واقعة مميزة في جميع تفاصيلها تضاف إلى سجل هيئة الإسعاف المصرية، تميزها جاء بداية من المدينة التي شهدتها الواقعة وصولاً إلى الأداء المهني المشرف لطاقمنا الإسعافي بطل الواقعة.
نداء استغاثة من مدينة حلايب واحدة من أغلى بقاع مصر وأعزها، للخط الساخن 123 الذي يغطى كافة أرجاء الجمهورية، بوجود حالة ولادة متعسرة لسيدة في العقد الثالث من العمر، تحتاج النقل بشكل عاجل إلى مستشفى الشلاتين، وفي غضون ثوان معدودة كانت أجهزة اللاسلكي بسيارة الإسعاف كود 562 والتي تخدم قاطني مدينة حلايب تتلقى كافة تفاصيل البلاغ، وبإنصات شديد استمع الزميلين أحمد فتوح أحمد "مسعف" والزميل محمود محمد حسن عبد الله "فني قيادة" للإشارة اللاسلكية، لينطلقاً مسرعين بمركبتهما الإسعافية صوب الاستغاثة، دقائق معدودة وأعلن الزميلان عبر أجهزة اللاسلكي وصولهما لموقع الاستغاثة.
وفور ترجل المسعف أحمد فتوح من سيارة الإسعاف وجد سيدة في العقد الثالث من العمر، تعاني من آلام المخاض، -وبلا تردد- شرع المسعف في نقلها لسيارة الإسعاف، قاصداً مستشفى الشلاتين، مع متابعته لكافة علاماتها الحيوية وانتظامها، كما شرع في تهدئتها وطمأنتها، ومع زيادة حدة آلام المخاض فطن المسعف إلى أن الأم على وشك وضع مولودها، وهنا وجه المسعف زميله قائد السيارة بإيقاف السيارة على جانب الطريق ومساعدته.
هدوء تام وصمت مطبق هو سمة تلك البقعة الغالية من أرض مصر، هدوء بدده صوت الأم التي بدأت في وضع مولودها، بمساعدة المسعف الذي بدأ في طمأنة الأم وتهدئتها ومساعدتها في الولادة بشكل طبيعي، بتلهف وترقب والد الطفل ذلك المشهد الاستثنائي، تداهمه الهواجس حول وضع زوجته الصحي وتلاحقه الاستفسارات عن مدى مهارة ذلك المسعف وإمكانيات سيارة الإسعاف.
وفي غضون ١٠ دقائق تبددت كل الهواجس والاستفسارات وهو يرى المسعف وبثبات شديد يتلقف مولودته الجديدة، ويقوم بتحفيزها لتزيل ببكائها ذلك الوجوم الذي أصاب الأب، وهنا يوجه المسعف زميله للانطلاق مرة أخرى صوب المستشفى، ليكمل في أعقاب ذلك متابعة العلامات الحيوية للطفلة وتجفيفها مع قطع الحبل السري بشكل آمن بين الأم والطفلة.
أوضحت رئاسة هيئة الإسعاف المصرية أن تلك الواقعة هي برهان وترجمة حرفية لخدماتنها التي طالت كل شبر في أرض مصر الغالية، وعلى مهنية أطقمنا الإسعافية وثباتهم في أشد وأحلك المواقف الطبية الطارئة".