعب المصري أن مصر بخير وأن الأمور مستقرة وتسير نجو الأحسن"، وشدد على أن المصريين يجب أن ينتبهوا جيدا لحجم الكذب والشائعات الضخم والتى لا أساس لها من الصحة وعليهم التصدي لها بكل السبل.
وقال: “إن سياسة مصر متوازنة في ظل هذا الاضطراب الخطير في المنطقة الذي حذرنا منه”، مؤكدًا أن استمرار هذا الاضطراب سيؤدي إلى عواقب خطيرة في الإقليم والعالم.
وأضاف الرئيس: نحتاج أن نتمسك بثوابتنا بأن تتسم سياسة مصر الخارجية بالتوازن والاعتدال والموضوعية.
كما التقى الرئيس السيسي مع عدد من طلاب الأكاديمية العسكرية الذين أنهوا دراستهم بها، وذلك بحضور الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة، وقادة الأكاديمية العسكرية المصرية.
وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن الرئيس أشار إلى أن الأعوام العشر الماضية برهنت على وعي الشعب المصري وتماسكه في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، فكان الشعب هو حائط الصد ضد محاولات زعزعة الاستقرار والنيل من المؤسسات الدستورية تجنبًا للعواقب السلبية لعدم الاستقرار.
وفيما يتعلق بالظروف الإقليمية، أوضح الرئيس أن التطورات على مدار العقود الماضية أدت بالمنطقة إلى مفترق طرق تاريخي، يتطلب من الجميع الحذر والتأني والدراسة المتعمقة قبل اتخاذ أي قرار، مؤكدًا في هذا السياق أن ثوابت السياسة المصرية تقوم على التوازن والاعتدال والإيجابية لإنهاء الأزمات وليس تصعيدها، تحسبًا من الانزلاق إلى مخاطر حقيقية تهدد الأمن الإقليمي بأكمله.
وأضاف الرئيس أن دول المنطقة لها مصالحها التي يجب ألا تتعارض مع بعضها، منوهًا في هذا السياق إلى أهمية إجراء حوار استراتيجي بينها بهدف البناء والتنمية وتعظيم الاستفادة من مقدرات شعوبها.
وردًا على عدد من الاستفسارات المتعددة من الطلاب، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تعمل على مسار إصلاحي على مدار العشر سنوات الماضية، من أجل إعداد أجيال قادرة على حمل المسئولية في القطاعات كافة.
كما أوضح الرئيس أهمية مواجهة السلوكيات غير القانونية التي تسعى لاستغلال المميزات التي تكفلها الدولة لفئات محددة كالسيارات المخصصة لذوي الإعاقة على سبيل المثال. كما نوه الرئيس إلى أهمية التوجه المجتمعي نحو دراسة علوم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات لبناء كوادر مصرية متميزة في هذه المجالات الحيوية، بالإضافة إلى فتح ميادين عمل جديدة وغير تقليدية وأكثر ربحية للشباب المصري.
كما شهد الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفل الأكاديمية العسكرية المصرية لتخريج دفعات جديدة من طلابها لعام 2024.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة مؤثرة للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال حفل الأكاديمية العسكرية المصرية لتخريج دفعات جديدة من طلابها لعام 2024، بحضور كبار رجال الدولة.
وقال الرئيس السيسي: "أخي الحبيب والصديق الحبيب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة أرحب بك وأشكرك على إنك أصريت تكون موجود معانا في حفل الأكاديمية العسكرية برغم مشاغلك، ولكن وجودك معانا شرف كبير لينا وحاجة تسعدنا، ربنا يحفظك ويحفظ بلادنا من كل شر وسوء".
وألقى الرئيس السيسي كلمة جاء نصها:
"يأتي شهر أكتوبر من كل عام.. حاملًا معه نسائم الانتصار والمجد.. تلك الأيام التي نستحضر فيها دروس النصر.. ونحتفي بالأبطال والشهداء.. ونحيي ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة.. التي تتزامن مع احتفالنا بتخريج دفعات جديدة.. من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.. لينضموا إلى ساحات الشرف والبطولة.. مدافعين عن أمن مصر وسلامة شعبها.. بعد أن تم إعدادهم، وفقًا لأفضل وأرقى المستويات العسكرية والعلمية.
في مثل هذه الأيام.. منذ واحد وخمسين عامًا.. حققت مصر نصرًا سيبقى خالدًا.. في ذاكرة هذا الوطن.. وعلى صفحات تاريخه المجيد.. انتصارًا؛ يذكر الجميع دائمًا.. بأن هذا الوطن - بتلاحم شعبه وقيادته وجيشه - قادر على فعل المستحيل مهما عظم.. وأن روح أكتوبر.. ليست شعارات إنشائية تقال؛ بل هى كامنة في جوهر هذا الشعب.. ومعدنـه الأصيـل.. تظهر جلية عند الشدائد.. معبرة عن قوة الحق، وعزة النفس، وصلابة الإرادة.. ويسجل التاريخ بكلمات من نور.. أن مصر عزيزة بأبنائها.. قوية بمؤسساتها.. شامخة بقواتها المسلحة.. وفخورة بتضحيات أبنائها.
إن ما حققته مصر في حرب أكتوبر المجيدة.. سيظل أبد الدهر، شاهدًا على قوة إرادة الشعب المصري.. وكفاءة قواته المسلحة.. وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.
يأتي احتفالنا هذا العام، بذكرى نصر أكتوبر المجيد.. في ظرف بالغ الدقة فى تاريخ منطقتنا.. التي تموج بأحداث دامية متصاعدة.. تعصف بمقدرات شعوبها..وتهـدد أمــن وســلامة بلـدانها.. ويأتي هذا التصعيد الإقليمي.. وسط أجواء من الترقب على المستوى الدولي..تذكرنا.. بما حققه المصريون - بالتماسك وتحمل الصعاب - من أجل بناء قوتنا المسلحة.. للحفاظ على سلامة هذا الوطن الغالـي.. وتبديــد أي أوهـــام لــدى أي طــرف.
إن اللحظة التاريخية الفارقة، التي تمر بها منطقتنا الآن.. تدعونا للتأكيد مجددًا.. بأن السلام العادل هو الحل الوحيد.. لضمان التعايش الآمن والمستدام، بين شعوب المنطقة.. وأن التصعيد والعنف والدمار.. يؤدون إلى دفع المنطقة نحو حافة الهاوية.. وزيادة المخاطر، إقليميًّا ودوليًّا.. بما لا يحقق مصالح أي شعب، يرغب في الأمـن والسلام والتنمية..ومن هذا المنطلق، فإن مصر تؤكد موقفها الثابت.. المدعوم بالتوافق الدولي.. بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع.
اسمحوا لى أن أتوجه اليوم بالتحية والتقدير.. للقوات المسلحة المصرية.. تلك المؤسسة الوطنية العريقة.. التي لم ولن تتخلف يومًا.. عن التصدي لتحمل المسئولية، مهما ثقلت.. وتأدية الأمانة، مهما بلغت.. تحية لها بجميع أجيالها.. من المحاربين القدامى إلى الأجيال الصاعدة.
وسلامًا على شهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة.. الذين ضحوا بأرواحهم فداء لشعبها.. وتحية لأسرهم وعائلاتهم.. الذين تحملوا قسوة الفراق.. وقدموهم ثمنًا غاليًا، ليعيش الوطن كريمًا مطمئنًا.
كما نتوجه بتحية احترام وتقدير متجددة.. إلى روح البطل الشهيد.. الرئيس محمد أنور السادات.. بطل استرداد الكرامة والأرض.. بالحرب والسلام.. بالشجاعة والرؤية الإستراتيجية.. ونقول لروحه اليوم:
"إن ما وهبت حياتك من أجله.. لن يضيع هدرًا أو هباءً.. بل وضع الأساس الراسخ.. الذي نبنى عليه.. ليبقى الوطن شامخًا والشعب آمنًا.. يحيا مرفوع الرأس على أرضه.. لا ينقص منها شبر.. ولن ينقص بإذن الله.. وهذا وعدنا وعهدنا لشعبنا العظيم".
ودعوني أؤكد في ختام كلمتي: أن سلامة هذا الوطن.. ما كان لها أن تتحقق.. في مواجهة تلك التحديات التي مررنا بها، على مدار السنوات الماضية.. لولا صمود هذا الشعب الأمين ووحدته.. فتضحيات أبناء هذا الوطن.. هي نهر عطاء مستمر على مدار التاريخ.. وإن اختلفت صورها..وستظل مصر بوحدة شعبها.. أكبر من جميع التحديات والصعاب.. وسيستمر تقدمها للأمام.. محفوظا بنصر الله ورعايته.. وإرادة وعزيمة أبناء هذا الشعب الكريم..كل عام وأنتم بخير، ودائمًا وأبدًا.. وبالله العظيم تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".